ليبيا: عقوبات أممية للمرة الأولى بحق ستة رؤساء لشبكات اتجار بالبشر وتهريب مهاجرين

أعلن مجلس الأمن الدولي الخميس فرض عقوبات على ستة أشخاص في ليبيا على رأس شبكات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، في إطار نظام للعقوبات أنشئ في 2011. وتقرر تجميد أصول المعنيين ومنعهم من السفر بعد رفع روسيا تحفظها على هذا النظام، الذي يسمح بمعاقبة أفراد أو كيانات ضالعة في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في البلاد.
 
اتخذ مجلس الأمن الخميس عقوبات بحق ستة أشخاص يترأسون شبكات تمارس الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين في ليبيا، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الأمم المتحدة، تأخرت بسبب طلب موسكو إجراء مزيد من التدقيق، بحسب دبلوماسيين.
 
وقال دبلوماسي إن روسيا "رفعت تحفظاتها على اقتراح هولندا إدراج ستة أفراد على قائمة الأشخاص المعاقبين"، مشيرا إلى أن "العقوبات تسري فورا".
 
ورحبت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بالعقوبات الجديدة. وقالت إنه "في الخريف الماضي اهتزت ضمائرنا عندما شاهدنا صورا لمهاجرين يباعون كعبيد في ليبيا، وقد تعهد مجلس الأمن يومها التحرك.. العقوبات التي فرضت اليوم ترسل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي متحد في السعي إلى محاسبة مرتكبي (جرائم) الاتجار بالبشر وتهريبهم".
 
كما صرحت هايلي "ما من مكان في عالمنا المعاصر لمثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية".
 
ودعت هولندا، بدعم من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، لجنة عقوبات ليبيا في مجلس الأمن الذي يضم15 دولة الشهر الماضي، إلى تجميد عالمي على أصول المعنيين الستة ومنعهم من السفر.
 
كما طالبت موسكو في أيار/مايو بمزيد من المعلومات حول التحرك الدولي المقترح ،وبعد رفع التحفظ الروسي دخلت العقوبات حيز التنفيذ على الفور.
 
وجاء المقترح بعد تسجيل مصور ظهر فيه مهاجرون أفارقة على ما يبدو يباعون كالعبيد، مما أطلق شرارة غضب دولي أواخر العام الماضي.
 
ويسمح نظام العقوبات الذي أنشئ في 2011 لمجلس الأمن بفرض تجميد عالمي للأصول وحظر للسفر على "أفراد وكيانات ضالعة أو متواطئة في إصدار الأوامر أو التحكم أو غير ذلك من أشكال التوجيه لارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بحق أشخاص في ليبيا".
 
والأشخاص الستة الذين طالتهم العقوبات الأممية هم كل من مصعب أبو قرين ومحمد كشلاف وعبد الرحمن ميلاد وإيرمياس جيرماي وفيتيوي عبد الرزاق وأحمد عمر الدباشي.
 
ودخلت ليبيا في دوامة العنف والفوضى إثر انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي في2011 تمخض عنها الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وأدى الصراع الدائم على السلطة إلى تشكيل حكومتين متنافستين تساند كل منهما فصائل مسلحة تسعى للسيطرة على البلد المنتج للنفط.
 
كما استغل تنظيم "الدولة الإسلامية" الانفلات الأمني والوضع السائد في ليبيا للحصول على موطئ قدم له فيها.
 
وأرسل مهربو البشر، الذين كانوا ينشطون سابقا بحرية ودون التعرض للمحاسبة والعقاب في ليبيا، مئات الآلاف من المهاجرين بحرا إلى أوروبا، وخاصة إلى إيطاليا، منذ 2014، ولقي الآلاف حتفهم خلال تلك الرحلات البحرية.