تقرير- قوات العمالقة والمقاومة الوطنية تكمل التجهيزات العسكرية لتحرير الحديدة

نجحت قوات المقاومة الوطنية وألوية حراس الجمهورية بمساندة المقاومة الجنوبية والتهامية ودعم من التحالف العربي، في تحقيق انتصارات ضخمة، مهدت للإعداد لعملية عسكرية واسعة لتحرير الحديدة وما تبقى من الساحل الغربي لليمن، من ميليشيات الحوثي الإيرانية، والاقتراب من إعلان "ساعة الصفر".

وكانت المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح وألوية العمالقة والمقاومة التهامية، قد أعلنت الانتهاء من الإعداد للعملية العسكرية، مشيرة إلى أنها بانتظار ساعة الصفر للتقدم باتجاه الحديدة، بعد أن تم قطع الإمداد عن الحوثيين هناك.

ويمثل ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهربة من إيران، بينما تمنع دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه والتي تهدف لتخفيف معاناة اليمنيين من جراء الانقلاب وسياساته.

وتمثل محافظة الحديدة، التي تقع على بعد 226 كيلومترا غربي العاصمة صنعاء، أهمية بالغة للمتمردين الحوثيين فهي حلقة الوصل البحري مع إيران من أجل تلقي إمدادات السلاح لهم عبر مينائها.

ويقول خبراء عسكريون ان استعادة الحديدة سيزيد من رقعة القوات الحكومية واستعادة أمن الملاحة وقطع شريان إمداد الميليشيات بأسلحة الموت الإيرانية التي تستخدمها ضد الشعب اليمني.

ومن شأن استعادة ميناء الحديدة، إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب وقطع الإمدادات الإيرانية لهم عن طريق البحر، وحصرهم في المناطق الداخلية والجبلية، بحسب الخبراء.

وقام الحوثيون بنشر عدد غير معروف من الألغام البحرية العائمة في ممر باب المندب المائي بين اليمن وشبه الجزيرة العربية.

وتشكل هذه الألغام تهديدا للسفن التي تمر عبر أحد الممرات البحرية الأكثر ازدحاما في العالم، والتي تمر منها ما يقرب من 5٪ من إمدادات النفط في العالم.

وقال كوماندر جيرمي فوغان، وهو ضابط في البحرية الأمريكية، وزميل الجهاز التنفيذي الاتحادي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن لدى الولايات المتحدة مصلحة كبيرة في صد المحاولات الإيرانية للسيطرة على السواحل اليمنية، ومضيق باب المندب تحديدا.

وقالت المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية ان تطهير الحديدة والقضاء على المليشيات واحدة من أهم العمليات العسكرية التي سيبنى عليها الكثير في سبيل تحقيق انتصار اليمن وشعبه.

وأثارت العملية العسكرية التي تخوضها قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، بدعم القوات الإماراتية في التحالف العربي في جبهة الساحل الغربي وما تخللها من تقدم سريع، هلع الحوثيين، الذين يسابقون الزمن للدفع بتعزيزات إلى مدينة الحديدة.

ونجحت القوات بفترة قياسية ووجيزة تحقيق نصر ساحق تمثل بتأمينها لمفرق البرح ومفرق الوازعية، وتأمين التباب المحيطة بمعسكر خالد وصولا الى تطهير كافة المواقع التي أمنتها من الالغام التي نشرتها المليشيا الحوثية في تلك المواقع.

وأكد مصدر عسكري ميداني لوكالة "خبر"، ان معركة تحرير محافظة الحديدة بدأت بانتصارات ساحقة سطرها ابطال المقاومة الوطنية والقوات المساندة لهم.

واوضح انهم غنموا مخازن اسلحة وفككو الغام المليشيات الحوثية انتصارا للوطن وللمواطن اليمني والتهامي الذي ذاق الامرين ابان سيطرة تلك المليشيات على مناطقهم.

واشار الى ان القوات تواصل تحركها بمعنويات مرتفعة وعزيمة قوية مصممة على تطهير كافة الساحل الغربي وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.

وكانت أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لوكالة "خبر" في وقت سابق، أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدا في العمليات العسكرية ضد المليشيا الحوثية عبر تعزيز الجبهات المشتعلة وفتح جبهات جديدة، في ظل إصرار غير مسبوق على تحرير ثلاث محافظات يمنية، هي: الحديدة وتعز والبيضاء.

واعتبر خبراء أن التطورات الميدانية ستغير المعادلة العسكرية على مستويات عدة، إذ أن السيطرة على البرح ومفرقها وهو جزء من المدينة، يعني عمليا تحرير مديرية مقبنة وجبالها الاستراتيجية وهو الأمر الذي يعني بالضرورة فك الحصار عن تعز وريفها من الغرب وربطها وجبهاتها بالساحل الغربي.

كما سيحرم تحرير البرح المليشيات من طريق الإمداد جنوب غربي تعز ويؤمن بذات الوقت طريق الساحل الغربي وطريق تعز-التربة– لحج، مايعني عسكريا الاقتراب من تحرير تعز وريفها.

ولحسم معركة البرح ومفرقها وطريقها الاستراتيجي، تبعات أخرى تبدو أكثر قسوة على المليشيات الموالية لإيران، إذ يصبح التقدم لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي أكثر سلاسة وأقل تكلفة بالنسبة للقوات المتقدمة على الأرض، ذلك أن المليشيات خسرت مواقع هامة كانت توفر لها أماكن لقصف المناطق المحررة على الساحل الغربي، وتهديد الطرق الرابطة بينها.

وهي ذاتها الطرق المؤدية إلى مدينة الحديدة، التي ستجعلها هذه الانتصارات على موعد أقرب بكثير مما كان متوقعا مع التحرير ورفع الانقلاب عن كاهلها، وبهذا تكون انتصارات الساعات الأخيرة، بحسب خبراء، قد طوت جزء كبيرا من معركتي الساحل الغربي وتحرير تعز.

وسيطر الحوثيون على محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر (غربي اليمن) في أكتوبر 2014، بعد شهر واحد من اجتياحهم للعاصمة اليمنية صنعاء.

ويعد الميناء الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.

وهو آخر الموانئ المتبقية بأيدي الحوثيين بعدما استعادت القوات الحكومية ميناءي المخا وميدي الاستراتيجيين.

وكونه المنفذ البحري الوحيد الذي يمكن من خلاله توصيل المساعدات الغذائية والطبية لليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، يجعل ذلك من سيطرة الحوثيين عليه عائقا كبيرا أمام وصول المساعدات إلى الشعب الذي يرزح في معاناة إنسانية تحت سلطة الكهنوت الحوثي.