اليمن.. المقاتلات السعودية تعاود استهداف كوكبان الأثرية

في اطار مسلسل تدميرها لكل الآثار والمعالم الانسانية في اليمن، عاودت مقاتلات العدوان السعودي غاراتها، مساء الاثنين 11 يناير/ كانون الثاني 2016، على محيط مدينة شبام كوكبان التاريخية بمحافظة المحويت.

وقال مصدر أمني لوكالة خبر، إن المقاتلات السعودية استهدفت بعدة غارات موقعي المرازم والحليفة الأثريين بمنطقة الحجلة بمحيط مدينة كوكبان التاريخية التابعة لمديرية شبام، متسببة في تدمير كامل مبنى "سقيف المرازم" ويعد من المباني الأثرية القديمة، وحدوث أضرار في عدد من المنازل التاريخية في المنطقة.

وأوضح، ان الغارات تسببت ـ أيضاً ـ بأضرار بالغة في سوار قلعة كوكبان الأثرية، وقطعت الطريق العام المؤدي الى مدينة كوكبان دون سقوط أي ضحايا بشرية.

ويعد هذا القصف هو الثالث من نوعه لمقاتلات العدوان عقب غاراتها للمرة الثانية، الأحد 10 يناير، مستهدفة منطقة الحجلة بمحيط مدينة كوكبان التاريخية التابعة لمديرية شبام، متسببة بحدوث أضرار في عدد من منازل المدينة الأثرية.

وكانت نفذت مقاتلات التحالف السعودي غاراتها الأولى التي استهدفت مدينة كوكبان الأثرية في الـ 27 أكتوبر 2015، متسببة بأضرار كبيرة في معالمها ومبانيها وأسوارها.

* نبذة تعريفية:

"تقع مدينة شبام كوكبان إلى الشمال الغربي من صنعاء وتبعد عنها مسافة (43 كيلومتراً) تقريباً. وترجع المصادر التاريخية نشأتها إلى ما قبل (القرن7م). فقد أشارت إليها النقوش المدونة بخط المسند وازدهرت المدينة قبل الإسلام، ولم تفقد أهميتها في العصر الإسلامي، إذ سميت شبام يعفر نسبة إلى (آل يعفر) الذين اتخذوها عاصمة لدولتهم خلال المدة من (847-997 ميلادية). وعلى الرغم من أن موقعها محصن تحصيناً طبيعياً، فإن (آل يعفر) أقاموا فيها التحصينات الدفاعية إلى جانب بناء القصور والمساجد والسوق والحمام القديم".

"إلا أن أهمها هو الجامع الكبير والذي يرجع تاريخيه إلى (3هـ/9م) وينسب بناؤه للأمير اليعفري أسعد بن أبي يعفر، وتأتي أهمية هذا الجامع لاحتفاظه منذ بنائه وإلى اليوم بعناصره المعمارية والزخرفية، ولا سيما الزخارف الخشبية المنفذة على مصندقات سقفه".

"ويتموضع السوق في وسط المدينة ويتكون من عدد من المحلات الصغيرة، تخصصت كل مجموعة منها في صناعة أو سلعة تجارية واحدة، وتطل على ساحة السوق (السمسرة)، وهي عبارة عن بناية مكونة من ثلاثة طوابق".

"إنها مدينة إسلامية قائمة ومازالت محتفظة بخصائصها المعمارية والفنية والاجتماعية حتى اليوم".

وتتعمد المملكة العربية السعودية مواصلة استهداف المعالم التاريخية اليمنية، ضاربة عرض الحائط ومتحدية النداء العالمي الذي أطلقته منظمة اليونسكو مؤخراً، مستهدفة المواقع الأثرية والتاريخية أبرزها: منازل مدينة صنعاء القديمة، مدينة براقش التاريخية وسد السبئيين وقلعة حريب بمأرب، ودار الحجر الشهير في همدان بصنعاء، وجرف أسعد الكامل الأثري الشهير بإب، ومتحف ذمار الإقليمي، وقلعة القاهرة بتعز، وقلعة باجل التاريخية، وقلعة صيرة الأثرية بعدن، وقلعة القشلة بصنعاء، وعشرات المعالم والقلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف الأثرية، بالإضافة إلى استهداف الشعب اليمني أرضاً وإنساناً وتدمير كل جوانب الحياة والبنية التحتية مخلفة آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء منذ بدء العدوان على اليمن في الـ 26 من مارس من العام الماضي.