معطيات: سيناريو "استلام وتسليم" بين القاعدة والسعودية في عاصمة حضرموت
بعد عشرة أشهر من الحرب السعودية على اليمن، متحاشية تماماً التعرض لتنظيم القاعدة الذي سيطر ـ بالتزامن ـ على عاصمة حضرموت، كبرى محافظات اليمن، وحظي بامتيازات مريحة مكنت له في مساحات مترامية من المحافظة، علاوة على عاصمتها ومينائها الشهير على بحر العرب - ( بما يستحضر هذا من حلم المنفذ البحري الذي يستوطن أطماع الدولة السعودية)- يبدو أن الرياض بصدد تفعيل مرحلة جديدة تومئ مؤشراتها إلى ما يشبه إجراء دور استلام وتسليم لمدينة وميناء المكلا.
تحركات متواترة ومتزامنة، تبلغتها وكالة خبر من مصادر متطابقة، أخذها على الأرض تنظيم القاعدة الذي يسيطر على عاصمة حضرموت منذ عام كامل إلا قليلاً، واكبتها تحركات سعودية جواً، حيث حلقت وللمرة الأولى منذ بداية الحرب على اليمن في مارس/ آذار 2015، طائرات سعودية في أجواء الميناء والرصيف البحري (تمشيط).
وبالتزامن، بدأ وللمرة الأولى، الحديث إلى السفن من قبل عناصر القاعدة والإدارة المنصبة للميناء بالحصول على تراخيص من "تحالف السعودية" (..) فيما كانت حركة الملاحة وحركة الناقلات البحرية من وإلى الميناء تحت بصر القاعدة على مدى أشهر طويلة شهدت خلالها تمرير شحنات أسلحة وغيرها.
التحركات الأخيرة سبقتها بأيام، كما نشرت بالصور وكالة خبر، عملية نقل وإخلاء أسلحة ثقيلة ومعدات حربية وعسكرية من مدينة المكلا إلى جهات مجهولة بواسطة القاعدة وعناصر التنظيم الذي كان قد استولى على مقر قيادة المنطقة العسكرية ومعسكرات ومخازن أسلحة تابعة للجيش والأمن.
وقالت مصادر محلية في المكلا، إن طائرات أباتشي تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية قامت، الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2016، بتمشيط سواحل وميناء المدينة والمنشآت النفطية، ومنطقة خلف (شرق) وسط معلومات تفيد بقدوم بارجة تابعة للتحالف وتتواجد قبالة سواحل حضرموت.
وأكدت معلومات، حصلت عليها وكالة "خبر"، أن تنظيم القاعدة، أبلغ كافة السفن والبواخر، بمغادرة الميناء، عدا تلك التي تحمل تصاريح صادرة من قيادة التحالف السعودي.
وتشير المعلومات، أن التنظيم في مدينة المكلا، يتحرك لتنفيذ مخططات مموّلة من التحالف، لاقتحام مناطق في وادي وصحراء حضرموت التي تسيطر عليها الآن، نظرياً، المنطقة العسكرية الأولى المؤيدة لهادي.
وكان بعض زعماء التنظيم قد هددوا بتنفيذ هذا الأمر في خطب سابقة في مساجد المكلا، بحسب سكان محليين.
وكان هادي أصدر، السبت الماضي، قراراً بتعيين اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظاً لحضرموت، خلفاً لعادل باحميد، الذي قدم استقالته. بعد اتهامه لرئيس الحكومة المستقيلة، خالد بحاح، بالتواطؤ مع تنظيم «القاعدة» وتضليل الرأي العام المحلي والإقليمي، في ما يخص سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من حضرموت في نيسان الماضي.
وقال باحميد، في بيان استقالته الذي نشرته وسائل إعلام جنوبية، إنه حاول مرات عدة لفت اهتمام «التحالف» وبحاح وهادي إلى ما يجري في حضرموت، لكن من دون جدوى.