الجاسوس الروسي السابق سكريبال يغادر مستشفى في بريطانيا

لندن (رويترز) - قالت السلطات الصحية في بريطانيا يوم الجمعة إن سيرجي سكريبال الجاسوس الروسي السابق الذي تعرض لتسميم بغاز أعصاب في البلاد قبل أكثر من شهرين غادر المستشفى.
 
ووشى سكريبال (66 عاما)، وهو كولونيل سابق بالمخابرات العسكرية الروسية، بعشرات الجواسيس الروس لبريطانيا. وعثر عليه فاقد الوعي هو وابنته يوليا على مقعد يوم الرابع من مارس آذار في مدينة سالزبري بجنوب انجلترا.
 
واتهمت بريطانيا روسيا بالمسؤولية عن الهجوم بغاز الأعصاب مما أدى لأزمة بين روسيا والغرب طردت فيها حكومات غربية من بينها الولايات المتحدة أكثر من 100 دبلوماسي روسي. ونفت موسكو ضلوعها في الهجوم وردت بطرد العدد ذاته من الدبلوماسيين الغربيين.
 
وظل سكريبال وابنته في حالة حرجة لعدة أسابيع حتى أن الأطباء كانوا يخشون في وقت ما أن يصابا بتلف في المخ إن بقيا على قيد الحياة. لكن صحتهما بدأت تتحسن بسرعة وغادرت يوليا المستشفى الشهر الماضي.
 
وقالت كارا تشارلز باركس المديرة التنفيذية للمستشفى في بيان ”إنها أنباء رائعة أن يتعافى سيرجي سكريبال بشكل يتيح خروجه من مستشفى مقاطعة سالزبري“.
 
وقالت الشرطة إنها لن تعطي أي تفاصيل عن الترتيبات الأمنية الجديدة التي سترافق الجاسوس وابنته لصالح سلامتهما ولم تفصح الشرطة ولا المستشفى عن أي تفاصيل متعلقة بمكانهما الجديد. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وقت خروج يوليا من المستشفى إنها أخذت لموقع آمن.
 
وقالت بريطانيا ومفتشو أسلحة كيماوية دوليون إن سكريبال وابنته تسمما بغاز نوفيتشوك وهو غاز أعصاب قاتل كان يصنعه الجيش السوفيتي خلال السبعينيات والثمانينيات.
 
ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة الأطراف الموقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية إلى اجتماع في يونيو حزيران للاتفاق على سبل تعزيز الاتفاقية.
 
ورحبت متحدثة باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي بخروج سكريبال من المستشفى. وكانت ماي قد وصفت هجوم سالزبري بأنه ”عمل متهور وحقير“.
 
وتنفي روسيا اتهامات بريطانيا بالتورط في أول هجوم معروف يستخدم فيه غاز أعصاب على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
 
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة إن سكريبال كان سيموت إذا تعرض لهجوم بغاز أعصاب ذي صبغة عسكرية.
 
ولمحت روسيا إلى أن لندن نفذت الهجوم بنفسها لتأجيج حملة ”هستيرية“ ضد روسيا وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف الشهر الماضي إن المادة التي استخدمت في الهجوم ربما لم تصنع في روسيا على الإطلاق.
 
ورحب بوتين يوم الجمعة بتحسن الحالة الصحية لسكريبال وكرر سفير روسيا إلى لندن رغبة بلاده في مقابلة الجاسوس وابنته وقال إن بريطانيا لا تفي بذلك بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
 
وقال ألكسندر ياكوفينكو للصحفيين ”نحن سعداء أنه بخير“.
 
وأضاف ”ما زلنا نطالب بالوصول إليهما. نريد فقط أن نفهم كيف يشعران ونريدهما أن يقولا لنا شخصيا ماذا يريدان. إذا لم يكونا بحاجة لمساعدتنا فلا بأس. نريد أن نراهما بشخصهما“.
 
وقالت بريطانيا من قبل إن يوليا، وهي مواطنة روسية، اختارت عدم قبول العرض الروسي بالمساعدة.