النائب الأمريكي تيد ليو: ارتكبنا والمملكة جرائم حرب في اليمن
واحد من مهندسي التشريع الجديد - لم يسبق له مثيل - والذي من شأنه يقيد مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، يؤكد أن إدارة أوباما تتهرب مراراً وتكراراً من الأسئلة حول دعمها المستمر لعمليات السعودية في اليمن.
عضو الكونغرس الأمريكي، تيد ليو، في مقابلة (بالفيديو) مع صحيفة "هافينغتون بوست" بثتها (الخميس 28 أبريل/نيسان 2016) وتعيد ترجمتها ونشرها وكالة خبر، يقول إن حجج أوباما تجاه دعمه السعودية في حربها على اليمن واهية.. مؤكداً أن الولايات المتحدة والمملكة ارتكبتا جرائم حرب.
قال النائب تيد ليو من كاليفورنيا، إن استياءه من السياسة الأمريكية هو أحد الأسباب التي جعلته ينضم إلى ثلاثة نواب آخرين إلى اقتراح يمنع بيع المزيد من القنابل والصواريخ الأمريكية للمملكة العربية السعودية حتى تقدم إدارة أوباما ضمانات جديدة على السلوك السعودي.
هذا الاقتراح والتشريع كان قد سبقه من قبل السناتور كريس ميرفي، المشرِّع الأبرز في الدعوة إلى إعادة تقييم التحالف الفعلي في خطاب ألقاه في يناير كانون الثاني. وقال في مقابلة قبل أيام مع هافينغتون بوست وأخيراً مع واشنطن بوست، إنه يود من الولايات المتحدة أن تقطع دعمها السعودية في حربها على اليمن.
كما أن السيناتور من الحزب الديمقراطي كريس ميرفي، أول من أطلق مبادرة جديدة لمنع تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بعد الدمار الهائل الذي خلفته الرياض في حربها على اليمن. وأوضح السيناتور ميرفي، أننا نُلام اليوم لما تشهده اليمن من مذابح بحق المدنيين أكثر من السعوديين، مشيراً أن الصراع في اليمن أصبح يغذي المنظمات المتطرفة.
وقدم عضوا الكونجرس، تيد ليو وتيد يوهو، قانوناً مشتركاً في مجلس النواب من شأنه يمنع بيع بعض الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية لاستخدامها في قتل المدنيين في اليمن، كما أفادت صحيفة (Salon).
وترى صحيفة "هافينغتون بوست"، أن هذه التحركات الجديدة في الكونغرس تعني أن التشريع بتقييد مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، والذي عرض في وقت سابق من هذا الشهر، يعد لائحة اتهام إلى الرئيس باراك أوباما؛ بسبب دعمه لأعمال السعودية السيئة في اليمن.
وفي مارس 2015، وافق أوباما، بخُفية، مساعدة الولايات المتحدة في الجهود العسكرية التي تقودها السعودية لاستعادة حكومة هادي. وبدأت المخابرات الأمريكية تتدفق على الحملة، وبدأت الطائرات الأمريكية بتزويد التحالف بالوقود، مثل السعوديين وغيرهم من العرب الخليج نشر الأسلحة الأمريكية المباعة لهم بإذن من الرئيس.
ولم يمض وقت طويل بعد ذلك، حيث بدأ النائب ليو بقراءة الأخبار وما كان الجيش الأمريكي يساعد السعوديين وحلفاءهم في اليمن - اتضح أن التحالف يسقط القنابل التي أودت بحياة المئات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، وجلب دمار على نطاق واسع إلى واحدة من أفقر البلدان في العالم الإسلامي.
يقول عضو الكونغرس تيد ليو، إنه اتصل بمسؤولين في إدارة أوباما، بما في ذلك الجنرال جوزيف دانفورد، الرئيس المعين حديثاً لهيئة الأركان المشتركة، للحصول على إجابات لثلاثة أسئلة رئيسة، هي:
- ما هي مصلحة الأمن القومي الأمريكي من دعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن؟
- لماذا يسقط هذا التحالف القنابل على المدنيين في الأماكن التي لايتواجد فيها أي أهداف عسكرية؟
- كيف ستعمل الولايات المتحدة على وقف ذلك؟
يشير ليو، أن الإدارة ردت عليه بملخص خرج بانطباع أن الأمور تسير نحو الأفضل.
ولكن بعد أشهر وكون الدمار مازال مستمراً في أفقر دولة بالعالم الإسلامي، كتب ليو رسالة أخرى إلى وزيري الخارجية والدفاع.
يقول النائب ليو: "بحكم أني خدمت في سلاح الجو الأمريكي، وتخرجت من الكلية الحربية الجوية، أفهم أنه في ضباب الحرب لن يتم تنفيذ أي خطة لإنهاء الحرب تماماً".
وكتب عضو الكونجرس، في رسالة مؤرخة في 2 مارس من هذا العام، إلى إدارة أوباما يقول فيها: "كنت قد كتبت سابقاً للجنرال دانفورد، لكن الغارات الجوية العشوائية الواضحة على أهداف مدنية في اليمن توحي بواحدة من اثنتين: إما أن التحالف متساهل جداً في استهدافه، أو أنه يستهدف المدنيين الأبرياء عمداً".
بالنسبة للنائب ليو، بدا وكأن الأمور ساءت أكثر، ولا يزال ينتظر رداً من الإدارة على رسالته الأخيرة.
ولم يقدم البيت الأبيض أي مبررات أمام العامة لدوره في الصراع الدموي في اليمن، غير أن الولايات المتحدة، بحسب ما قاله مسئول لصحيفة الحياة السعودية، كانت متوترة من أن الحوثيين كانوا يستعدون لمهاجمة المملكة العربية السعودية، لكن الإدارة الأمريكية تقول إنها تأسف لمقتل مدنيين(..)، كما تورده الصحيفة.
لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن دعم الولايات المتحدة، وخاصة تبادل المعلومات الاستخباراتية، يهدف إلى تقليل فرصة وقوع قتلى مدنيين، وذلك لأن الجيش السعودي يفتقد نسبياً إلى الخبرة العسكرية.
لكن النائب ليو، في حديثه مع الصحيفة، انتقد تلك المبررات والحجج بأنها واهية. وقال: "مساعدتنا للتحالف السعودي، الذي يقول إنه سيعمل على تقليل الإصابات في صفوف المدنيين (..)، ذلك كأنه يقول إنه سيرتكب 27 جريمة بدلاً من 34، لكن ذلك بالنسبة لي لايعدو كونه سوى حجة واهية. مضيفاً: "لاينبغي لنا أن نساعد هكذا تحالف يرتكب جرائم حرب". مشيراً أن منهجه جاء من خبرته كمحام عسكري.
وأضاف ليو: "في ظل قانون الحرب، إذا ساعد شخص فرداً أو مجموعة بارتكاب جرائم حرب، أياً كانت المساعدة، فإن ذلك الشخص يعتبر مسئولاً عن جرائم الحرب، ولذا على إدارة أوباما أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار".