بومبيو: إيران وراء المعاناة والموت والإرهاب

اتهم وزير الخارجية الإيراني، مايك بومبيو، النظام الإيراني، بالتسبب في المعاناة والموت والإرهاب للإيرانيين والعالم بأسره وخاصة أوروبا.
 
وقال بومبيو في تغريدة على "تويتر"، الثلاثاء: "النظام الإيراني تسبب بالمعاناة والموت لشعبه والعالم. وفي أوروبا وحدها، أثارت الاغتيالات والتفجيرات التي دبرتها إيران، فضلا عن الهجمات الإرهابية الأخرى، رعب عدد لا يحصى من البشر".
 
وأضاف وزير الخارجية الأميركي في تغريدة ثانية: "أوروبا ليست محصنة من الإرهاب الذي تدعمه إيران. وهذا الشهر، أدين "دبلوماسي" إيراني في فيينا بمؤامرة لتفجير تجمع انتخابي في فرنسا. وفي الوقت نفسه، الذي يحاول النظام إقناع أوروبا بالبقاء في الاتفاق الإيراني، يخطط لهجمات إرهابية في أوروبا".
 
ووصف وزير بومبيو، قادة النظام الإيراني بـ "عصابة المافيا"، لدى شرحه قائمة من السرقات وعمليات الاختلاس ونهب الثروات التي قام بها المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ورجال دين آخرون ومسؤولون كبار في النظام، وذلك خلال خطابه الأحد الماضي، أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا.
 
وسلط بومبيو الضوء على الفساد المستشري على أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية، ووصف آيات الله الحاكمين بأنهم "مهتمون بجني الثروات أكثر من الدين".
 
كما قال إن "ثراء زعماء إيران وفسادهم يظهران أن إيران تدار من شيء يشبه المافيا وليس من حكومة".
 
وبحسب شبكة "سي إن إس" الأميركية، يمكن القول إن الجزء الأكثر أهمية من خطاب بومبيو المعنون بـ "دعم الأصوات الإيرانية"، كان يتعلق بالفساد والمحسوبية بين نخبة النظام الإيراني وقادته، بما في ذلك أولئك الذين يدعون بأنهم "سلطة دينية".
 
وقال وزير الخارجية الأميركي إنه في حين يعاني المواطنون الإيرانيون العاديون ويحتجون من أجل الحصول على وظائف وفرص، يقوم قادة النظام بملء جيوبهم الخاصة".
 
وشدد على أن "هؤلاء الرجال الأشرار المنافقون ابتدعوا جميع أنواع الطرق الملتوية ليصبحوا أغنى الرجال على وجه الأرض، بينما يعاني شعبهم".
 
وقال إن " ثمار هذه الـ 40 سنة من بعد الثورة كانت مريرة، 40 سنة من الحكم المُطلق، 40 سنة من إهدار ثروة الشعب على دعم الإرهاب".
 
أمثلة عن ناهبي الثروات
 
وكشف بومبيو في خطابه عن أرصدة بعض قادة إيران، التي حصلوا عليها بالنهب والاختلاس، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وهم كالتالي:
 
1- رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله صادق آملي لاريجاني، الذي يمتلك رصيدا بأكثر من 300 مليون دولار"، وهذه الثروة المكتسبة من "اختلاس الأموال العامة في حسابه المصرفي الخاص".
 
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت لاريجاني المقرب من المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي وأحد خلفائه المحتملين لتولي منصب ولاية الفقيه لاتهامه بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان وخاصة تصديقه على أحكام إعدام ضد السجناء السياسيين والقاصرين والنساء، عقب محاكمات خلف الأبواب المغلقة.
 
كما يُتهم صادق لاريجاني بفتح 63 حسابا سريا لجمع الكفالات المالية للمتهمين قضائيا وهي ملفات 40 مليون مواطن وتدر له أرباحا من الكفالات المالية تقدر بقيمة 300 مليون دولار.
 
2 - صادق محصولي، ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ووزير في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والذي يطلق عليه لقب "الجنرال الملياردير".
 
وقال بومبيو: "لقد تحول صادق محصولي من كونه ضابطا فقيرا في الحرس الثوري الإيراني في نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988 إلى أن أصبحت لديه مليارات الدولارات".
 
وأضاف: "كانت لديه طريقة بارعة في الفوز بعقود مربحة وعقود تجارة النفط من الشركات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ربما لكونه صديقا قديما في الجامعة لمحمود أحمدي نجاد".
 
وتم فرض عقوبات عليه من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2010 بسبب دوره في قمع احتجاجات الطلاب ضد إعادة فوز أحمدي نجاد في الانتخابات المتنازع عليها عام 2009.
 
3- آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، الملقب بـ "سلطان السكر" لاحتكاره استيراد السكر مع تجار في البازار، وحصوله على أرباح تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار.
 
وقال بومبيو: "لقد ضغط مكارم شيرازي على الحكومة الإيرانية لخفض الإعانات لمنتجي السكر المحليين في الوقت الذي يغمر السوق بسكره المستورد الأكثر تكلفة".
 
4 - آية الله محمد إمامي كاشاني، خطيب الجمعة في طهران، الذي قال بومبيو عنه دون أن يذكره بالاسم، بأنه "استحوذ على ملايين الدولارات" بعد أن نقلت الحكومة "عدة عقود مربحة لمؤسسته".
 
5 - المرشد الأعلى للنظام آية الله علي خامنئي، الذي يملك بحسب ما أشار بومبيو، من صندوق "ستاد" أموالا بقيمة 95 مليار دولار، بالإضافة إلى تخصيصات "بيت المرشد" ومكتب خامنئي الخاص والمؤسسات التابعة له والتي لها ميزانية من موازنة الدولة العامة.
 
ويهيمن المرشد الإيراني على مؤسسة عملاقة تعرف باسم "هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني" أو ما تعرف اختصارا بـ "ستاد"، وهي هيئة مصادرة العقارات والأراضي التي تعود لـ "مناهضي الثورة والنظام" أو أراض وعقارات عامة لا مالك لها، وتقوم بمصادرتها لصالح بيت المرشد ومؤسساته المتشعبة وتجني له حوالي 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول، غير خاضعة للرقابة ولا تدفع أية ضرائب.
 
وتعليقا على هذه المؤسسة التابعة لخامنئي قال وزير الخارجية الأميركي إن "هذه الثروة غير خاضعة للضريبة، إنها غير مشروعة، وهي تستخدم كصندوق طارئ للحرس الثوري الإيراني.. آية الله يملأ خزائنه بالتهام كل ما يريد".
 
وتم تصنيف "ستاد" من قبل وزارة الخزانة الأميركية على قائمة العقوبات منذ عام 2013.
 
" المعتدلون الذئاب"
 
وفي جزء آخر من خطابه، أثار بومبيو قضية القادة السياسيين "المعتدلين" المزعومين في إيران، مثل الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف. وقال إن الولايات المتحدة ودول أخرى سعت لسنوات لتحديد "المعتدلين السياسيين" في إيران، واصفا إياهم بأنهم "مثل وحيد القرن الإيراني."
 
وتابع بومبيو: "إن أهداف النظام الثورية واستعداده لارتكاب أعمال عنف لا تسمح لأي شخص للوصول إلى منصب قيادي في إيران يمكن تسميته بالمعتدل، أو رجل دولة".
 
وأردف: "يعتقد البعض أن الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف يتناسبان مع هذا الوصف والحقيقة هي أنهم مجرد واجهات أمامية مصقولة لتلميع صورة المرشد دوليا ".
 
وقال وزير الخارجية الأميركي إن "الاتفاق النووي، لم يجعلهم غير معتدلين فحسب، بل ذئاب في ملابس الأغنام".