تعليق: اليمنيون يتحاورون في الخليج.. الخليجيون يجلبون القوات الغربية إلى اليمن
بينما يتحاور اليمنيون في الخليج (يقال لها محادثات السلام اليمنية)، يجلب الخليجيون إلى اليمن المزيد من القوات الأجنبية الأمريكية والبريطانية، ويقال لمحاربة القاعدة.
القاعدة الذي تمدد ونما وتوسع بفضل حرب قادتها السعودية ودعمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج ومعظم الدول العربية على مدى أكثر من عام، بات هو السبب الأول والممر الأفضل لعبور القوات الأجنبية إلى اليمن من عدن وحتى حضرموت.
قال نصف دزينة من الدبلوماسيين والسفراء الأمريكيين الكبار والسابقين لدى اليمن والسعودية إن الحرب والحملة الجوية المتوحشة التي دعمتها الولايات المتحدة سمحت ومكنت من تمدد ونمو تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال السفراء إن السعوديين ليسوا في وارد مواجهة أو محاربة تنظيم القاعدة في اليمن.
الحرب على اليمن التي دعمتها الولايات المتحدة دائما وفي وجه جميع الانتقادات والتقارير الدولية حول الانتهاكات البشعة والجرائم ضد المدنيين والبنية التحتية الأساسية، تحولت من حرب تدعمها عن بعد واشنطن إلى حرب بمشاركة أمريكية مباشرة وفعلية. من سمح للقاعدة وللمتطرفين بالتوسع على مدى عام كامل يضخ قواته إلى اليمن بزعم محاربة القاعدة.
التحالف السعودي ليس كذلك الآن، إنه تحالف أمريكي يقود السعوديين وحلفائهم إلى احتلال اليمن. القرار الدولي الذي صنع وفصل على مقاس ضرب وتدمير اليمن يستخدم بالتمادي لاستباحة اليمن من قبل قوات أجنبية غازية انتهكت وتنتهك سيادة واستقلال اليمن بحرا وبرا وجوا.
والذريعة الرخيصة والمبذولة بامتهان ورخص هي: "موافقة الحكومة الشرعية" التي لا تملك من الشرعية شيء سوى أنها مطية للسعوديين وحلفائهم وللأمريكيين الآن بصورة مباشرة إلى تدمير اليمن دولة وجيشا وبنية ومن ثم استباحة أرضه وسيادته وتقاطر الغزاة العالميين.
أكثر من اسبوعين تقريبا والمفاوضات اليمنية في الكويت تراوح في نقطة الصفر. أو ليكن ما يقولونه، الصفر وشكلوا لجانا معه (..) وخلال ذلك قوات وأسلحة أمريكية كبيرة دخلت اليمن، وما من شك أنها باتت تشكل عامل ترهيب وتهديد حقيقي لفرض الخيارات. لا أحد يأمل أنه يمكنه المجادلة في هذا.
اسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي نقل عنه في لقاءات الكويت نفيه وعدم علمه بأي تواجد أو إرسال لقوات أمريكية إلى اليمن. يبدو هنا وكأنه هو من أقنع المفاوضين اليمنيين بدلا من العكس(؟) إنهم لا يبدون أدنى اهتمام بما يحدث تباعا.
استعادة اليمن شأن اليمنيين وشأن يمني. ينبغى ان يمر باستعادة الدولة. وهذا يوجب وقف الحرب والحصار والاقتتال الداخلي وإيجاد صيغة سلطة توافقية تشاركية انتقالية ببرنامج واضح ومزمن. وتتولى هي مكافحة ومحاربة الإرهاب وهي من تطلب الدعم وتحدد نوعيته وحجمه.
لكن القوات الأجنبية اليوم تتدفق إلى اليمن. ولا حدود للاستغفال والاستخفاف عندما يصرح الأمريكيون أنهم يدفعون بقواتهم إلى الأراضي اليمنية تلبية لطلب إماراتي (..) ولدعم التحالف، وهؤلاء أنفسهم غزاة انتهكوا السيادة ويسيل لعاب أطماعهم علانية من عدن إلى المكلا.
يتكرر السيناريو العراقي بحذافيره. تدمير الدولة والجيش، وغزو البلاد، وصناعة وتمكين الإرهابيين والمتطرفين وإنتاج وظهور داعش، ثم يقال التدخل مجددا لمحاربة الإرهاب.
الولايات المتحدة أرسلت قوات أمريكية كما كشف الإعلام الأمريكي نفسه ضمن مرتزقة بلاك ووتر أولا ثم داين كورب. وها هي ترسل قواتها علانية ولا تحتاج إلى ذريعة أخرى.
قالت واشنطن بوست الجمعة إن التطورات المتسارعة تكشف مستوى جديدا من تورط الولايات المتحدة في الصراع الدائر باليمن.
لا نعرف ما إذا كانت ثمة صفقة تقايض بين أمريكا وروسيا والخليجيين، اليمن مقابل سوريا. لكن الروس الذين يلتزمون الصمت حيال اليمن... يلزمون الصمت.