كيف سيشاهد الجمهور العربي مباريات كأس العالم؟

تشارك أربعة منتخبات عربية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي ستنطلق في 14 يونيو/حزيران الجاري. وينتظر الجمهور العربي مباريات البطولة بصفة عامة، ومباريات منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب بصفة خاصة.
 
كيف ستتابع الجماهير العربية هذه المباريات؟
 
تذاع مباريات البطولة بشكل حصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على شبكة "بي إن سبورتس" القطرية، التي تبث أيضا العديد من المسابقات العالمية، مثل دوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي الممتاز، وغيرها.
 
وتختلف طرق مشاهدة البطولة بين فئات الجمهور العربي، فبعضهم مشترك في باقات رياضية تنقل المباريات، والبعض الآخر لا يستطيع دفع المقابل المادي لهذا الاشتراك. ويتحايل بسبل مختلفة لمشاهدة مباريات البطولة التي تقام كل أربع سنوات، لاسيما في ضوء الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها معظم بلدان المنطقة.
 
يقول حمدي أحمد، من مصر، لبي بي سي: "أنا مشترك بالفعل في باقة بي إن سبورتس الرياضية مقابل نحو 2700 جنيه سنويا، لكن هناك اشتراك آخر مستقل لمباريات كأس العالم يصل إلى نحو 1800 جنيه مصري. لقد دفعت اشتراك الباقة السنوي بالكاد، ولن أتمكن من دفع هذا المبلغ الإضافي لمشاهدة البطولة".
 
وأضاف: "لحسن الحظ، أعلنت الشبكة عن إذاعة مباريات المنتخبات العربية على القنوات المفتوحة للباقة، ولذا سأتمكن من مشاهدتها، أما باقي مباريات البطولة فسوف أشاهدها في أحد المقاهي القريبة."
 
وتأهل المنتخب المصري لنهائيات البطولة لأول مرة منذ 28 عاما، ويلعب في المجموعة الأولى إلى جانب روسيا وأروغواي والسعودية.
 
أما محمد إبراهيم فقال إنه سيشاهد البطولة من خلال "وصلة" فرعية، أي الحصول على كابل من جهاز شخص مشترك في باقات الشبكة.
 
وقال لبي بي سي: "أنا مشترك في وصلة فرعية منذ فترة من أجل متابعة مباريات كرة القدم مقابل 30 جنيها مصريا شهريا، لكن الشخص المسؤول عن هذه الوصلة قد رفع قيمة الاشتراك إلى 40 جنيها أثناء كأس العالم".
 
وسبق للتلفزيون المصري أن بث لقاء منتخب مصر أمام نظيره الغاني في الجولة الفاصلة لتصفيات كأس العالم 2014، دون موافقة القناة المالكة لحقوق البث. ونتيجة لذلك، فرض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على التليفزيون المصري غرامة قدرها مليونا دولار.
 
قناة إسرائيلية
 
وأعلن التليفزيون الإسرائيلي أنه سيذيع مباريات كأس العالم 2018 بتعليق عربي للمرة الأولى، بعد أن حصل على حقوق بث البطولة مقابل 6.3 مليون دولار.
 
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر صفحتها على فيسبوك إنها ستذيع مباريات المونديال باللغة العربية على قناة "مكان" الفضائية المفتوحة على القمر الإسرائيلى "أموس"، بالتوازي مع البث العادي باللغة العبرية، وهو ما يعني أن محبي كرة القدم في الدول العربية يمكنهم مشاهدة البطولة من خلال هذه القناة.
 
يقول محمد السيد، من مصر، لقد شاهدت مباريات كأس العالم الماضية على القمر الصناعي الإسرائيلي، لكن باللغة العبرية.
 
وأضاف لبي بي سي: "رغم أن مشاهدة المباريات باللغة العبرية التي لا أفهمها لم يكن ممتعا، لكنه كان أفضل من عدم مشاهدتها على الإطلاق. أما هذا العام، فسوف أشاهد مباريات البطولة على القمر الإسرائيلي باللغة العربية".
 
أما زميله ممدوح، فاعتبر مشاهدة المباريات على القناة الإسرائيلية "خيانة"، مشددا على أنه لن يشاهد مباريات البطولة على قناة إسرائيلية حتى لو لم يتمكن من مشاهدتها على الإطلاق، لأن هذه مسألة "مبدأ"، على حد قوله.
 
واتفقت بثينة مبارك، من تونس، مع رأي ممدوح، مشيرة إلى أنه "من المستحيل" أن تشاهد أي مباراة أو برنامج على قناة إسرائيلية.
 
وشككت بثينة فيما وصفته بـ "الأهداف الخفية" للجوء التليفزيون الإسرائيلي لهذه الخطوة.
 
ويلعب المنتخب التونسي في مجموعة صعبة إلى جانب انجلترا وبلجيكا وبنما.
 
"قرصنة للبطولة"
 
أما في السعودية، يقول عمرو إنه يشاهد جميع المباريات عبر برنامج صممه هاكرز يسمى Hein "هين" يجري تثبيته على جهاز الكمبيوتر وتشغيله عبر الإنترنت لمشاهدة جميع قنوات "بي إن سبورت".
 
بينما يقول مواطنه عبد السلام، إنه اشترى ريسيفر يسمى "بي أوت كيو" بنحو 350 ريالا سعوديا ينقل جميع قنوات "بي إن سبورتس" مقابل اشتراك سنوي يصل لنحو 150 ريالا.
 
وكانت شبكة "بي إن سبورت" قد طالبت الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتحرك واتخاذ إجراءات قانونية مباشرة ضد مخالفي حقوق بث مباريات كأس العالم في السعودية.
 
وتزعم "بي إن سبورتس" أن حقوق البث التي اشترتها بأموال طائلة لأكبر المنافسات الرياضية في المنطقة، بما فيها نهائيات كأس العالم لكرة القدم، تتعرض للانتهاك من قبل قنوات تلفزيونية في السعودية.
 
وتقول القناة القطرية إنه منذ أكتوبر/ تشرين الأول تعمل شبكة سعودية متطورة تدعى "بي أوت كيو"، على بث برامجها بطريقة غير قانونية، باستخدام إشارة على القمر الصناعي "عرب سات".
 
وفي المغرب، تقول الصحفية المغربية إلهام طالبي إن متابعة المباريات في المناطق الشعبية تختلف عنها في المناطق الراقية.
 
وقالت لبي بي سي: "المناطق الشعبية لديها هوس كبير بمتابعة المباريات التي تعد مصدر السعادة الرئيسي لهم، وغالبية المواطنين في هذه المناطق يشاهدون المباريات على المقاهي بسبب عدم قدرتهم على الاشتراك في الباقات الرياضية. أما في المناطق الراقية، فغالبية السكان مشتركون في الباقات الرياضية".
 
وعاد منتخب المغرب للمشاركة في كأس العالم بعد غياب دام لمدة 20 عاما، ويلعب في مجموعة صعبة تضم البرتغال وإسبانيا وإيران.