جوزيف بلاتر: المونديال لا يمكن تنظيمه في قطر

تشن الصحافة البريطانية حملة موسعة من أجل الضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم في ما يتعلق بتنظيم قطر كأس العالم 2022، عبر توظيف قرار رئيس الاتحاد السابق جوزيف بلاتر كشف الحقائق في كتابه الذي نشر مؤخرا تحت عنوان “حقيقتي”.
 
ومنذ ذلك الحين اختار بلاتر الحديث علنا عن كواليس تلاعب قطر للحصول على حق استضافة مونديال 2022، والظروف المحيطة بالقرار، الذي اعترف بأنه كان قرارا خاطئا.
 
والتقطت صحف بريطانية، على رأسها صحيفة “صنداي تايمز″، نزعة بلاتر الجديدة لكشف الحقائق وراء أكثر قضايا الفيفا إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين.
 
وقال بلاتر في كتابه إن زملاءه أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا “إكسكو” تجاهلوا النصيحة بأن قطر غير مؤهلة لاستضافة بطولة كأس العالم، خلال عملية التصويت لصالح اختيار البلد المضيف، والتي وقع فيها الاختيار على قطر.
 
وقال بلاتر إن فوز قطر “الصادم” بحقوق تنظيم البطولة “كان خليطا للتواطؤ في مخالفة قواعد الفيفا، والضغط السياسي” الذي مورس على ميشيل بلاتيني، العضو الفرنسي في اللجنة التنفيذية.
 
وأكد بلاتر أن لا أحد من أعضاء اللجنة، التي وقع حلّها وعوّضها مجلس الفيفا عام 2016، “كلف نفسه بقراءة تفاصيل تقرير التفتيش الصادر حول إمكانيات كل الدول المرشحة، لأنهم كانوا بالفعل قد اتخذوا القرار”، مضيفا “لو كنا قرأنا هذا التقرير بعناية لكنا رأينا فعلا أن المونديال لا يمكن تنظيمه في قطر”.
 
وأصبح الفيفا تحت ضغط كبير بعدما نشرت “صنداي تايمز″ تقريرا، الأسبوع الماضي، أكدت فيه أن قطر استعانت بشركة علاقات عامة أميركية وعملاء سابقين في الاستخبارات المركزية الأميركية “سي.آي.أي” لنشر شائعات بأن ملفات الدول المنافسة لها لا تحظى بتأييد داخلي. وتنص شروط الفيفا لتنظيم البطولة على أن يحظى ملف الدولة الراغبة في تنظيمها بدعم شعبي داخلي.
 
ويقول مراقبون إن بريطانيا تحاول توظيف تصريحات بلاتر المتتابعة من أجل خلق رأي عام عالمي وبناء زخم قد يمكنها من انتزاع حقوق تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر. وينظر كثير من البريطانيين بأن بلدهم أحق من قطر، وأن الدولة الخليجية الصغيرة انتزعت حقوق تنظيم البطولة عن طريق الفساد والتلاعب.
 
ومنذ نشر هذه المعلومات، التي لم يتوصل إليها المحقق الأميركي مايكل غارسيا خلال تحقيق استمر عامين وانتهى بتبرئة قطر، لم يدل الفيفا بأي تصريحات.
وقال مصدر في الفيفا للصحيفة البريطانية، الأحد، إن الاتحاد يجب أن يوقف أعضاء بارزين في حملة قطر لتنظيم البطولة في الوقت الذي يحقق في هذه الاتهامات. لكن على ما يبدو لجنة القيم، المعنية بالتحقيقات في مثل هذه الوقائع، فقدت الكثير من استقلاليتها منذ صعود رئيس الفيفا الحالي جياني إنفانتينو.
وأوضح المصدر أن مقاومة لجنة القيم صارت أضعف كثيرا مما كانت عليه خلال تولي بلاتر رئاسة الاتحاد.
 
واتصل بلاتيني ببلاتر بعيد دعوة غداء جمعه مع الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي وولي عهد قطر آنذاك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في نوفمبر 2010 في قصر الإيليزيه، وأبلغه أنه سيغير رأيه وسيمنح صوته لقطر بعدما مورس عليه ضغط سياسي.
 
وأنفقت قطر لاحقا المليارات من الدولارات في صفقة شراء طائرات فرنسية، كما قامت بشراء نادي باريس سان جرمان الفرنسي المتعثر، الذي حضر مالكه السابق اجتماع الإيليزيه.
 
وقال غريغ دايك، رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم سابقا “لكي يثبت المسؤولون في الفيفا أنهم جادون في تنظيف البيت من الداخل، عليهم أولا فتح تحقيق في إسناد كأس العالم لقطر. لقد كان منح البطولة لهذه الدولة مزحة منذ البداية، كما أن الأدلة الجديدة تظهر حجم التلاعب الذي شهدته العملية برمتها”.