شهادات في الكونغرس تربط بين إرهاب الإخوان ودعاية قطر

أشاد العديد من الخبراء، ممن قاموا مؤخرا بالإدلاء بشهاداتهم أمام جلسة اللجنة الفرعية للأمن القومي بالكونغرس الأميركي، بجهود النواب الجمهوريين لإعادة إحياء مشروع قانون يقضي بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية ولكن أكدوا أيضا أنه مازال هناك الكثير مما ينبغي القيام به حيال هذا الأمر.

وكان العديد من الخبراء قد أدلوا بشهاداتهم أمام جلسة استماع اللجنة الفرعية للأمن القومي بالكونغرس الأسبوع الماضي، حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة اعتبار جماعة الإخوان المسلمين - أو على الأقل بعض فصائلها – منظمة إرهابية بسبب أنشطتها الإرهابية.

أصول الإخوان

وخلال كلمته الافتتاحية خلال جلسة الاستماع، تحدث عضو الكونغرس رون دي سانتيس عن الحزب الجمهوري من فلوريدا ورئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي من لجنة الرقابة بمجلس النواب، حول أصول جماعة الإخوان المسلمين وأحد أبرز أعضائها سيد قطب، أحد المنظرين الأوائل للفكر الجهادي والذي يصنف المراقبون مؤلفاته بأنها مرجعية أساسية ومنهجية تتبعها وتسترشد بها الحركات الإسلامية السياسية الحديثة مثل حماس.

وقال دي سانتيس "لحسن الحظ ، أن إدارة ترمب تخلت عن السياسة التي تبنتها إدارة أوباما المتمثلة في معاملة الإخوان كحليف محتمل".

وأضاف : "والسؤال الآن هو إلى أي مدى يجب أن يمتد تعميم هذا التصنيف (للإخوان المسلمين كجماعة إرهابية) وهل يمكن أن يتم من خلال وزارة الخارجية أو وزارة المالية؟".

في عام 2014 ، أعلنت رسميا العديد من الدول، من بينها المملكة العربية السعودية ومصر، الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.

وتضم الجماعة بين أعضائها العديد من المدرجين كداعمين إرهابيين أو ممولين، كما هو الحال بالنسبة للقوائم الصادرة في الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

دعاة إرهاب

يقول د.زهدي جاسر، رئيس المنتدى الإسلامي الأميركي للديمقراطية ، وهو عضو قديم في مركز السياسة الأمنية – وهو الخبير الوحيد الذي أدلى بشهادته - إن الكثيرين في الولايات المتحدة حاولوا تحريك التشريع ضد الإخوان المسلمين في الماضي ولكن لم يحظ بالتأييد إلا في السنوات الأخيرة فقط مع سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض والكونغرس.

وأضاف الدكتور جاسر في تصريح لموقع "العربية.نت إنجليزي": "لقد حاولنا لفترة طويلة جدا أن نرى خيرا في جماعة الإخوان المسلمين ويجب أن نتوقف الآن عن تجاهل التوجه الجهادي العنيف وكذلك الشعار الخاص بالجماعة، الذي يرسم سيفين تدعو إلى التجهيز للحرب، رغم ادعاء البعض بأنهم كانوا سلميين منذ السبعينيات".

وأضاف دكتور جاسر: "لقد كان هذا الموقف مجرد محاولة خداع، ولكن الآن وبعد 90 عاما يجب أن نكون قد وعينا الدرس جيدا حيث إنهم مرارا وتكرارا أثبتوا أنهم دعاة إرهاب ويرفضون قبول القواعد السلمية والحديثة للانخراط الديمقراطي".

واستطرد قائلا "إن جلسة الاستماع التي عقدت بالكونغرس تعكس حقيقة أن كلا من الكونغرس والبيت الأبيض يتخذان موقفا جادا بشأن تغيير نظرة الحكومة الأميركية لجماعة الإخوان المسلمين".

وتابع "إن جلسة الاستماع التي طال انتظارها وتم طرح فكرة عقدها منذ وقت بعيد ولكن تأخر انعقادها بسبب الضغوط التي طالما مارسها المتعاطفون مع الإخوان المسلمين في واشنطن".

هذا وفشلت الجهود السابقة لتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية في كسب القوة الدافعة في عهد إدارة أوباما وبسبب منظمات الدعوة الإسلامية في الولايات المتحدة مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، أو مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية CAIR، التي حفزت مناصريها لمعارضة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، بحسب ما ذكره موقع Washington Free Beacon المحافظ.

جماعة كراهية

ومن جانبه، أعرب جوناثان شانزر كبير الخبراء ونائب الرئيس الأول بمؤسسة للدفاع عن الديمقراطيات، عن توقعه بألا يكون هناك إجراء عاجل وحاسم ضد جماعة الإخوان المسلمين قائلا: "لست متأكدا من أنه سيكون هناك مشروع قانون. ولن أتفاجأ برؤية أن الكونغرس يستشعر أن الإخوان جماعة كراهية، وأن يتم إدانة إيديولوجيتها. ومن هذه النقطة، يمكن أن يدعو الكونغرس وزارة المالية إلى فحص ما إذا كان بعض المنتمين إلى الإخوان جماعات إرهابية".

وأضاف في تصريح لموقع "العربية.نت الإنجليزي": "لا أتوقع، في رأيي، أن يتم تمرير قانون شامل بتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي. لذا، وبدلا من رؤية حدوث إخفاق معين، فإنني أتوقع أن يسلك أعضاء الكونغرس النهج الأكثر استهدافا الذي أشرت إليه وهو رصد المنتمين إليها والفصائل التابعة لها وتصنيفهم لضمان النجاح".

ويتفق الدكتور جاسر مع هذا الرأي، حيث قال: إن توصيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي عالمي ربما لا يتحقق ولكن يمكن ببساطة أن تكون نقطة الانطلاق أن يتم تصنيف المؤسسات التابعة للإخوان المسلمين كتنظيمات إرهابية - طالما تنطبق عليها المعايير التي تدينها- وعندئذ ستكون ضربة قاضية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين حيث سيتم إخماد نشاط الفصائل التابعة له".

هل تتبع قناة الجزيرة تنظيم الإخوان؟

إن الحديث عن الفصائل التابعة للإخوان المسلمين يقود إلى جدل شائك حول ما إذا كانت قطر، التي دخلت في خلاف مع الخليج العربي وجيرانها العرب خلال العام المنصرم، يجب أن تشارك في مثل هذه الحوارات نظراً لدعمها للإخوان من خلال قنوات تلفزيونية مثل قناة الجزيرة التي تبث من عاصمتها الدوحة.

وقال شانزر: "شهدت قطر يومًا عصيبا بسبب ما دار في الكونغرس الأسبوع الماضي. وأعتقد أنه كان هناك اتفاق واسع بأن الجزيرة تقوم بتقديم تغطية متعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين. لكنني لا أعرف ما إذا كان اتخاذ أي إجراء ضدهم سيكون قانونيا، حيث يتم تعريفها بأنها عميل أجنبي".

ولكن الدكتور جاسم كان أكثر صرامة عندما وصل الأمر إلى الجزيرة، حيث قال: "إن الجزيرة هي ذراع دعاية، ليس فقط لملاكها بالحكومة القطرية ولكن أيضا لحلفائها من جماعة الإخوان المسلمين وتابعيهم من الإسلاميين المتطرفين".

وقال إن البرامج المعادية للغرب والمعادية للسامية والمؤيدة للإسلاميين هي إيديولوجية إخوانية كلاسيكية.