تركيا: اختتام الحملات الانتخابية على وقع سجال حاد بين أردوغان وأنجيه

يتوجه الناخبون الأتراك صباح الأحد إلى مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية حاسمة، سبقتها حملات انتخابية شرسة بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وأبرز منافسين المعارض محرم أنجيه.وشهد اليوم الأخير من الحملة الانتخابية السبت، سجالا حادا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي محرم انجيه، خلال تجمعات انتخابية حاشدة لكل منها في إسطنبول.

يصوت الناخبون الأتراك الأحد في انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة دعا إليها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان قبل عام ونصف من تاريخها الأصلي مع سعيه إلى الفوز بولاية جديدة من الدورة الأولى والحصول على أغلبية برلمانية قوية.

لكن بروز أنجيه كمرشح عن حزب الشعب الجمهوري وقيام تحالف واسع بين أطراف المعارضة جعل الانتخابات أكثر صعوبة مما توقعه الكثير من المحللين ولربما أردوغان نفسه.

واختممت الحملة الانتخابية السبت فعالياتها على وقع سجالات حادة بين أردوغان وأبرز منافسين أنجيه، حيث أنبرى كل منهما في مهاجمة الآخر خلال تجمعات انتخابية حاشدة بإسطنبول.

واستضافت إسطنبول التي تعد حاسمة بالنسبة لنتيجة الانتخابات آخر تجمعات أجراها الرئيس من جهة ومنافسه الأبرز من جهة أخرى إضافة إلى مرشحة اليمين القومي ميرال اكشينار.

وفاجأ انجيه الجميع حيث أثبت نفسه كشخصية تتمتع بكاريزما عالية قادرة على تحفيز الجماهير. وحرص على عدم رفع شعار حزبه في أي من التجمعات مقدما نفسه بذلك على أنه مرشح المعارضة بأكملها بينما رد على جميع هجمات أردوغان محولا الحملة إلى مبارزة بين الرجلين.

وبعد تجمعات انتخابية ضخمة أجراها في أزمير وأنقرة خلال اليومين الماضيين، احتشد مئات الآلاف في حي مال تبه في الجهة الآسيوية من إسطنبول لحضور آخر تجمع لأنجيه.

وحث أنجيه أنصاره على "التعبئة لمدة 36 ساعة" من أجل عملية التصويت وفرز الأصوات لضمان مضي الانتخابات دون أي تلاعب. وقال "غدا، ستكون لدينا تركيا مختلفة تماما وسينتهي التمييز"، متعهدا اتخاذ سلسلة من الاجراءات بينها دفع عجلة المحادثات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قدما.

وطغت الأجواء الاحتفالية على تجمعه حيث استقلت اعداد كبيرة من المشاركين العبّارات للانتقال من الجانب الأوروبي من اسطنبول عبر بحر مرمرة للوصول إلى الموقع.

وبينما اختار مرشح المعارضة خلال الأيام الأخيرة من الحملة تنظيم تجمع كبير واحد كل يوم في احدى مدن تركيا الثلاث الكبرى، أجرى اردوغان سلسلة من التجمعات الأصغر في إسطنبول شهدت كذلك مشاركة كبيرة.

أردوغان ينتقد أنجيه ويشكك في قدرته على حكم البلاد

وقال اردوغان أمام حشد في حي اسن يورت في إسطنبول "ان شاء الله سنتمكن مساء الغد من اختبار هذه السعادة معا. هل أنتم مستعدون لتحقيق النصر؟"

وانتقد أنجيه الذي تعهد بالاعتصام خارج مقر اللجنة الانتخابية في تركيا لضمان عدم حدوث أي تلاعب قائلا "سيد محرم، نحن نعيش في دولة قانون" مضيفا أنه تم اتخاذ "كافة الاجراءات" لضمان أمن الانتخابات.

وحاول كذلك الاستخفاف بأنجيه، وهو استاذ فيزياء سابق لم يتول منصبا رسميا رغم شغله مقعدا نيابيا طيلة 16 عاما، بقوله "أن يكون شخص استاذ فيزياء شيء وأن يدير بلدا شيء آخر. تولي منصب الرئيس يحتاج إلى الخبرة. الرئيس يحتاج إلى الحصول على اعتراف المجتمع الدولي به".

ويتوقع أن تشهد تركيا إجراءات أمنية مشددة الأحد حيث سيتم فرز 38480 عنصر شرطة لاسطنبول وحدها. وكما هي العادة في تركيا يوم الانتخابات، سيحظر بيع المشروبات الكحولية في المحال التجارية.

واعتقلت الشرطة التركية الجمعة في أنقرة 14 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية اتهموا بالتخطيط لتنفيذ هجمات خلال الانتخابات.

والسبت، اعتقل 11 عضوا في حزب العمال الكردستاني المحظور في أنقرة للاشتباه بتخطيطهم للقيام بـ"اعمال استفزازية".