17 يوليو.. يوم خالد محفور في الوجدان وذكرى مولد يمن جديد صنعه الشهيد الزعيم صالح

ليس يوماً عادياً.. بل كان حدثاً تاريخياً ووطنياً مهماً، شكل علامة فارقة لمراحل البناء والتعايش والاستقرار والسلام في اليمن.. السابع عشر من يوليو/ تموز 1978 الذكرى الخالدة في نفوس ووجدان اليمنيين، اليوم الذي تقلد فيه الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح الحكم، في وقت كانت تعيش فيه اليمن حروباً وصراعات وأزمات متتالية، أدت إلى عزوف الكثير وتهربهم من كرسي رئاسة الجمهورية، فقبل الفدائي علي عبدالله صالح ترشيح مجلس الشعب التأسيسي له لمنصب رئيس الجمهورية، حرصاً منه على إنقاذ اليمن مما كانت تمر به، وصعد إلى الحكم وفي يده كفنه.

مراقبون وسياسيون أكدوا في أحاديث متفرقة لوكالة "خبر"، الثلاثاء 17 يوليو /تموز 2018، أنه في الـ17 من يوليو 1978 بدأ اليمن عهداً جديداً استمر33 عاماً.

وقالوا إن ذلك اليوم شكل علامة فارقة لمراحل كن البناء والتعايش والاستقرار والسلام في اليمن، مؤكدين أنه "يوم تاريخي ومجيد وسيظل محفوراً في وجدانهم؛ كونه اليوم الذي صنعه باقتدار الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح".

يوم خالد

عن ذكرى هذا اليوم قال عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، يحيى دويد، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "سيظل 17 يوليو يوماً خالداً في تاريخ اليمن، وعنواناً لأزهىٰ مرحلة من الاستقرار والتنمية والبناء والديمقراطية والتعايش والسلام التي عاشتها اليمن عبر تاريخها القديم والمعاصر".

وأضاف دويد أنه "لن يظل مجرد ذكرى، بل سيكون محطة استثنائية في تاريخنا تتوقف أمامها الأجيال"، وقال: "رحم الله الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح".

جسّد الديمقراطية

من جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن أحمد ناجي، المستشار الإعلامي لقوات المقاومة الوطنية، في تصريح خص به وكالة "خبر"، إن "السابع عشر من يوليو يوم مجيد لن تتجاوزه ذاكرة اليمانيين وسيظل محفوراً في وجدانهم إلی أن تقوم الساعة، فهو يوم تاريخي تجسدت فيه الديمقراطية في العهد الجمهوري واقعاً ملموساً، واستعاد فيه اليمن العظيم ألقه التاريخي".

وتابع: إنه "يوم صنعه بجسارة واقتدار رمز اليمن الخالد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح في وقت تخاذل فيه الجميع عن مسؤولياتهم الجسيمة تجاه وطنهم الجريح".

وقال الدكتور عبدالرحمن، إن الرئيس صالح "هو الرئيس الوحيد في الشطرين قبل الوحدة المباركة، الذي تربع علی كرسي الحكم بالانتخاب الديمقراطي الحر عن طريق البرلمان وبإجماع كل أصوات أعضاء مجلس الشعب التأسيسي عدا صوت واحد رفض ترشيحه للرئاسة، ولم يتم المساس بصاحب ذلك الصوت الوحيد (المعترض) بأي أذی نفسي أو جسدي، بل شغل لاحقاً مناصب سياسية وقيادية".

ومضى قائلاً: "ومما يحسب للرئيس الصالح، رحمه الله، رفضه تولي مقاليد الحكم بالتزكية من أعضاء مجلس الشعب التأسيسي وإصراره علی أن يخضع ترشيحه للإقتراع المباشر في جلسة علنية من ممثلي الشعب اليمني في البرلمان، وبهذا لم يدخل الرئيس علي عبدالله صالح القصر الجمهوري علی ظهر دبابة أو بتوافق سياسي بل بإرادة ديمقراطية حرة".

وأشار إلى أنه "ظل حاكماً لليمن العظيم لمدة 33 عاماً سواءً في العهد التشطيري أو في العهد الوحدوي بذات الإرادة الشعبية الديمقراطية الحرة ومن خلال أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع".

وتابع المستشار الإعلامي لقوات المقاومة الوطنية، إن الرئيس صالح "كان يقدم استقالته للبرلمان قبل انتهاء كل دورة الانتخابية، ملتزماً بالنصوص الدستورية في كل دورة انتخابية، إلی أن وصل بالشعب اليمني إلی محطة وجود أكثر من مرشح رئاسي يخوضون سباقاً رئاسياً محموماً ببرامج سياسية، ليفوز برئاسة الجمهورية في آخر دورة انتخابية بنسبة 78% وهو ما لم يحدث من قبل مع أي رئيس في الوطن العربي، بعد أن كان من المتعارف عليه فوز أي رئيس عربي بنسبة 99.99%، وكذلك من بصماته الديمقراطية تضمين الدستور بمادة تحدد فترة رئاسة الجمهورية بدورتين انتخابيتين فقط".

وأضاف: "لقد علم الرئيس الشهيد الصالح مواطنيه أبجديات مصطلح الديمقراطية وسار بهم في دروبها الوعرة، وعرف اليمانيون في عهده قيمة ومعنی الصوت الانتخابي سلباً وإيجاباً، سواءً في الانتخابات الرئاسية أو في الانتخابات البرلمانية أو في انتخابات المجالس المحلية وانتهاء بانتخابات محافظي المحافظات، وكان من بين أحلامه التي لم تتحقق توسيع دوائر الانتخابات لتشمل مديري المديريات، في الوقت الذي كان يعيب عليه فيه خصومه تسخيره لميزانيات ضخمة لكل دورة انتخابية".

وأوضح، أن الرئيس الشهيد الصالح، رحمه الله، أصرــ أخيراً ــ علی أن ينهي حياته في سدة الحكم ويغادر القصر الجمهوري بتداول سلمي للسلطة، ولو في الحدود الدنيا للديمقراطية، في خضم الظروف الاستثنائية التي كان يعيشها الوطن بفعل نكبة 2011م، من خلال انتخابات توافقية جرت في العام 2012م".

واختتم الدكتور عبدالرحمن حديثه مع وكالة "خبر" بالقول: "إن أخطأ الرئيس الصالح، رحمه الله، أو أصاب في إدارته لشؤون الحكم في بلد كاليمن بكل تعقيداته فذلك متروك للتاريخ إن وجد مؤرخين منصفين يدونونه بعد أن صار أمره بين يدي خالقه، ففي نهاية الأمر وفي مبتداه، هو بشر يخطئ ويصيب يجري عليه ما يجري علی البشر، ولم يدع يوماً أنه ملاك منزه عن الخطأ".

مولد الأمن والاستقرار

من جهته، أكد الناشط السياسي الدكتور معمر البداي، أن "17يوليو ذكرى مولد الأمن والاستقرار".

وأضاف البداي، في تصريح خاص لوكالة خبر: "لقد مرت اليمن بصراعات عديدة قبل 17 يوليو 1978 وقتل فيها الكثير من الرؤساء والشخصيات الوطنية؛ وذلك نتيجة الصراعات من أجل السلطة، حتى إن اليمن وصلت إلى مرحلة لم يعد للدولة وجود إلا في أمانة العاصمة وأصبح الجميع يخاف أن يكون على رأس السلطة لأن حياته قد تكون ثمناً لها".

وبين أنه "في 17 يوليو 1978 قرر اليمنيون عبر ممثلي الشعب اختيار شخصية وطنية قد تنقذ الوطن من تلك الصراعات، وبالفعل تم اختيار المقدم علي عبدالله صالح، ابن الشعب ومن أوساط الشعب مما لاقى ترحيباً واسعاً من الجميع".

ولفت إلى أنه "رغم كل المؤامرات التي كانت تحاك ضده إلا أنه استطاع اجتيازها بفضل من الله وحنكة الزعيم، واستطاع بسط نفوذ الدولة في كل المحافظات وتم إخماد الحروب الوسطى". وشدد على أنه "استطاع أن يجمع كل القوى التي كانت تتصارع على السلطة تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام والميثاق الوطني وأصبحت كل القوى العلمانية والدينية شريكة في الحكم".

وقال: "وبهذا استقرت أوضاع اليمن، وهذا يعود لحنكة الزعيم، ومن ثم استطاع إيجاد تنمية اقتصادية وبشرية، فانتشرت المدارس والجامعات والطرقات والمستشفيات وهذه كانت أهم منجزاته التي استطاع عبرها أن يحول الشعب إلى شعب متعلم وذات اكتفاء ذاتي في مجال التعليم والصحة والإدارة، ولم نعد بحاجة إلى استقدام عمالة عربية في التعليم والصحة".

وتابع قائلاً: "انطلق القائد الحكيم صالح لتحقيق حلم كل اليمنيين وهو تحقيق الوحدة اليمنية والتي تعتبر أهم المنجزات وأيضآ تأسست الديمقراطية وتم السماح للأحزاب للظهور من تحت الطاولة وممارسة نشاطها السياسي بشكل رسمي والتنافس على السلطة البرلمانية والرئاسية والمحلية".

واختتم معمر البداي حديثه مع "خبر" قائلاً: "حدثت انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية عديدة شهد لها كل العالم، والأهم من ذلك أن الزعيم علي عبدالله صالح، رحمه الله، استلم السلطة عبر انتخابات في مجلس الشعب وسلم السلطة لسلفه عبر الشعب، وهذا ما كان يجب أن نحافظ عليه لكي يستقر اليمن، لأن اليمن لن يحكمها من يدعي الحق الإلهي ولا الشيخي ولا بقوة السلاح.. رحم الله الشهيد الخالد علي عبدالله صالح".