مذبحة الأربعاء بصنعاء.. تفكيك سيارة مفخخة في نفس المكان قبل يومين وبلاغات مسبقة حذرت من هجوم وشيك (شهادات)

استيقظت العاصمة اليمنية صنعاء، الأربعاء، على وقع انفجار ضخم استهدف طلبة جامعيين من منتسبي وزارة الداخلية تقدموا للدراسة في كلية الشرطة وسط المدينة، خلف عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، ومفقودين لا تزال السلطات وأهاليهم يبحثون مصيرهم حتى ساعات المساء.

وقالت مصادر أمنية لوكالة "خبر": إن أكثر من 50 شخصاً استشهدوا وأصيب العشرات. مضيفة، أن هناك مفقودين، كانوا متواجدين في المكان، ولم يتم العثور عليهم بين الضحايا، بينما لا يزال أهاليهم يبحثون عنهم والتأكد من مصيرهم.

وأعلنت السلطات الرسمية، أن 37 شخصاً استشهدوا وأصيب 66 آخرين، ووصفت حالات بعض المصابين بـ"الحرجة".

وتشير المعلومات إلى أن مجهولين كانا يستقلان "باص صغير" أوقفاه بمحاذاة الطلاب الذين اصطفوا على سور الكلية من الجهة الغربية، وأنه انفجر بعد فرار المجهولين.

وأظهرت الصور ومقاطع "الفيديو" مشاهد مؤلمة للضحايا الذين سقطوا جراء التفجير وتطايرت أشلاء البعض منهم، في المكان. وذكر مصدر مسؤول لوكالة "خبر"، أن الانفجار وقع في السادسة و55 دقيقة صباحاً بتوقيت صنعاء.

تحذيرات مسبقة

ووفق إدلاءات لشهود عيان وبعض من الطلاب المتقدمين، فإن إدارة كلية الشرطة وجهت – وبشكل مفاجئ – بخروج المتقدمين للتسجيل إلى خارج البوابة، خلافاً لما جرى عليه الحال في الثلاثة الأيام السابقة، حيث كان يتم إدخال المتقدمين إلى سور المبنى ومقابلة لجنة القيد تمهيداً للخضوع لاختبارات القبول.

وفي إفادة حصرية لوكالة "خبر"، قال مصدر في الحي المقابل لمبنى الكلية: إنه تم العثور على سيارة مفخخة في المكان ذاته منذ يومين، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ السلطات الأمنية، التي حضرت إلى هناك وتمكنت، بمساعدة الحراسة التابعة لكلية الشرطة، من تفكيك السيارة المفخخة.

وذكر مصدر أمني لوكالة "خبر"، أن تقارير حذرت – في وقت سابق - من معلومات تفيد بمخطط يستهدف أي تجمع، في المكان، منوهاً أن معلومات أخرى تضمنت وجود سيارة مفخخة تستهدف الطلبة أمام مبنى الكلية، لكن إدارة الكلية تجاهلت ذلك – حد تعبيره.

ووفق بعض الأهالي، فقد شهدت باحة الكلية في ساعات الفجر الأولى – قبيل الانفجار – إطلاق نار سمع دويه في الأحياء المجاورة للكلية والقريبة منها.

  

وأثار مهتمون بالشأن اليمني تساؤلاتهم حول الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع وقوع هذه الجريمة سواءً من قبل الأجهزة الأمنية أو اللجان الشعبية، خاصة في ظل وجود معلومات مسبقة تفيد باستهداف المتقدمين في كلية الشرطة.

التحريض سبق الجريمة

ولوحظ خلال اليومين الماضيين، تناولات إعلامية وتقارير صحفية، مزاعم عن استحواذ محسوبين على جماعة أنصار الله، على النسبة الأعلى في عدد المتقدمين للدراسة في الكلية، وهو ما اعتبره سياسيون يمنيون شواهد عن تحريض سبق وقوع الجريمة.

واعتبر وزير الدولة وأمين العاصمة الأسبق، عضو البرلمان، أحمد الكحلاني، خبراً نقله موقع إخباري محلي، عن صحيفة كويتية، زعمت فيه أن كل المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة هذا العام من جماعة الحوثيين، معتبراً أن ذلك تحريض مسبق على قتل المتقدمين".

وأشار الكحلاني في منشور على صفحته في "فيسوك"، إلى أن المتقدمين لكلية الشرطة، ليسوا من فئة معينة، كما حرضت تلك المواقع، مؤكداً في ذات الوقت، أنهم جنود قدامى في وزارة الداخلية اليمنية، ومن كل مناطق اليمن.

وأضاف: "هم جنود قدامى أصلاً في الداخلية من كل أبناء ومناطق اليمن، ولكنهم حصلوا على المؤهل الجامعي وأتوا للتسجيل للالتحاق بالكلية لفترة معينة من أجل تسوية أوضاعهم والحصول على الرتبة التي يحصل عليها خريجو الكلية".

وطالب الكحلاني بمحاسبة وسائل الإعلام التي نشرت تلك المزاعم، قبيل التفجير الإرهابي الذي استهدف طلاب الكلية.

وحمّل القيادي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله، ضيف الله الشامي، في تصريح لوكالة "خبر"، الرئاسة والحكومة اليمنية المسؤولية عن التفجير الذي استهدف المتقدمين في كلية الشرطة.. وقال إن النافذين لا يزالون داخل الرئاسة يعملون عبر وسائل إعلامهم المختلفة على التحريض وإثارة الفتن بعناوين طائفية ومناطقية.. وأكثر ما يدل على ذلك المواقع الإخباريــة التابعة لنجـــل الرئيس جلال هادي".

وقال القيادي في المؤتمر الشعبي العام الشيخ حسين حازب: إن هناك شكلاً واضحاً من أشكال الضخ الطائفي وثقافة الكراهية الممنهجة والتي سبقت كل الحوادث الإرهابية ولحظة وقوعها من خلال وسائل إعلامية داخلية وخارجية، منوهاً أن القوى التي تقف خلفها معروفة.

وأشار الشيخ حازب، في تصريح لوكالة "خبر"، إلى أننا نسمع اليوم من يقول إن القاعدة استهدفت الروافض جوار كلية الشرطة، وكأن هناك ترحيباً بالحادثة واستهدافاً لفئة معينة وإثارة للفتنة.

ولفت إلى أن كل المستهدفين بجريمة اليوم "الأربعاء"، ومن قتلوا وجرحوا من مختلف المحافظات اليمنية وكلهم يدين بدين الاسلام الحنيف، مشيراً إلى أن من يروج لمثل هذا الكلام ويستهدف فئة معينة فإنه يستهدف اليمن بأكمله.

  

Car bomb in Yemen
Car bomb in Yemen

وأكد أن من يقوم بتحديد الفاعل والمفعول به بعد دقائق من الجريمة، لا يهمه المقتول والجريمة، بل يهم الفتنة، في إشارة واضحة إلى أن كل الجرائم ممنهجة وتقف وراءها قوى سياسية وخارجية، وربما ليست القاعدة وحدها.

إدانات واسعة

ولاقت الحادثة الإرهابية تنديداً واسعاً من قبل الجهات الرسمية والأحزاب والقوى السياسية اليمنية، داعية إلى إيجاد اصطفاف وطني ضد ظاهرة الإرهاب..

كما دان الحادثة عدد من البعثات الدبلوماسية الشقيقة والصديقة، وكذا الجامعة العربية، مؤكدةً دعمها ووقوفها إلى جانب اليمن.