عملية إنسانية كبيرة تواكب تحرير الحديدة

تتواكب العمليات العسكرية مع مهام الإغاثة الإنسانية في مدينة الحديدة، في معادلة تصر عليها القوات اليمنية المشتركة وتحالف دعم الشرعية في اليمن.

ويبقى تخفيف المعاناة عن اليمنيين الهدف الأول للتحالف، رغم تنفيذه أو دعمه للتحركات العسكرية ضد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.

وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أكبر عملية إنسانية في العالم، على وقع تسارع تدفق المساعدات الإغاثية المقدمة، وهو ما أكد عليه أيضا المندوب السعودي لدى المنظمة الدولية عبد الله المعلمي.

وقال المعلمي: "ربما تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تواكب فيها العملية العسكرية، عملية إنسانية مكثفة. نحشد مواردنا داخل وخارج اليمن. لدينا فرق جاهزة في السعودية والإمارات لتوزيع المساعدات ولإصلاح أي أضرار قد تحدث في منشآت الميناء".

واعتبر الدبلوماسي السعودي أن "العملية العسكرية تدار بحرص كبير على حياة وسلامة المدنيين اليمنيين. في الحقيقة يمكنني إضافة أن العملية تراعي حتى القوات المناوئة، تركنا لهم ممرات للخروج وإمكانية إلقاء سلاحهم، ومنحنا لهم خيار الجلوس لطاولة التفاوض. الاعتبارات الإنسانية تقع في قلب هذه العملية".

وكان برنامج الغذاء العالمي بدوره، اشتكى من تصرفات الحوثيين بقطعهم الإمدادات عن المدنيين بشكل متعمد في الحديدة، التي تشهد عمليات مكثفة خلال الأسابيع الماضية لدحر المتمردين.

وفي السياق ذاته، اتهمت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، ميليشيات الحوثي بمفاقمة الوضع الإنساني في الحديدة.

وقالت: "نواجه عددا ضخما من الألغام والعبوات الناسفة. وبحسب ما سمعناه من مصادر من الأمم المتحدة، يُعتقد أن ميناء الحديدة نفسه ملغم. وهكذا، وفق الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام وتقارير المدنيين من المدينة ومعلوماتنا الخاصة، فإن الحوثيين يتخذون في الواقع إجراءات متعمدة لخلق الأزمة الإنسانية التي نسعى نحن لتفاديها".

وحذر ممثل اليمن في الأمم المتحدة، أحمد بن مبارك، من أن ميليشيات الحوثي تتخذ سكان الحديدة كرهائن.

وأوضح بن مبارك: "لطالما عمل الحوثيون على أخذ سكان الحديدة دروعا بشرية، نحن قلنا ذلك مرارا. الأمر بالنسبة لنا يتعلق بأهل المنطقة وهدفنا إعادة الحياة إلى طبيعتها في الحديدة. أنتم تعلمون أن 80 بالمئة من المساعدات الإنسانية تأتي من ميناء الحديدة وهذا يقود الحوثيين لاستغلال الأوضاع الصعبة للسكان".

ورغم هذه التحديات يبقى التحالف العربي عازما على تحرير الحديدة من الميليشيات وتوصيل المساعدات الإنسانية لأهلها.