وكالة "خبر" في جولة ميدانية بميناء الحيمة في الحديدة

مظاهر عودة الحياة في مديرية التحيتا، جنوب مدينة الحديدة كثيرة: حركة السيارات والدراجات النارية في مناطق المديرية، اكتظاظ الأسواق بالمواطنين، وعودة الصيادين لممارسة أعمالهم، عودة المزارعين إلى مزارعهم بعد نزع الألغام والعبوات الناسفة من قبل القوات المشتركة التي تواصل يوميًا عملية نزع الألغام والعبوات الناسفة الحوثية في جميع المزارع والخطوط وقرى الأهالي.

ذلك شاهده وفد وكالة "خبر" للأنباء، وهو متوجه إلى ميناء الحيمة بمديرية التحيتا للاطلاع على أحوال الأهالي والحياة في الميناء والمناطق المجاورة لها، ووجد أن الحياة الطبيعية عادت من جديد إلى مناطق وموانئ المديرية، بعد تحريرها من مليشيات الحوثي الكهنوتية.

الرحلة إلى الميناء

بين مدينة الخوخة وميناء الحيمة عشرة كيلو مترات، ويخضع الخط لسيطرة القوات المشتركة، وأعادت فتحه بعد نزع شبكات الألغام والعبوات الناسفة.

وبينما كان الوفد يواصل سيره نحو الميناء شاهد انتعاش الحياة مجددًا في المناطق المحاذية للخط.. المزارعون يعودون إلى مزارعهم، والأطفال يلعبون أمام منازلهم وهم يتناولون ثمرة "البلح"، فيما يرقص آخرون مع أفراد المقاومة الوطنية المشتركة على أنغام الأناشيد الثورية والوطنية.

قال أحد المزارعين وكان متوجهًا إلى مزرعته: عدت قبل أيام لممارسة عملي، فرق المقاومة الوطنية أخرجوا عشرات الألغام من مزارعنا، وقبل إخراج الألغام منعوا المزارعين من التوجه للمزارع حفاظًا على سلامتهم، متابعًا: تمكنا من طي صفحة الألغام والمليشيات التي عانينا بسببها ثلاث سنوات.

خطوط محفرة

بين مسافة وأخرى في خط الخوخة ـــ الحيمة حفر عديدة، لم يكن وفد الوكالة على علم بسببها، سأل أحد أفراد المقاومة الذي وجده في إحدى نقاط الخط، شرح الأخير السبب، موضحًا أن المليشيا الكهنوتية زرعت مئات الألغام والعبوات الناسفة في محاذاة الخط في محاولة منها لعرقلة تقدم القوات المشتركة، وفشلت المحاولة. وقال إن المقاومة المشتركة استخرجت الألغام الحوثية من هذه الحفر.

وكالة خبر
وكالة خبر

وأضاف، إن المليشيا زرعت بين مسافات لا تزيد عن مترين ألغاماً وعبوات ناسفة في الخط، وأخذ الوفد في جولة ميدانية شاهد فيها ألغاماً منزوعة متعددة الأحجام والأشكال، إضافة إلى عبوات ناسفة، لافتًا إلى تمكن القوات المشتركة من إخراج نسبة كبيرة من الألغام خلال الفترة الماضية.

وأكد أن المليشيا زرعت الألغام والعبوات الناسفة في المزارع والمدارس وجميع المنشآت في التحيتا، لافتًا إلى أن المقاومة انتزعت عدداً منها وتواصل عملية استخراج البقية.

الميناء يعود للحياة مجددًا

في ميناء الحيمة، اقتربت المسافة بين الألغام ففي الخط كانت المسافة بين اللغم والآخر ما يقارب مترين، وفي الميناء كانت المسافة بين اللغم والآخر متراً واحدًا فقط، وفي الميناء أيضاً مزارع من الألغام زرعتها المليشيا الكهنوتية قبل طردها من الميناء، تمكنت القوات المشتركة من انتزاع نسبة كبيرة منها، حسبما رآهُ وفد الوكالة أثناء وصوله إلى الميناء برفقه أحد أفراد المقاومة الوطنية.

وإلى جانب عملية زرع الألغام دمرت المليشيا جميع منشآت الميناء خلال سنوات احتلاله، قال أحد الصيادين الذين صادفهم الوفد: "يا ابني، دمروا كل شيء، وعانينا كثيراً أثناء وجودهم، لكن الحمد الله انتهت".

ميناء الحيمة
ميناء الحيمة

وقال أحد أفراد المقاومة في حديث للوفد: كما تشاهد، الحياة عادت إلى الميناء، والصيادون عادوا بقواربهم لممارسة مهنتهم، بعد إكمال الفرق الهندسية نزع شبكات الألغام والعبوات الناسفة من الميناء ومحيطه.

ميناء الحيمة
ميناء الحيمة

وأضاف مودعًا وفد الوكالة: "ومثلما تحرر ميناء الحيمة سيتحرر ميناء الحديدة بقوة الله وفضله وتأييده وبعزيمة الرجال الأبطال، وستخسر وتُهزم هذه العصابة الإيرانية لامحالة".