عملية إنقاذ الصبيان المحتجزين في كهف مغمور بالمياه بتايلاند "تستغرق شهورا"

يتوجب على الفتيان الـ12 الذين عثر عليهم سالمين مع مدربهم لكرة القدم في مغارة شمال تايلاند، أن يتدربوا على الغطس لأربعة أشهر قبل إخراجهم، وفق ما أعلن الجيش الثلاثاء. وخلال هذه الفترة، سيتلقى الفتيان إعاشات تجعلهم يستعيدون قواهم إذ إنهم لم يأكلوا منذ أيام. هل من طرق أخرى لإخراجهم؟

تبدو عملية إجلاء الفتيان العالقين منذ 10 أيام مع مدربهم لكرة القدم في مغارة في شمال تايلاند محفوفة بالمخاطر، مع ضرورة تأمين تغذيتهم وتدريبهم على الغطس رغم خوفهم من العودة إلى المياه. وباتت عدة سيناريوهات مطروحة على طاولة البحث.

هل الإجلاء قريب؟

يستبعد عناصر الإسعاف إخراج الفتيان من المغارة اعتبارا من الثلاثاء لكنهم ما زالوا بانتظار تقييم الأطباء الذين أوفدوا إلى الموقع.

وتقضي المرحلة الأولى بجعلهم يستعيدون قواهم إذ إن الأطفال لم يأكلوا منذ أيام، لكن لا بد من تغذيتهم تدريجا إذ قد يصابون بالغثيان، بحسب ما أفاد عناصر الإسعاف. ثم، ينبغي تدريبهم على الغطس إذ عليهم اجتياز أكثر من أربعة كيلومترات تغمر المياه الجزء الأكبر منها، وسيزودون بقوارير أكسجين.

وكشف أنمر ميرزا منسق اللجنة الوطنية الأمريكية لعمليات الإغاثة الجوفية الذي استطلعت وكالة الانباء الفرنسية رأيه في الولايات المتحدة أن "الغوص في المغارات التي تعمها المياه مهمة جد صعبة، لذا قد يكون من الأفضل إبقاؤهم في المغارة ريثما يتسنى إخراجهم بوسيلة أخرى". وأوضح عناصر الإسعاف أن الأمر قد يستغرق ست ساعات كي يجتاز غطاس مخضرم هذه المسافة.

هل من مخرج آخر؟

عثر المسعفون على عدة آبار موازية عموديا للمغارة وقد استصلحت الأراضي بالقرب من إحداها للسماح بهبوط المروحيات تمهيدا لعميلة إجلاء محتملة عبر الجو. لكن حتى الساعة لم يثبت بعد أن هذه الآبار قد تودي إلى الموقع حيث يتواجد الفتيان.

ويبقى المخرج المفضل هو المدخل الرئيسي للمغارة حيث يجد اختصاصيون يابانيون بأغلبيتهم لسحب المياه. وكلما انخفض منسوب المياه، سهل على الفتيان اجتياز المسافة من دون معدات الغوص. غير أن خطر تعرض المغارة لفيضانات جديدة يرتفع مع مرور الوقت خصوصا في موسم الأمطار هذا الذي يشهده عادة جنوب شرق آسيا.

هل الأطفال مستعدون نفسيا؟

بالإضافة إلى الحالة الجسدية، يعد حسن الحالة النفسية أساسيا لعملية الإجلاء، إذ من الصعب على المرء أن ينغمس في مياه موحلة كاد يغرق فيها. وكما الحال في جنوب شرق آسيا عموما والمناطق الريفية خصوصا، لا يتقن الكثير من التايلانديين السباحة.

وفي التسجيلات التي التقطها عناصر الإسعاف مساء الاثنين، يبدو أن الهلع لم يستول على الأطفال بالرغم من إصابتهم بهزل شديد. وقال الغطاس البلجيكي بن ريمناتس المشارك في عملية الإنقاذ لوكالة الأنباء الفرنسية "هم بحالة مستقرة نفسيا... وقد أحسن المدرب فعلا عندما أوصاهم بالبقاء جنبا إلى جنب".

ومن الشائع ممارسة التأمل في هذا البلد البوذي، ما من شأنه أن يكون قد ساعد الأطفال على عدم الاستسلام للذعر خلال أيام الانتظار الطويلة.

انتظار طويل

كان الفتيان البالغة أعمارهم بين 11 و16 عاما قد دخلوا مع مدربهم لكرة القدم إلى مغارة تهام لوانغ الواقعة شمال تايلاند على الحدود مع بورما ولاوس، مساء الثالث والعشرين من حزيران/يونيو بعد إنهاء تدريبهم الرياضي.

وأثناء وجودهم في داخلها، هطلت أمطار موسمية غزيرة أغرقت أجزاء منها. ومع تحسن الأحوال الجوية، تمكن عناصر الإنقاذ من إنشاء قاعدة متقدمة في المغارة البالغ عمقها أكثر من عشرة كيلومترات.

ويشارك في عمليات الإنقاذ ألف شخص منهم عسكريون وخبراء أمريكيون وأستراليون وبريطانيون ويابانيون وصينيون. وباتت هذه الحادثة الشغل الشاغل لوسائل الإعلام التايلاندية التي توفر تغطية مباشرة لمجريات عملية الإسعاف منذ عدة أيام. وعمت الفرحة البلد إثر العثور على الفتيان سالمين.

ويتحضر عناصر الإسعاف لفرضية أن يبقى الصبيان بعد فترة طويلة من الوقت في المغارة، وهم زودوهم بالأغذية والأدوية، لا سيما منها الباراسيتامول ومواد غنية بالسعرات الحرارية.