مليشيا الحوثي تنتهج طرقاً جديدة لإحلال عناصرها في مؤسسات الدولة

حصلت وكالة "خبر"، على معلومات حصرية من مصادرها في العاصمة صنعاء، تؤكد لجوء المليشيات الحوثية إلى أسلوب جديد لتوطين عناصرها في المؤسسات الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها على شاكلة غير مسبوقة.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عنها، إن مليشيات الحوثي الإرهابية، أجرت عملية جرد شاملة لعناصرها الموثوقين في المراكز الأمنية وأقسام الشرطة والحواجز الأمنية، ومؤسسات الدولة الأخرى استعداداً لاتخاذ إجراء جديد بشأنهم.

وأوضحت المصادر، أن جماعة الحوثي بعد تمكنها من التوغل في مؤسسات الدولة عبر إقصاء الآلاف من الموظفين والكوادر الوطنية غير الحزبية أو المنتمية لها من أعمالهم على مدى الثلاث السنوات الماضية واستبدالهم بعناصرها والموالين لها، في مسلسل عملياتها الممنهجة والمنظمة للسيطرة والتمكين لصالح الجماعة.

ولفتت المصادر أن مليشيا الحوثي أقدمت خلال الأشهر الماضية على تثبيت الآلاف من عناصرها المتعاقدين في مؤسسات الدولة عبر المدراء الذي تم تعيينهم مؤخراً من قبلها واستثناء المئات من المتعاقدين غير الموالين لها استمراراً للتفرقة والتمييز العنصري الذي تنتهجه مع كافة أبناء المجتمع اليمني بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم.

وذكرت المصادر أن المليشيات بعد تغلغل عناصرها والموالين لها في مؤسسات الدولة، قررت توطينهم بشكل رسمي في المؤسسات المدينة والعسكرية دون اللجوء للأساليب السابقة.

وأفاد سكان محليون أنهم لاحظوا عربات (أطقم) تابعة للمليشيات تتجول في المدينة وعلى متنها أفراد حوثيون، وهي خالية من الشعارات الطائفية التابعة للجماعة وصور القتلى من عناصرها، حيث تعمد المليشيات على إخفائها كاحتراز أمني جديد، وفي خطوة متعمدة للاحتفاظ بنفوذها داخل الدولة في حال وجد حل سياسي قادم.

واتخذت المليشيات هذه الخطوة الجديدة في مسعى منها للتمويه بأن هذه العناصر التي تدفع بها إلى الواجهة مهمتها ضبط الاختلالات الأمنية وإيهام المواطنين بتفعيل مؤسسات الدولة في مناطق سيطرتها بعيداً عن "الطائفية" التي تعتمد عليها الجماعة في تشتيت البلد.

على صعيد متصل علمت وكالة خبر من مصادر أخرى، أن المليشيات بدأت مصادرة السلاح المنهوب وعدد من الأطقم التي كانت في أيدي عناصرها في مديريات العاصمة، وسط حالة من الخلاف تشق الصف الكهنوتي على إثر تصاعد الصدام بين أطياف الجماعة.

وتأتي عملية سحب المليشيات للسلاح المنهوب من عناصرها مع إبقاء السلاح للعناصر الفعالة في نقاط التفتيش، في ظل موجة الرفض الشعبي التي اجتاحت صنعاء لوجود المليشيات، الأمر الذي أثار حالة من الرعب والهلع في الوسط الكهنوتي وخلق أزمة ثقة بين المليشيات بعضها بعضاً.