غدير دموي في "6" محافظات

أحيت جماعة أنصار الله "الحوثيين" أمس ما يعرف بـ(عيد الغدير)، ذكرى الولاية للإمام علي بن أبي طالب في احتفالات غير معهودة تجاوزت محافظة صعدة لتشمل عدة محافظات، وسقط خلالها العديد من القتلى والجرحى برصاص متشددين دينيين موزعين بين تنظيم القاعدة والسلفيين وحزب الإصلاح (جماعة الإخوان). الاحتفالات بدأت مساء أمس الأول بالألعاب النارية التي انطلقت من مدينة صعدة لتضيء سماء محافظات أخرى، وفي صباح وعصر أمس انطلقت الفعاليات بدءاً بمقر الاحتفال الرسمي في العاصمة صنعاء، حيث احتضنت صالة نادي الطيران المدني أمام قاعدة الديلمي الجوية آلاف المشاركين، ولأول مرة تم نقل بث مباشر لكلمة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، فيما احتضنت قاعة أخرى فعالية نسائية وصفت بالحاشدة، وفي منطقة خولان احتفل المئات من الحوثيين بذات المناسبة. وشهدت محافظة ذمار احتفالات وصفت بالحاشدة في كلٍّ من معبر وعمد، وفي محافظة حجة توزعت الاحتفالات على مناطق مختلفة أهمها كشر والمحابشة، وفي عمران أحيا الحوثيون احتفالاتهم في كلٍّ من شهارة وحبور ظليمة وثلا، وفي المحويت شهدت منطقة خلقة احتفالية وصفت بالحاشدة، واحتضنت مدينة يريم التابعة لمحافظة إب فعالية حاشدة لأنصار الحوثيين. وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمته التي بثتها قناة المسيرة إنه تم تسجيل (11) اعتداء في المحافظات التي تم الاحتفاء بالذكرى، مؤكداً بأن أية محاولات مستقبلية لمنع هذه الاحتفالات ستبوء بالفشل. وفصل مصدر قيادي في جماعة الحوثي لـ"اليمن اليوم" بعض تلك الاعتداءات بدأها بسقوط 3 قتلى من أنصارهم (الحوثيين) في يريم وجرح 3 آخرين في كمين نصبه متشددون دينيون قال إنهم خليط بين تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح، مشيراً إلى أن (جمال العشاوي 35 عاماً، إسماعيل الزبيدي 40 عاماً، صالح حزام 50 عاماً) قتلوا، فيما أصيب (قيس عبدالله 20 عاماً، علي العشاوي 45 عاماً، أحمد علي يحيى العشاوي 18 عاماً) في كمين تم نصبه لهم في منطقة قاع الحقل، وهو ما أكده أيضاً للصحيفة مصدر أمني. وفي صنعاء أصيب 3 أشخاص من الحوثيين في اعتداء على موكب مشارك في عيد الغدير بمنطقة حاج بمديرية همدان. وفي حجة أصيب أحد أنصار الحوثيين يدعى (محمد ناصر صالح الثلايا) عندما أطلق مسلحون يتمركزون فوق مركز مديرية كشر يتبعون حزب الإصلاح النار باتجاه المشاركين ولغرض تخويفهم في مناطق عاهم ونهم القطارية، وذكر المصدر أسماء الذين أطلقوا الرصاص وهم "عبدالله علي أحمد الدعيش العمري، أمين الوحشي السعيدي، طاهر أحمد علي كبريت، عبدالمجيد منصور ناصر المالكي، جابر جياب المالكي، ياسر الزعتري، إبراهيم السعيدي). وفي عمران أطلق مسلحو الإصلاح النار على منزل محمد يحيى المتوكل، ما أدى إلى جرح ابنته البالغة من العمر 13 عاماً، ووفقاً للمصدر فقد حاصر المسلحون المنزل ولم يتمكن والدها من إسعافها حتى ساعة كتابة الخبر التاسعة مساء.. وفي بكيل السواد منطقة الربقات أطلق مسلحون يتبعون الشيخ كاتب دبا النار باتجاه المشاركين في الاحتفالية، واختطفوا طفلاً بتهمة إحراق إطارات، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة- وفقاً للمصدر. وفي ثلا عمران أطلق مسلحو الشيخ قناف كحيط النار على المشاركين ما أدى إلى إصابة القاضي إبراهيم حميد الدين، في وقت كانت مروحية عسكرية تحوم وبارتفاع منخفض في سماء المنطقة العاشرة صباحاً، على حد تعبير المصدر. وفي المحويت اعتدى متشددون دينيون على القادمين للمشاركة في الاحتفالية، وقال المصدر في سياق حديثه لـ"اليمن اليوم" إنه لم يتسنَّ له حتى اللحظة معرفة وقوع ضحايا. وتعليقاً على الاهتمام بالاحتفال بعيد الغدير من قبل الحوثيين، قال الدكتور المرتضى زيد المحطوري في اتصال أجرته معه (اليمن اليوم): احتفالنا بهذه المناسبة هو احتفال بالكفاءة والنبي صلى الله عليه وسلم والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه. وأضاف: نحن اليوم لا نحتفل إلا بما احتفل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن الأمة يجب أن تقدِّم الأقدر.. الإمام علي هو أبو الفقراء والعدل، والأولى بالأمة أن تقدم هذا الكفاءة، واحتفالنا بالغدير هو احتفال بالكفاءة والنبي والإمام علي. وعن الاهتمام غير المعهود بهذه المناسبة قال المحطوري: لقد كان النظام السابق يجهد نفسه في منع الاحتفال بعيد الغدير، وكان يقوِّم علينا الطائرات ومع ذلك كنا نحتفل بهذا العيد حيث نستطيع، لكن اليوم يجب أن نحتفل أيضاً حيث نستطيع. من جهته اعتبر عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح الشيخ حمود الذارحي، الغدير كلمة حق يراد بها باطل. وقال الذارحي في اتصال أجرته معه (اليمن اليوم): الغدير هو موقف لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما رُوي في كتب الصحاح (من كنت مولاه فعلي مولاه)، ومولاه هنا لا تعني الخلافة والولاية وإنما مولاه في العلم... إلخ. أما الخلافة والولاية- والكلام للذارحي- على هؤلاء أن يقرأوا رسالة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى معاوية، في نهج البلاغة الذي قال فيها (أما بعد.. يا معاوية، فإن القوم الذين بايعوني هم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان، وهم المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان، وهم القوم الذين إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان لله رضا، فليس للغائب أن يختار وليس للحاضر أن يستقيل)، ولهذا المسألة في الخلافة والولاية شورى، والغدير كلمة حق يراد بها باطل، حسبما قال. المصدر : صحيفة اليمن اليوم