مليشيا الحوثي ترفض إدراج منظمات محلية لاتدين لها بالولاء ضمن كشف المنظمات المدعومة دولياً

لم تكتف مليشيات الحوثي الإرهابية بنهب الراتب ومصادرته على الموظفين الحكوميين للعام الثاني على التوالي، لكنها وبسبق إصرار تعمل على سرقة المعونات الإغاثية والتبرعات الخيرية المحلية والدولية بطرق مختلفة.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة خبر، إن مليشيا الحوثي رفضت إدراج عدد من المنظمات والجمعيات الخيرية المحلية والتي لاينتمي قيادتها للمليشيات في كشف المنظمات التي ترفعه وزارة التخطيط والتعاون الدولي للمنظمات الأممية والدولية العاملة في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات.

ولفتت المصادر أن المليشيا أدرجت العشرات من الجمعيات والمنظمات التي أنشأتها قيادات حوثية وموالية لها في كشف المنظمات والجمعيات المحلية التي تتلقى الدعم اللازم من المنظمات الأممية الدولية والعاملة في المجال الإغاثي والإنساني.

وطبقاً للمصادر فإن هذه الإجراءات التي اتخذتها المليشيا ما هي إلا مسعى لنهب المساعدات الغذائية والإغاثية واحتكار العمل في المجالات الإغاثية والإنسانية.

وتزايدت نشاطات الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية التابعة للقسم الاجتماعي لأنصار الله والموالية لها وتحمل مسميات عديدة من بينها: "مؤسسة بنيان التنموية، مؤسسة الشهداء، مؤسسة الرائدة حورية عباس المؤيد للتنمية، جمعية الزهراء، مؤسسة طموح التنموية، جمعية المسيرة الاجتماعية الخيرية، جمعية تكافل بلا حدود التنموية الاجتماعية، جمعية مران الخيرية، جمعية البناء والجهاد" وأعمال بعضها تمول من شخصيات في قطر وسلطنة عمان.

- مرتبات الموظفين وسياسة التجويع

دأبت مليشيا الحوثي على سرقة المعونات الإغاثية والتبرعات الخيرية المحلية والدولية، المقدمة في الأساس لمساعدة الفقراء والمحتاجين، حيث يقوم مشرفو مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها بالسطو عليها وبيعها للتجار وقبض ثمنها، بالتزامن مع مصادرة المليشيات لمرتبات الموظفين بشقيهم المدني والعسكري لأكثر من 24 شهراً على التوالي.

واقع مؤلم ومأساوي يعاني منه المواطن اليمني خلال شهر رمضان المبارك، اتسعت معه رقعة الفقر وتزايدت معدلات البطالة بشكل غير مسبوق، وأصبح الكثير من الموظفين بلا أعمال يبحثون عن مصادر أخرى للرزق لكي يعيل أسرته، فيما تحول أطفال بعض الأسر إلى باعة متجولين في شوارع صنعاء الرئيسة، ولجأ آخرون منهم إلى التسول.

وتعمدت مليشيا الحوثي على ممارسة سياسة "التجويع" حتى اعتاد المواطن نسيان راتبه وحقوقه وأصبح مشغولاً بالبحث عن قوت يومه وما يسد رمق جوع أبنائه كل يوم.

ودشنت المليشيات منذ بدء شهر رمضان افتتاح "مطابخ خيرية" بعد إجبار التجار وفاعلي الخير على تمويلها ونسب ذلك إلى جمعيات تابعة لجماعة أنصار الله وإقامتها في مدارس حكومية في عدة أحياء بمديريات العاصمة صنعاء يتدفق إليها العشرات من المواطنين غالبيتهم نساء يصطفون في طوابير طويلة لتلقي وجبة الإفطار في مشهد مؤلم.

وتشهد المناطق التي ترزح تحت وطأة مليشيات الحوثي منذ 21 مارس 2014، ظروفاً صعبة ومعقدة في مختلف الجوانب والمجالات الحياتية، انعكس سلبا على القطاع الصحي وتسبب في تدهور كبير في الخدمات الصحية والعلاجية التي تقدمها المستشفيات والمرافق الصحية، الأمر الذي ساعد على انتشار الأمراض والأوبئة القاتلة.

وتؤكد تقارير اقتصادية حدوث ارتفاع مخيف لعدد اليمنيين الذين يعيشون تحت خط الفقر منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة قبل 3 أعوام، وبنسبة تجاوزت 72%.

وتشير تقديرات منظمات دولية، أن نحو مليون موظف يمني يعيشون بلا رواتب منذ عامين تقريباً، لافته إلى أن هؤلاء يعولون أكثر من 7 ملايين شخص، ما يعني أن الشق الأغلب من الناس صاروا يعيشون داخل الهاوية.

وانتقد الكاتب السياسي الموالي لمليشيا الحوثي عبدالله سلام الحكيمي، في تغريدات على حسابه الرسمي على موقع التغريد العالمي "تويتر" قائلا: ‏الناس يتضورون جوعا، يموتون، يهانون، يداسون.. وسلطة (الانقاذ) في صنعاء تزيد عذابهم عذاب، تارة باسم بصمة واخرى بازدواج وظيفي داهم تلك السلطة صرع الاصلاح ومكافحة الفساد والوطن مصيره في مهب الريح وفي يد عفريت، فعن أي إنقاذ تتحدثون.. عن أي إصلاح تهذرفون.. عيب عليكم، استحوا على لحيكم إن كانت موجودة..!!

وأضاف في تغريدة أخرى: "‏وآخر دعواي بخصوص المرتبات ولن أعود بعدها للحديث عنها اني أقسم بالله العظيم في هذه الأيام المباركات أن الإيرادات من المناطق التي تحت سيطرة سلطة الإنقاذ بصنعاء لو وردت بشفافية إلى البنك المركزي بصنعاء لغطت مرتبات الجهاز العسكري والمدني كاملة وبانتظام وفاضت، ولكن الأمر لله وحده.. وسلام".

ومع كل تلك الظروف القاسية التي يعيشها المواطنون في شهر الخير والرحمة، فقد استكثرت المليشيا الحوثية على المواطنين العيش في ظل هكذا ظروف، فأبت إلا أن تفسد عليهم ما تبقى من روحانية رمضان، من خلال المضايقات والتعسفات التي لا تتوقف، والمتمثلة في عمليات الاعتقالات والاخفاء القسري، واقتحام المساجد وإغلاق بعضها، ومنع المصلين من أداء صلاتي التراويح والقيام، والتضييق المستمر على التجار وفرض إتاوات مالية عليهم تحت مسميات عدة، وملاحقة البساطين في الأسواق، إضافة إلى سرقة المساعدات والمعونات الإغاثية وبيعها في الأسواق من قبل مشرفي مليشيا الحوثي، وغير ذلك من الممارسات والانتهاكات المتواصلة.