أمريكا تستعد "للمعركة المقبلة" بقوة فضائية - فمن العدو؟

أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أن الولايات المتحدة ستنشئ بحلول عام 2020 قوة فضائية، باعتبارها الفرع السادس من الجيش، مشيراً إلى أن الخطة لا تزال تتطلب موافقة الكونغرس وتخصيص ميزانية لها.
 
كشف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الخميس (التاسع من أغسطس/ آب 2018) تفاصيل خطط واشنطن لإنشاء قوة فضائية يمكن أن تصبح الفرع السادس من الجيش الأميركي، قائلا إن "الوقت حان" للاستعداد "لساحة المعركة المقبلة". وفي يونيو/ حزيران أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنشاء قوة فضائية قائلا إن البنتاغون يحتاجها لمعالجة نقاط الضعف في مجال الفضاء وتأكيد هيمنة الولايات المتحدة.
 
لكنّ إنشاء فرع عسكري جديد يتطلّب موافقة الكونغرس، وتواجه هذه الخطة بعض الشكوك من عدد من النواب ومسؤولي الدفاع القلقين بشأن تكلفة هذه القوة والبيروقراطية. إلا أن بنس كان أكيدا في عرض رغبة الإدارة الأميركية في تطبيق هذه الخطة عام 2020 في نهاية ولاية ترامب الرئاسية.
 
وقال بنس أمام عسكريين في البنتاغون "حان الوقت لكتابة فصل جديد في تاريخ قواتنا المسلّحة والاستعداد لساحة المعركة المقبلة حيث سيدعى الأميركيون، وهم الأفضل والأكثر شجاعة، إلى تجنّب موجة جديدة من التهديدات لشعبنا وأمتنا والتغلّب عليها". وأضاف "حان الوقت لإنشاء قوة الولايات المتحدة للفضاء"، مؤكداً على دعوة ترامب للكونغرس باستثمار 8 مليارات دولار إضافية في أنظمة الفضاء الأمنية الأميركية خلال السنوات الخمس المقبلة. وأوضح أن التحضيرات جارية لتكون هذه القوة الفضائية الفرع السادس للقوات المسلّحة.
 
وعقب كلمة بنس، قال ترامب في تغريدة "القوة الفضائية بالتأكيد". اذ يعكس إنشاء قوة فضاء أميركية التغير الكبير في واقع دور الفضاء في الأمن القومي. فعندما أدلى الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي بخطاب في 1962 يوضح فيه لماذا ترسل أميركا رجالاً إلى القمر، قال عبارته الشهيرة "لا يوجد نزاع، ولا انحياز ولا نزاع قومي في الفضاء الخارجي بعد". ولكن وبعد 56 عاماً أصبح الفضاء يلعب دوراً فعالاً في كل مجالات الحرب الحديثة، حيث تعتمد العديد من التقنيات العسكرية على شبكة من المجسات والأقمار الاصطناعية التي تسبح في مدار الأرض.
 
وقال بنس إن إنشاء قوة فضاء مستقلة أمر أساسي لمواجهة روسيا والصين اللتين تعملان "بشكل جاد" لبناء قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية. وقال إن "الصين وروسيا تجريان نشاطات متطورة للغاية في المدارات من المحتمل أن تمكنهما من جعل أقمارهما الاصطناعية تقترب من أقمارنا وهو ما يشكل أخطاراً جديدة غير مسبوقة على أنظمتنا الفضائية".
 
وقال البيت الأبيض في بيان إن "الرئيس ترامب يعرف أن الفضاء هو جزء من طريقتنا الأميركية في الحياة وازدهارنا الاقتصادي، وهو مجال مهم لدفاعنا الوطني". وفي الوقت الحالي فإن القوات الجوية تشرف على معظم القدرات الفضائية، ويقلق بعض المسؤولين من أن مهمة القوة الفضائية قد تكون مشابهة وتتسبب بخلاف بين القوات الجوية والفضائية.
 
ونظرا لمخاطر المحيطة ببناء فرع جديد في الجيش، فإن هذه المسألة من المرجح ان تتحول الى موضع جدل. إذ كتب السناتور الديموقراطي بريان شاتز على تويتر أن قوة الفضاء "لن تحدث". وأضاف السناتور من هاواي أنه لن يكون هناك أي جمهوري مستعد لأن يقول لترامب أنها "فكرة غبية"، مضيفا أنه "من الخطير أن يكون لدينا قائد لا يمكن إقناعه بالعدول عن أفكار مجنونة".
 
ويتكون الجيش الأميركي من القوات البريّة (يو أس آرمي) والقوات الجوية (يو أس إير فورس) والقوات البحرية (يو أس نايفي) ومشاة البحرية (المارينز) وخفر السواحل.