مليشيا الحوثي تفاقم معاناة نازحي الحديدة

تتفاقم معاناة الأسر النازحة منذ مغادرتهم مدينة الحديدة الساحلية صوب صنعاء ومحافظات أخرى.. عدد من الأسر الفقيرة اضطرت المبيت في العراء على أرصفة الشوارع والأحياء والحدائق بالعاصمة صنعاء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. في ظل تجاهل ولامبالاة سلطة الأمر الواقع. فيما آخرون قصدوا تعز وعدن وغيرهما تم احتجازهم من قبل مليشيا الحوثي ومنعهم من إكمال السير صوب وجهتهم.

أحد النازحين من أهالي مدينة الحديدة شكا من ارتفاع تكاليف السفر، وقال إن تكاليف نقل أسرة واحدة من مدينة الحديدة إلى العاصمة صنعاء تبلغ ثمانين ألف ريال كحد أدنى.

وأوضح، في إفادته لمحرر وكالة خبر، أن الراكب الواحد في حافلات النقل يدفع للسائق أكثر من سبعة آلاف ريال في الظروف الاعتيادية، فيما تدفع بعض الأسر مبلغ مائة الف ريال لاستئجار سيارة واحدة "انجيز" إذا كان الوقت متأخرا في الليل أو حين اشتداد المعارك وسماع الانفجارات جراء تبادل القصف والقذائف بين طرفي الحرب إلى داخل الأحياء السكنية في المدينة.

وأضاف، أن العشرات من الأسر النازحة بالكاد تمكنت من الحصول على مبالغ مالية "سلف" من أجل النجاة من الموت والهروب من نار الحرب وأن أغلب أرباب الأسر بلا عمل والموظفون منهم لم يحصلوا على رواتبهم جراء مصادرة المليشيات الحوثية لها منذ أكثر من عامين.

مركز إيواء وحيد في صنعاء

ولم تقم مليشيا الحوثي كسلطة أمر واقع بأي من مسؤولياتها القانونية والدستورية والإنسانية إزاء تدفق نازحي الحديدة إلى العاصمة صنعاء وتجاهلها التام إيجاد مراكز لإيوائهم وإنشاء مخيمات لهم أو مدهم بالمواد الغذائية والتموينية وتوفير احتياجاتهم.

ونشرت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين رقما هاتفيا مخصصا لعمليات استقبال نازحي الحديدة في العاصمة صنعاء يؤكد عدد من النازحين انهم حاولوا الاتصال على هذا الرقم اما ان يكون مشغولا او لايجيب.

وعلى صلة، تعاني أكثر من سبعين أسرة من نازحي الحديدة في العاصمة صنعاء أوضاعا معيشية صعبة في ظل تجاهل سلطة الأمر الواقع لمعاناتهم المريرة.

وتكتظ عشرات الأسر من نازحي الحديدة في مركز الإيواء الوحيد في العاصمة صنعاء بمدرسة أبو بكر الصديق الواقعة بجولة عصر في مديرية الوحدة، إذ بلغ عدد النازحين فيها وفقأ لإحصاءات مكتب الصحة بالمديرية بحسب الفئات العمرية والإجمالي العام (472) فردا لعدد (74 أسرة نازحة).

نازحون في العراء

وقام مكتب الصحة بمديرية الوحدة بجهود ايجابية للتخفيف من معاناة النازحين في مركز الايواء الذي يعج بعشرات الأسر الفقيرة النازحة من الحديدة، حيث أكدت الدكتورة جميلة العمري مدير مكتب الصحة بمديرية الوحدة في تصريح لوكالة خبر، أن فريق الرعاية التكاملية التابع لمكتب الصحة بالمديرية قام يوم الأحد الفائت بالنزول إلى مقر إيواء النازحين في مدرسة ابو بكر الصديق وتم عمل إحصاء بعدد النازحين الموجودين في المدرسة وتقديم خدمات الفرز التغذوي لعدد 28 طفلا وتحصين 13 طفلا وتنظيم أسرة بعدد 10حالات وتوزيع كراتين صابون مقدمة من إدارة التغذية بالمكتب، وتم تسليمها لكل أسرة باليد عن طريقنا نحن الفريق مع الدكتور شريف ممثل منظمة اليونسيف والدكتور علي الفقيه مدير التغذية.

ولفتت أن فريق الرعاية التكاملية قام، الاثنين 25 يونيو، بتحصين 13 حالة والخدمة التغذوية 32 حالة، وتنظيم الأسرة 12 حالة، وصحة الطفل 27 حالة من نازحي الحديدة بالتزامن مع زيارة مدير اليونسيف الدكتور شريف للنازحين والذي وعد بتوفير خزانات المياه والأدوية التي يحتاجها النازحون في مقر الإيواء.

وقالت الدكتورة العمري، في ختام حديثها، إن مكتب الصحة بالمديرية قام بإرسال فريق طبي من المراكز التابعة له في نطاق المديرية الی مدرسة أبوبكر الصديق في جولة عصر لأسر النازحين من الحديدة للكشف عن حالات الإصابة بمرض الملاريا ومتابعة هذة الحالات مع إرسال بعض الأدوية والمغذيات اللازمة لحالتهم.

وذكرت مصادر محلية لوكالة خبر، أن عددا من الأسر الفقيرة والنازحة من مدينة الحديدة اضطرت إلى المبيت في العراء في أرصفة عدد من الشوارع والأحياء والحدائق العامة بالعاصمة صنعاء نظرا لان مركز الإيواء الوحيد اصبح مكتظا بالنازحين ولم يجدوا متسعا لهم ولعدم وجود مراكز ايواء جديدة وسط تجاهل مليشيا الحوثي لهم.

مبادرة تطوعية

وقام عدد من المتطوعين من الشباب والفتيات من اعضاء منظمات المجتمع المدني في مبادرة انسانية بتجهيز مركز آخر في العاصمة صنعاء لايواء للنازحين الوافدين من مدينة الحديدة بجهود ذاتية وبتبرعات من بعض فاعلي الخير.

وقال أحد الأعضاء المتطوعين في تصريح لوكالة خبر ، انهم عازمون على تجهيز مركزين آخرين أحدهما في بيت بوس والآخر بالقرب من جولة عمران لاستقبال الأسر النازحة والمتوافدة من مدينة الحديدة وللتخفيف من معاناتهم.

ودعا رجال المال والأعمال والمؤسسات والمنظمات ومن لديه القدرة إلى دعم مثل هذه الجهود وتوفير الفرش والبطانيات لكي يتمكنوا من نقل الوافدين إلى المراكز لاستكمال تجهيز المركزين واستقبال الوافدين من مدينة الحديدة.

احتجاز النازحين

وفي السياق ذكرت تقارير إخبارية أن المسلحين الحوثيين منعوا النازحين القادمين من مدينة الحديدة الدخول إلى مدينة تعز أو المرور إلى مدينة عدن جنوب البلاد.

وبحسب التقارير فإن الحوثيين احتجزوا نحو أربعين حافلة تقل نازحين منذ مساء أمس الأول، الأحد، جوار مقرهم "مقر مليشيا الحوثي" ومركز شرطة الثلايا في منطقة الحوبان، شمال شرقي تعز وقاموا بمنعهم من المرور إلى المدينة.

وأشارت أن مسلحي الجماعة يواصلون احتجاز حافلات أخرى لنازحي الحديدة في مفرق ماوية ومنطقة الراهدة، ومنعوهم من الوصول إلى مدينة عدن، فيما أُعيد عدد من النازحين إلى مدينة إب مبررين ذلك بوجود ألغام في تلك الطرقات.

الجدير بالذكر أن العشرات من الأسر نزحت من مدينة الحديدة إلى صنعاء، جراء المعارك التي تخوضها قوات المقاومة الوطنية المشتركة لتحرير المدينة ومينائها من مليشيات الحوثي الإرهابية.