طرق استغلال المنظمات الإرهابية والإخوان للأطفال والشباب

كشف مراقبون للشأن المحلي، الخميس 26 أبريل /نيسان 2018، عن طرق وأساليب تنتهجها المنظمات الإرهابية والإخوان لاستغلال الأطفال والشباب.

وقال المراقبون، في أحاديث متفرقة لوكالة "خبر"، إن الاخوان يستقطبون الأطفال والشباب من خلال المخيمات الدعوية وتوزيع هدايا ومبالغ مالية، كما يسمح المتطرفون لهم باستخدام أسلحتهم وحملها. وقد يجري تجنيدهم دون علم أهاليهم.

كما يتم تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال والشباب الأيتام والقاطنين في الشوارع، كذلك يتم تجنيد أعداد كبيرة منهم عن طريق المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

المعالجات

وعن المعالجات يرى المتابعون، أن ثقافة التطرف لا تعالج بمخرجات المؤتمرات والندوات أو بخطب دينية مجرّدة، فهي عملية متدحرجة متطوّرة، تتطلب عملاً ثقافياً ورياضياً واجتماعياً ودينياً وتربوياً وتعليمياً. لأنّ التطرف، ومن ثم الإرهاب، ليسا منفصلين عن الواقع والشروط الموضوعية، وليسا ظاهرة فكرية مجردة، فالتطرف له أبعاده النفسية والمجتمعية والسياسية والثقافية، ومن دون تنمية وتطوير ثقافة مستقلة حرّة نقدية فإنّ مقاومته صعبة، الجيل المتطرف هو جيل خائف من الواقع الحالي مهزوز في إيمانه بالدولة وبالمجتمع وبنفسه، مسلوب في مفاهيمه وثقافته الدينية، أي أنّ التطرف ظاهرة اجتماعية في الأصل بثوب ديني، فمعالجة الخطاب الديني تتم بالتوازي والتكامل مع الظرف الاجتماعي، النفسي، السياسي".

أهداف خفية

واستغلت العديد من المنظمات الإرهابية والمتطرفة الأزمات الاقتصادية والظروف المعيشية السيئة في وطننا خصوصا ساكني الأحياء السكنية الفقيرة والعشوائيات في بعضها، وتحديدا فئة الشباب المغرر بهم فكرياً وذلك من خلال استغلال ظروفهم المعيشية السيئة والانطلاق لضرب النسق الأمني من أجل تحقيق عدة أهداف خفية لديهم وهي مكاسبهم، بالاستيلاء على النفط وثروات الوطن والسطو على أموال البنوك في وطننا بدعوى الجهاد وتحريره من الظلم والاضطهاد وغيره".

وأضافت المصادر "كثرت الجماعات المقاتلة الإجرامية وبمختلف المسميات ممن هو قائم وممن هم في عداد الخلايا النائمة بانتظار المزيد من الوقود البشري الشبابي الذي لا يعمل أو أصحاب الدخل الضعيف، مستغلين تلك الظروف المعيشية وضغوط الحياة للانطلاق نحو دعم تلك المنظمات الإجرامية بالموارد البشرية المقاتلة".

وبينت، أن المتعصبين دينياً، أينما كانوا، يؤمنون قطعياً أن فئتهم هي الفئة الناجية من دون البشر، ما يؤدي بالضرورة إلى إلغاء الحوار والاختلاف والاجتهاد، بل تعطيل فعالية العقل، لأن الأمر في منطق المتعصبين منتهٍ، وله أجوبته الحاسمة والجاهزة.

الآباء والأبناء

وشددت أنه "يجب ان يحرص الآباء والأمهات على زرع الأخلاق الحميدة في الطفل منذ سنواته الأولى، وعلى تربيته تربية صحيحة لا تكون بالأوامر والقوانين، بل يكتسبها الطفل ممن حوله، ويراها متجسدة في تصرفات والديه، حتى ينشأ طفلاً صالحاً في المجتمع".

ونوهت أن "الصداقة بين الوالدين والأطفال هي الوسيلة للأمان والتقرب من الطفل، فعندما تنشأ هذه الصداقة ويطمئن الطفل نراه يلجأ لوالديه أو أحدهما للمشورة، مما يساعد الوالدين على التعرف على كل ما يفعله الابن، والاتجاه الذي يسير فيه، والتوقيت المناسب للتدخل بالطريقة المناسبة التي تحافظ على هذه الصداقة، كما أنها تحصن الأبناء من اللجوء إلى الآخرين لطلب النصيحة منهم".

التطرف والإرهاب

وزادت "مواجهة الإرهاب تأخذ أبعاداً قانونية وأمنية بدرجة رئيسة، وهي تتعامل مع المخرجات لا المدخلات، والعلاج لا الوقاية بالمعنى الثقافي العام، وليس منع قيام هذه العمليات فقط. لذلك الطريق واضحة تماماً في مواجهة الإرهاب، وإن كنا سنعود إليها لاحقاً، لكن بالنسبة للتطرف، فالطريق أكثر تشعّباً وتعقيداً وتحتاج إلى منظور متكامل وليس جزئي".

وتساءلت المصادر: لماذا التمييز بين التطرف والإرهاب مهم؟ لأنّه يمنحنا مساحة حيوية للعمل على المقاربة الوقائية، قبل العلاجية، ومواجهة المدخلات قبل المخرجات، ويضعنا أمام شروط الظاهرة وجذورها لا فقط نتائجها ومظاهرها، ويخرجنا من دائرة الترقب والانتظار لكل متطرف حتى يصبح إرهابيا، فهو يمكّننا من عملية “قطع الطريق” إن أمكن، هذا أولاً.

أمّا ثانياً، وهو الأهم، فهنالك درجات وسلّم يصعد إليه المتطرف وصولاً إلى الإرهاب، وتحجيم التطرف يضعنا أمام الدرجة التي وصل إليها الشخص، ولكل درجة من تلك الدرجات أسلوب علاجي خاص به.

أما الخلط بينها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مثلاً أن يكون هنالك فرد مبتديء ومتأثر حديثاً بالفكر الداعشي ويحاكم بتهمة الترويج لهذه الأفكار، وفي السجن سيوضع في (مهجع) الداعشيين، فكأنّنا نقوم بتقديم خدمة توصيله إليهم لتدعيشه بالكامل.