دراسة: الوضع القائم يخدم التوجُّه القبلي العشائري والتبرير السياسي الديني الفتوي

أكدت دراسة حديثة، حول الوضع السياسي القائم في اليمن، أن الواقع المعيش يخدم في الأساس التوجُّه الغالب في النظام والتحالف القبلي العشائري واتجاه التبرير السياسي الديني الفتوي للإسلام السياسي الذي ما انفك ينفث سمومه في العلاقات السياسية وتجيير الحقائق بصبغها بالتكفير ومواءمة الخطوات والمواقف السياسية من القضايا والمشكلات بفتاوى تكفيرية ونشاط تعبوي يثبّط من العزائم ويصرف العامة عن حقيقة هذا النظام والمظالم السياسية للجنوب وعامة الناس، وأدوات القمع والقهر والظلم. وأوضحت الدراسة أنه في خضم هذا الخلط المؤجج للصراع تجري محاولات وأد القضية الجنوبية وتحييد تعبيراتها السياسية وشل فعالياتها في واقع الحياة السياسية، وهنا مكمن الخطر الذي يخفي وراء كل خطوة بُعداً سياسياً إقصائياً وتدميرياً؛ لأن الهدف أصبح واضحاً ولم تعد القوى التقليدية اليوم قادرة على إخفائه أو التستُّر خلف أقنعة الحلول والمخارج السلمية الحوارية المزعومة لمعالجة القضية الجنوبية. وأوردت الدراسة الموسومة بـ"مؤتمر الحوار وقضية الجنوب.. ملامح المستجد السياسي ومخاطر المستقبل القريب"، العديد من الصور السياسية التي تعيشها اليمن، وانعكاساتها على القضية الجنوبية، في الواقع المعيش والمستقبل القريب. وقالت الدراسة: إن بقاء الجميع غارقين بين تعليلات قد حسمتها الوقائع وأثبتتها الأيام بما لا يدع مجالاً للشك حول فشل الوحدة ومساراتها. وأضافت: لم يعد هناك ملمح واحد يمكن التعويل عليه في النظام بحيادية تجاه رعاية مؤتمر الحوار ولجانه العاملة. وأكدت على أن التخلي الكُلِّي عن فكرة المراوغة التي استُخدمت خلال الفترة الماضية باعتبار القضية الجنوبية قضية محورية يتوقف عليها حل جميع القضايا الأخرى بما فيها شكل نظام الدولة. وأشارت إلى أن عملية شل الروح المندفعة للجنوبيين المشاركين في مؤتمر الحوار قد جرت بشكل تدريجي، من خلال تطمين الجميع بأن يعلنوا ما يريدون في قاعات المؤتمر، واجتذابهم إلى وسائل الإعلام التابع للنظام ليفرغوا شُحنات القضية الجنوبية على وسائلها وتوجيه الإعلاميين بالبحث عن الجوانب التشكيكية في أحقية شعب الجنوب بالتحرير والاستقلال، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى. وركَّزت الدراسة على أن تقسيم الدائرة المخصصة للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار إلى مثلثات داخل الدائرة متعارضة سياسياً وفكرياً لتتولى مخرجات حل القضية، وكذلك خلط التمثيل الجنوبي بالتمثيل الحزبي السياسي لأحزاب الرفض المطلق لأي حل خارج النظام وهيمنته، قد أفضى، بشكل أو بأخر، إلى شل الروح في القضية الجنوبية. وخلُصت الدراسة إلى أن القضية الجنوبية واقعة بين رحى التسويف وضعف التمثيل. في وقت يشهد الشعب الجنوبي تلاحماً وتماسكاً وصحوة سياسية تجاه مسبّبات الوهن في مواجهة الاحتلال ومراوحة تكويناته السياسية بين الظاهرة الصوتية الإعلامية القوية والفعل المحدود في مسارات التناول الإقليمي والدولي للقضية، حتى الشباب الذين يعول عليهم كثيراً في إحداث نقلة نوعية في القيادة الميدانية وائتلاف قواهم بدأوا متحمسين بقوة ولكنهم مازالوا مكتفين بإعلان المبادئ معتبرين ذلك إنجازاً، إذ لم يتقدموا باتجاه الانتقال إلى الشكل الأرقى من التنظيم. ومع كل ذلك فهم يرفضون المشاركة حتى مع من يتبنى تلك المبادئ ليكونوا طرفاً في تحقيق الأهداف- حسب الدراسة.. يُشار إلى أن الدراسة صادرة من مركز "مدار" عدن.. ومن إعداد الدكتور والأكاديمي فضل الربيعي.