هل تبدأ نهاية "عام العسل" لتنظيم القاعدة في اليمن؟
صنعاء - خبر للأنباء - مصعب العوذلي وفهد ياسين:
أطلقت السبت/ وليل الأحد عملية عسكرية واسعة كما يبدو تستهدف تنظيم القاعدة في أهم وأكبر معاقله الرئيسية والحيوية في اليمن.
بدأت العملية على الأرض انطلاقاً من مناطق محيط عدن الجغرافي في أبين وعبر انزال قوات بحرية قبالة سواحل زنجبار عاصمة المحافظة (نحو 60 كم من عدن)، وصولا (بالضربات الجوية المركزة منتصف ليل الأحد) إلى ميناء ومدينة المكلا الاستراتيجية مركز وعاصمة كبريات محافظات اليمن - حضرموت على شواطئ بحر العرب والذي سيطر وأحكم قبضته عليها التنظيم منذ أبريل/ نيسان 2015 بعد أيام على بدء الحملة الجوية على اليمن من قبل تحالف بقيادة السعودية.
وطوال عام كامل لم تستهدف طائرات السعوديين وحلفائهم مناطق ومراكز انتشار وسيطرة تنظيم القاعدة على امتداد مساحات ومحافظات جنوب اليمن ومدنها الرئيسية.
وأفاد التنظيم إضافة إلى مكونات متطرفين أخرى من بينها تنظيم الدولة من الأوضاع العاصفة التي خلقتها وكرستها الحرب على اليمن والحملة الجوية بقيادة السعودية وتغذية الصراع الأهلي والاحتراب الداخلي.
المؤشرت تدفع بانتهاء "عام العسل" أو بداية التراجع على الأقل (ما لم يكن للمملكة رأي آخر) في مواجهة مع عملية عسكرية جوا وبحرا وبرا. وقد استحوذ القاعدة على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي الثقيل من معسكرات ومخازن الجيش اليمني الذي اجتاحها مقاتلوه منذ أبريل/ نيسان 2015.
العملية العسكرية التي أطلقت عبر تحركات ميدانية باتجاه عاصمة ابين وتخللتها هجمات مقبلة وعملية انتحارية وقصف جوي مفاجئ استهدف القوات التي تشارك فيها تكوينات إماراتية وأردنية وبإدارة ودعم أمريكي كان من نتائجه وقف الزحف عند زنجبار العاصمة، وسعت ضرباتها ليلا إلى المركز الرئيس والمعقل الاستراتيجي الأهم على الإطلاق للتنظيم المتشدد في المكلا اليمنية - الميناء الأهم على ساحل بحر العرب ومياه المحيط الهندي حيث استهدفت مقاتلات بسلسلة غارات عنيفة مقارا ومراكز حيوية في المدينة علاوة على ميناء "الضبة" النفطي بساحل حضرموت.
وأفادت شهادات لوكالة خبر بانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة تزامنا مع القصف الجوي.
ويسيطر القاعدة بشكل كامل على محطة تزويد المدينة بالطاقة ومدن وادي حضرموت (الصحراء والوادي).
وكانت تجمعات ومراكز للقاعدة في حضرموت هدفا لغارات جوية نفذتها بوتيرة متصاعدة طائرات أمريكية بدون طيار خلال الأسابيع الماضية بعد فترة طويلة من توقف العمليات والضربات المشابهة.
وتجزم الاستعدادات المبكرة والتجهيزات الأخيرة باتجاه اطلاق العملية الواسعة، بأن الهدف لن يقل عن تحرير المكلا واستعادتها وتأمين المدينة والميناء كمنطلق لتوسيع العملية في مدن ومناطق حضرموت الساحل والوادي والصحراء.
وشملت الاستعدادات آنفة الذكر عمليات تجنيد واسعة في صفوف ابناء حضرموت في معسكرات تدريب بإشراف إماراتي، اضافة إلى دخول مئات المدرعات الحديثة الإماراتية إلى حضرموت عبر منفذ الوديعة قبل أيام حسبما كشفت التفاصيل مصادر مطلعة أوردتها وكالة خبر في تقرير خاص.
وكانت مصادر كشفت لوكالة خبر قبل أيام عن مضمون توجه وشيك لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد القاعدة في حضرموت ومدن جنوب اليمن- تدفع إليها بوتيرة عالية منذ أشهر طويلة بإعدادات وتجهيزات حثيثة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدعم أمريكي بريطاني.
إلى هذا، وفي توقيت لافت جدا جددت طائرات وبارجات سعودية استهداف وقصف مناطق يمنية على الشريط الحدودي صباح الأحد (..) في تصعيد مفاجئ بعد أسابيع طويلة من التهدئة الكاملة وبينما اتفق في الكويت على العمل باتجاه مراقبة تثبيت فعلي لوقف إطلاق النار.
وعلى صلة كان قد أفاد مسئولون أمريكيون لوكالة رويترز حول طلب إماراتي لدى واشنطن بدعم عملية عسكرية مزمعة ضد القاعدة في اليمن.
ووفقا لمصادر وكالة خبر، كان مقررا للعملية موعدا أولا 18 أبريل /نيسان وتم إرجاء الموعد إلى ما بعد 20 منه، وفي تلك الأثناء كانت قد استعادت حملة أمنية موجهة لدى قيادة أمن عدن مدينة الحوطة عاصمة لحج على مداخل عدن من قبضة مسلحي القاعدة.
- بفضل التدخل البريطاني الأمريكي تنظيم القاعدة يمتلك دولة صغيرة في اليمن
وأوردت في تقرير خاص وكالة خبر عقب ذلك مباشرة معلومات وتفاصيل حصرية حول تحركات يأخذها القاعدة في عاصمة ومدن حضرموت وميناء الضبة النفطي وعمليات اعتقالات وانتشار كثيف للنقاط والمسلحين، فيما يشبه التجهيز والاستعداد لمعركة مرتقبة- وشيكة اقتنع التنظيم أنه لا مفر منها بعد عام كامل من التمتع بالسلطة المطلقة والامتيازات الهائلة نتيجة ذلك ما مكنه من الاحتكام الفعلي على دويلة حقيقية عاصمتها المكلا.
وتمتع التنظيم بعوائد مالية ضخمة عبر التحكم بالميناء الرئيس وميناء تصدير النفط وجني العوائد الضخمة وتهريب وبيع النفط والمشتقات والأسلحة والبضائع، إضافة إلى جباية وفرض مبالغ كبيرة على الشركات والتجار وخصوصا شركات الاتصالات النقالة الثلاث، بالإضافة إلى أموال كبيرة في فرع البنك المركزي اليمني وفروع البنوك العاملة وضع يده عليها.
- تقرير رويترز- "أثمر" التدخل السعودي بدعم أمريكي "دولة القاعدة" وعاصمتها المكلا
وقبل يومين أحبطت قوات يمنية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى محاولات من قبل مقاتلي القاعدة لنقل صواريخ، حيث تمكنت وحدات من الجيش تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، قبيل فجر الخميس 21 أبريل / نيسان 2016، من إلقاء القبض على "دِيَنّا" محملة بصواريخ كاتيوشا تابعة للقاعدة وسيارة نوع "هايلوكس" في الحزام الأمني لمدينة شبام حضرموت وبعد مواجهات سقط خلالها شهيد وجرحى للجيش وقتل واصيب عدد من العناصر المسلحة فيما لاذ البقية بالفرار.