الحوثيون يوزعون سيارات وأموالا للمشايخ للدفع بأبناء القبائل وقودا لحربهم العبثية

لجأت مليشيا الحوثي إلى وسائل مختلفة في استجداء أبناء القبائل وخاصة فئتي الشباب والأطفال للانضمام في صفوفها والدفع بهم إلى جبهات القتال على وقع خسائرها والنزيف والنقص الحاد لمقاتليها في الآونة الأخيرة.

ويتقلص النطاق الجغرافي الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي يوما تلو آخر بعد انتفاضة 2 من ديسمبر الفائت التي دعا إليها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، وفقدان المليشيات للغطاء السياسي داخليا وخارجيا والحاضنة الشعبية، بالإضافة إلى التقدم الميداني المتسارع في جبهة الساحل الغربي الذي حققته قوات المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح والقوات التهامية وألوية العمالقة والتي تعرف كل هذه التشكيلات العسكرية ب"القوات المشتركة".

وقالت مصادر محلية لوكالة خبر، إن مليشيا الحوثي وزعت أموالا وسيارات لمشائخ قبليين ووجهاء وشخصيات اجتماعية من المؤثرين في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها لكي يقوموا بتجميع أكبر قدر ممكن من المواطنين والشباب والأطفال لتجنيدهم كمقاتلين والدفع بهم إلى جبهات القتال التي انهارت فيها مجاميع عناصرها كجبهات الساحل الغربي وصعدة والبيضاء وحجة.

وأضافت المصادر، أن المليشيا لجأت إلى إغراء المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية بالمال والسيارات نظرا لعزوف القبائل عن الانضمام في صفوفها للقتال ورفضها الزج بأبنائها في حروبها العبثية.

ولفتت المصادر أن مشرفي وقيادات المليشيا كثفوا عقد اللقاءات القبلية بشكل شبه يومي في مختلف المديريات بالمحافظات التي تسيطر عليها المليشيا والتي تهدف من خلالها الاستمرار في رفد الجبهات بالمجندين والعناصر الجدد الملتحقين في صفوفها تحت شعارات "الدفاع عن الأرض والعرض" و"تحرير الوطن من الغزاة والمرتزقة المعتدين".

وأشارت المصادر أن مشرفي المليشيا والمسؤولين المحليين المعينين من قبلها في هذه المديريات يحثون خلال كلماتهم خلال اللقاءات القبلية على الصمود والتحرك نحو الجبهات ورفدها بالمال والرجال لمواجهة ما وصفوه "العدوان السعودي الأمريكي".

ومنذ مطلع العام الجاري، دشنت مليشيا الحوثي دورات تعبوية طائفية مغلقة أطلقت عليها "ثقافية" لجميع موظفي الدولة بشقيهم العسكري / المدني في بدرومات ومساجد وأماكن سرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها تروج للفكر الحوثي الضال وتعمل فيها على تحريف الآيات والنصوص القرآنية وتأويلها لتحقيق أهداف مشروعها الظلامي.

وتستمر الدورة التي تنفذها المليشيات للأفراد لعدة أيام على أيدي مشرفين ثقافيين تابعين لها، ويتم خلالها إخضاع الأفراد لمحاضرات تحرض على العنف والعنصرية والعداء ضد أبناء الشعب اليمني ومن تصفهم المليشيا ب"المنافقين" و"المرتزقة" الذين لم ينضموا إليها ولايوالون قائدها، ويكثف مشرفو المليشيا الدروس وبث "سيديهات فيديو" على شاشات تلفاز لمشاهدة محاضرات يلقيها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي تحث على الجهاد تسعى جاهدة لغسيل ادمغة الأفراد المتلقين والدفع بهم بعد ذلك إلى القتال في صفوفها واستخدامهم لتنفيذ مشاريعها العدائية.

كما أصدرت حكومة المليشيات الحوثية مؤخراً توجيهات بفرض هذه الدورات على كل موظفي الدولة كل يوم أربعاء من كل أسبوع.

وكشفت وسائل إعلام محلية مؤخرًا عن قيام مليشيا الحوثي بتجنيد مرتزقة صوماليين وأفارقة للقتال إلى جانب عناصرها في المعارك التي تخوضها ضد القوات الحكومية.

وكانت مليشيا الحوثي طالبت عقال الحارات في العاصمة صنعاء مطلع أبريل الماضي برصد كافة العسكريين المتواجدين في منازلهم وإبلاغهم بالحضور إلى مكان حددته للاجتماع الذي دعت إليه واستقطابهم للقتال معها.

وحاول الحوثيون الاستنجاد بموظفين حكوميين لتجنيدهم بعد فشل جميع محاولاتهم عقب النقص الحاد في المخزون البشري لعناصرهم.

وكشفت وثيقة رسمية نشرت في أبريل الفائت عن عزم مليشيا الحوثي الإرهابية تجنيد موظفي ومنتسبي المؤسسة الاقتصادية اليمنية للانضمام في صفوفها والمشاركة في القتال بالجبهات.

واستخدمت مليشيا الحوثي وسائل الإعلام الرسمية والخاصة التابعة لها ومنابر المساجد لحث المواطنين والشباب للانضمام في صفوفها والتحرك لجبهات القتال.

كما نفذ الحوثيون العديد من الفعاليات والأنشطة الدعائية في المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، في إطار تحقيق مشروع المليشيا الذي يهدف لإقحام جميع أبناء الشعب اليمني في حروبها المدمرة التي تخدم ءسيادها في طهران.

وتعيش المليشيا الحوثية حالة من اليأس والتخبط والإفلاس الإعلامي والسياسي بعد تكبدها خسائر متتالية أفقدتها السيطرة وأصابتها بحالة انهزامية جعلتها غير قادرة على التصرف أو التحرك وجعلتها تستخدم كافة الوسائل المختلفة لتجنيد مقاتلين للتعويض عن قتلاها بمختلف الجبهات والتي أسفرت عن فرار مئات المقاتلين وانكسار معنويات آخرين منهم.