الفلبين تلغي الحظر الشامل عن إرسال العمالة المنزلية إلى الكويت

أعلنت الفلبين الأربعاء رفع حظر مفروض على سفر عمالتها إلى الكويت، منهية بذلك أزمة دبلوماسية اندلعت بعد العثور على جثة عاملة منزلية فلبينية مقتولة في ثلاجة قبل نحو ثلاثة أشهر. ويأتي رفع الحظر من قبل مانيلا بعد أيام من توقيع البلدين اتفاقيّة لتنظيم العمالة المنزلية وحماية مئات آلاف الفلبنيين العاملين في الإمارة الخليجية الغنية بالنفط.
 
صرح الأربعاء وزير العمل الفلبيني سيلفستير بيللو بأن الحظر الشامل المفروض على إرسال العمالة الفلبينية إلى الكويت قد رفع. وكانت الفلبين والكويت الإمارة الخليجية الغنية بالنفط قد توصلتا الجمعة الماضي 11 مايو/أيار إلى اتفاق لتنظيم العمالة المنزلية وحمايتها.
 
وفي شباط/فبراير الماضي، فرض الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي حظرا جزئيا على سفر العمال من بلاده إلى الكويت بعد مقتل عاملة منزل. وبعد أسابيع اتخذ قرارا بفرض حظر شامل.
 
وتعمّقت الأزمة بعدما أمرت السلطات الكويتية في نيسان/أبريل الماضي سفير مانيلا بالمغادرة على خلفية تسجيلات مصورة أظهرت موظفين في السفارة الفلبينية يساعدون العمال على الهروب من أرباب عمل يعتقد أنهم يسيئون معاملتهم.
 
وقال وزير العمل "إن الرئيس أمرني برفع الحظر بشكل كامل ... عن العمالة المنزلية والمهنيين المحترفين". وأضاف "يرى الرئيس أن عمالنا في الخارج محميون في الكويت وبأنه لن يرى حالات سوء معاملة، كما نأمل".
 
ويعمل نحو 262 ألف فلبيني في الكويت، حوالى 60 بالمئة منهم في العمالة المنزلية، وفق وزارة الخارجية في مانيلا، بينما يعمل أكثر من مليوني فلبيني في دول الخليج بشكل عام. وتحدثت تقارير عن تعرض الفلبينيين للاستغلال والعمل الإضافي والاغتصاب والموت في ظروف غامضة في المنطقة.
 
وقد أرسلت الفلبين الملايين من مواطنيها للعمل في الخارج أملا في رواتب لا يمكنهم الحصول عليها في دولتهم الفقيرة نسبيا. وتمثل تحويلاتهم المالية إلى بلادهم نحو 10 بالمئة من اقتصاد الفلبين.
 
ضمانات لحماية العمال
 
وفي شباط/فبراير، فرض الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي حظرا على سفر العمال من بلاده إلى الكويت بعد مقتل العاملة جوانا ديمافيليس والعثور على جثتها في ثلاجة رب عملها.
 
وشن دوتيرتي هجوما على الكويت وقال إن أرباب العمل العرب يغتصبون العاملات الفلبينيات بشكل متكرر ويجبروهن على العمل 21 ساعة في اليوم ويقدمون لهم فتات الطعام.
 
وبدأت العلاقات بالتحسن على ما يبدو بعد أن أصدرت محكمة كويتية حكما غيابيا بالإعدام شنقا بحق لبناني وزوجته السورية بتهمة قتل ديمافيليس. وفي أعقاب الحكم أعلن دوتيرتي خططا لزيارة الكويت لتوقيع اتفاقية لضمان حماية الفلبينيين العاملين في الدولة الخليجية.
 
ولكن بعد نشر وزارة الخارجية التسجيلات المصورة واستدعاء سفير مانيلا من الكويت، تدهورت العلاقات مجددا. وقال دوتيرتي في 30 نيسان/أبريل إن الحظر على سفر العمال إلى الكويت هو دائم وحض مواطنيه على العودة إلى البلاد في حال تعرضهم لسوء معاملة.
 
وسعت الكويت إلى التهدئة بعد يوم وقالت "هناك جزء كبير من سوء الفهم والتضخيم والمبالغة لبعض الأحداث البسيطة أو الفردية". وسرعان ما هدأ التوتر وتوصل البلدان الجمعة إلى اتفاقية لتنظيم العمالة. وقال بيللو الأربعاء "حتى دبلوماسية العمال تحسنت وعلاقاتنا وروابطنا الدبلوماسية أصبحت أقوى".
 
وجاء في الاتفاقية أنه يحق للعمال الاحتفاظ بجوازات سفرهم وهواتفهم الخلوية التي غالبا ما يصادرها أرباب العمل. وتنص الاتفاقية أيضا على أنه ينبغي لمكتب العمل الفلبيني الموافقة على تجديد العقود بدل أن يتم الأمر تلقائيا. وعلى أرباب العمل توفير الطعام واللباس والمسكن والضمان الصحي للعمال المنزليين، بحسب الاتفاقية.
 
ومسألة اليد العاملة المهاجرة موضوع حساس في الفلبين يتم استخدامه في الداخل لأغراض سياسية. وطالما أشادت الحكومة بالعمال ووصفتهم بالأبطال لكن نشطاء يلفتون إلى الكلفة الاجتماعية للهجرة وتشتيت العائلات وجعل الفلبينيين عرضة لسوء المعاملة.