تقرير أولي لمنظمة بشأن استهداف صاروخي حوثي لمأرب يسرد شهادات مصابين

أصدرت منظمة حماية للتوجه المدني، الثلاثاء 22 مايو / أيار 2018، تقريراً أولياً رصدت فيه تفاصيل القصف الصاروخي الحوثي على مدينة مأرب، وسردت شهادات لمصابين.

وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة - حصلت وكالة "خبر" على نسخة منه- فإن قصفاً صاروخياً حوثياً أسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 19 شخصا بينهم طفلان.

وذكر تقرير المنظمة، أنه "في تمام الواحدة بعد منتصف الليل 22 مايو 2018م تعرضت مدينة مأرب لهجوم صاروخي بالكاتيوشا استهدف أحد شوارعها الرئيسية يتسم بنشاط تجاري وحركة تسوق غير عادية كونه مليئا بالمطاعم والمحلات التجارية والمنشآت والمراكز الطبية الخاصة ولهذا فهو يشهد حركة مرورية مستمرة للمشاة ومركبات نقل الركاب الصغيرة "الباصات" والمركبات الخاصة والدراجات النارية".

وأسفر الهجوم عن 5 قتلى من المدنيين و 19 مصابا بين إصابة بليغة ومتوسطة.

وقامت المنظمة برصد وتوثيق الحادثة حيث انتقلت إلى مكان الحادثة فور سماع الانفجار ومنه إلى طوارئ المستشفى، هناك حيث كان الجميع في صدمة لهول مناظر الجرحى وبشاعة الحادثة.

وقالت: "أطباء وممرضون كانوا يقدمون خدمات إنفاذ حياة المصابين في تلك اللحظة وصفوا الحادثة بالمجزرة الوحشية التي تفوق حد الوصف والتعبير، وعدد من مسعفي الجرحى والشهود العيان التقت بهم "حماية" وأكدوا أن صاروخ كاتيوشا أطلقه الحوثيون من جهة صرواح - هيلان غرب المدينة لينفجر في شارع الحرية وسط المدينة ويتسبب في إزهاق أرواح مدنيين وإصابة مدنيين آخرين".

ودونت حماية رواية بعض المصابين من الحادثة، حيث قال أمين أحمد ثابت (40 عاما) عامل في ورشة لحام إنه كان في الشارع جوار ورشته ولم يشعر بنفسه إلا مرمياً على الأرض فور سماع انفجار الصاروخ الذي تطايرت منه شظايا واخترقت قدمه اليسرى وفقد السمع في أذنه اليمنى.

وقال صدام محمد عبد الله الدميني (35 عاما) صاحب عربية متنقلة لبيع "الشبس" إنه كان يمارس عمله بشكل طبيعي كعادته وكان يتسوق لديه عدد من الزبائن حين وقع صاروخ بالقرب منهم فوق الاسفلت وتطايرت شظاياه وأصابته في العنق.

أما وليد عبد العزيز الموجري (24 عاما) كهربائي سيارات قال: كنت أمشي في الشارع والناس كثير "طالعين نازلين" وفجأة سقط الصاروخ بعيد مني قليل وأصابتني شظايا في الوجه وكسر في الكتف الايسر.

أما الطفل أسامه هايل علي عبد الرحمن (16 عاما) المصاب في الحادث بشظايا في أسفل الظهر، والمنطقة التناسلية كان يقود دراجته النارية وفي اللحظة التي كان يمر فيها من الشارع سقط الصاروخ وأصيب ولم يشعر بنفسه الا بالمستشفى.

في حين أن الطفل فاروق فيصل صالح سعيد (14 عاما) أصيب بشظية في مقدمة رأسه كان على متن مركبة نقل صغيرة وقد ورد في حديثة "كنت خاطي مروح البيت" وما سمعت إلا الانفجار وما عرفت بنفسي بعدها إلا بالمستشفى.

في سياق متصل تشهد مدينة مأرب بشكل متسارع نهضة عمرانية وحركة تجارية تنموية ويسود الأمن والاستقرار في المدينة بنسبة عالية جداً، لكنها بالمقابل مازالت في مرمى الهجمات الصاروخية للحوثيين.

فمنذ العام 2015م ومدينة مأرب تتعرض لهجمات صاروخية ممنهجة من قبل الحوثيبن تستهدف الأسواق الشعبية والأحياء السكنية والمنشآت الحيوية وقد كانت بشكل مفرط وعشوائي خلال الربعين الثالث والرابع من العام 2015م ثم تراجعت حدة هذه الهجمات نسبياً بعد منتصف العام 2016م لتعود بوتيرة عالية في النصف الأول من العام 2017م، وفقاً للمنظمة.

وسبق أن رصدت منظمة حماية خلال الثلاثة الاعوام الماضية ( 2015 ، 2016م ،2017م ) عدد 128 مدنياً بين قتيلٍ وجريح منهم 39 من النساء والأطفال سقطوا نتيجة للهجمات الصاروخية التي تتعرض لها مدينة مأرب من قبل الحوثيين.