تصفية الصماد.. وتغيير إمام بإمام

تزامن عملية تصفية عدو الشعب اليمني الصريع الصماد مع انطلاق أول الأعمال العسكرية للمقاومة الوطنية لتحرير الساحل الغربي، يمثل عملية تحول كبيرة في مسار نضال الشعب اليمني ضد عصابة الحوثي الكهنوتية، فقد جاء هذا الانتصار ليؤكد على حتمية هزيمة المخطط الإيراني في اليمن، وفشل محاولات نفخ
الروح في الكهنوتية الإمامية التي أصبحت عظاماً نخرة ولا يمكن أن تدب فيها الحياة مجدداً.

لا خلاف في كون التطورات التي شهدتها اليمن الأيام الماضية تاريخية ومهمة جداً، ولكنها كانت تتطلب تحركاً سياسياً وعسكرياً من قبل القوى التي تخوض معارك ضارية بهدف القضاء على عصابة الحوثي، بحيث تسعى للسيطرة على العاصمة صنعاء واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة وتسلمها للشعب الذي يعد مالكها الحقيقي الأول. لكن - للأسف - تحول الجميع إلى مجرد مشاهدين للأحداث وليس كقوى صانعة لمثل هذه التغيرات الوطنية العظيمة.

أقول إن استمرار عدم تحرك المكونات السياسية في اللحظة المناسبة للسيطرة على الأوضاع في العاصمة صنعاء من الأخطاء التاريخية، لأنه لايجب ترك الساحة مفتوحة لتفرض عصابة الحوثي، مجدداً، خياراتها وفي هدوء تام، وكأن هناك من يتوهمون أن بإمكان الحوثي أن يسلم لهم السلطة على طبق من ذهب أو بطريقة طواعية.

وإذا كانت مواقف المكونات السياسية والتحالف العربي إبان انتفاضة ديسمبر قد تسببت بتراجيديا في تاريخ اليمن، كان يمكن أن تمثل تلك الانتفاضة، لو أحسنوا استغلال اللحظة التاريخية حينها، أعظم انتصار لإرادة الشعب اليمني وشعوب المنطقة، لكن ترك هذا الفعل الثوري لتحدد مساراته الصدف وهمجية عصابة الحوثي. لذا جاءت النتائج دامية؛ بسبب تلك السلبية، والمفترض أن تتحرك القوى الوطنية والتحالف لإنجاح الانتفاضة طالما أنها تسعى لتحقيق الأهداف التي يناضل من أجلها الشعب اليمني وشعوب المنطقة.

والأمر نفسه أو الخطأ نجده يتكرر مع عملية تصفية عدو الشعب صالح الصماد، فنلاحظ وكأن الهدف من وراء العملية هو قتل الصماد بنفس التفكير الذي لا يختلف عن تلك المحاولات التي سبقت ثورة 26 سبتمبر 1962م، والتي كان يتم فيها التركيز على قتل الإمام وليس إسقاط نظام كهنوتي مستبد أصبح متغلغلاً في أغلب مفاصل الدولة.

لا نقلل من أهمية التخلص من عدو للشعب بحجم الصماد، لكننا نجد أنه من الضرورة التأكيد على أهمية ترابط الفعل الثوري الكبير بأفعال مواكبة للقوى الوطنية، تسهم في إسقاط السلطة الاستبدادية المغتصبة للسلطة وإلا سنظل نقتل طاغية لنأتي بطاغية ونستبدل كاهناً دجالاً بآخر أكثر دجلاً وكهانة.