تقرير: الجنوبيون يتصارعون في صنعاء ويحتفلون في عدن

رأى عدد من المحللين السياسيين وجود تناقض واضح في المشهد السياسي اليمني بين أوساط الجنوبيين في عموم محافظات الجمهورية، جسَّده تصارعهم في ما بينهم، كل من موقعه وموقفه، حول القضايا الشائكة بمؤتمر الحوار الوطني في العاصمة صنعاء، ومبادرتهم بالاستجابة لدعوات قادتهم بالاحتشاد والتوجُّه صوب محافظة عدن للمشاركة في الفعالية الرئيسية الجماهيرية للحراك الجنوبي بمناسبة العيد اليوبيلي الذهبي الخمسين لذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر المقرر إقامتها في ساحة العروض (الحرية) غداً السبت.

استشهادات وأدلة..

واستشهد المحللون السياسيون، في حديثهم لوكالة "خبر" للأنباء، بعدد من المواقف التي تؤكد صحة آرائهم حول صراع الجنوبيين، بالسجال الكلامي المتبادل بين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد، الثلاثاء الماضي، من منصتي دار الرئاسة وفندق موفمبيك، خلال هجوم.. ووصف الأول بعض الجنوبيين المشاركين بالحوار بـ"المزايدين والمتاجرين بقضية الجنوب وأنهم سيجدون أنفسهم خارج التاريخ"، في افتتاح الجلسة الثالثة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني.. ومقاطعة وتعليق الثاني مشاركة الحراك الجنوبي في ختامية الحوار، لأسباب قال: إن أهمها "توجيه رسالة لوقف التآمرات المتمثلة بمحاولات الالتفاف على سير أعمال ومخرجات الحوار"، ورده الحاد على الرئيس هادي في مؤتمر صحفي بالقول: "من دخلوا عدن على ظهور الدبابات في حرب صيف عام 94م سيلعنهم التاريخ".

وعززوا رؤيتهم بوجود صراع جنوبي داخلي، بتوجيه رئيس قضية الجنوب في الحوار الوطني ورئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب بن علي، رسالة إلى هيئة الرئاسة والأمانة العامة للحوار تُفيد بإعفاء ياسين مكاوي الذي يشغل منصب نائب رئيس الحوار الوطني الشامل من تمثيل الحراك الجنوبي السلمي في هيئة الرئاسة واستبداله بـ"رضية شمشير"، وسخرية مكاوي من بن علي بالقول: "جاء تعييني بمنصب نائب رئيس الحوار بقرار جمهوري والحكم الفردي الذي سيطر على عدن في سبعينيات القرن الماضي انتهى عهده"، بسبب مشاركة المكاوي في الجلسة الختامية للحوار واتهامه من قِبل قادة بارزين وأعضاء في مؤتمر شعب الجنوب بـ"بيع وخيانة قضية الجنوب العادلة بالجاه والمال"..

ويأتي ذلك بالتزامن مع توارد معلومات غير مؤكدة حول رفض رئيس الجمهورية طلب رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد بإعفاء المكاوي من منصبه.

احتفالات هادفة

واعتبر السياسيون، انطلاق مواكب جماهيرية حاشدة من مختلف محافظات الجنوب صوب محافظة عدن (جنوب اليمن)، للمشاركة في فعالية عيد ذكرى ثورة أكتوبر المتوقع استمرارها من عصر الجمعة حتى عصر غدٍ السبت، تلبية لدعوة قادتهم ــ تناقضاً لتصارع وانقسام توجهات قادة جنوبيين في العاصمة صنعاء بين مؤيد ومعارض لشكل الدولة اليمنية القادمة باتحادية من إقليمين وعدة أقاليم.

وأوضحوا أن فعالية يوم غد، ستكون الأقوى من بين فعاليات ومليونيات الجنوبيين منذ العامين الماضيين، كونها تهدف إلى توجيه رسالة مفادها رفض مخرجات حوار صنعاء جملةً وتفصيلاً وتمسُّكهم بمطلبهم المتمثل بـ"فك ارتباط الشمال عن الجنوب واستعادة دولتهم الجنوبية حرة كاملة السيادة وحق تقرير المصير".

وأكد المحللون أن من بين الرسائل التي يريد المشاركون في فعالية عيد أكتوبر بمحافظة عدن توجيهها للجنوبيين في مؤتمر الحوار اليمني بصنعاء هي "أن مطالبكم لا تعنينا وليست أكثر من مجرد آراء ومواقف شخصية تعود لأصحابها وغير مُلزمة لأبناء الجنوب بأكملهم".