المخدرات والحشيش.. تجارة أكثر ازدهارا في مناطق سيطرة الحوثيين

ازدهرت تجارة وتهريب مادتي "المخدرات" و"الحشيش" في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وتنامى أعداد متعاطيها مما يشكل خطرا على المجتمع اليمني.

الإدمان على مادتي "المخدرات" و"الحشيش" والأقراص المخدرة ظواهر اجتماعية غريبة كانت موجودة في السر لتظهر، مؤخراً، إلى العلن، تفشت وبشكل كبير منذ أحداث عام 2011، حتى انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر وسيطرتها على العاصمة صنعاء.

كان تجار ومهربو مادتي "المخدرات" و"الحشيش" المحليون والدوليون يتخذون من اليمن ومدنها الرئيسة ترانزيت لتهريب هذه المواد الممنوعة عبر المناطق الحدودية الى دول الجوار ومنها السعودية قبل الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي في 26 مارس 2015، ولكن خلال الثلاث السنوات الماضية نمت تجارة المخدرات في الداخل وتزايد عدد المتعاطين لها وباتت بعض المدن الرئيسة أسواقا مفتوحة للعرض والطلب.

وساعدت الفوضى والاختلالات الأمنية والوضع الاقتصادي المتدهور بعد سيطرة ميليشيا الحوثي على مفاصل الدولة، دعم تجار "المخدارت" و"الحشيش" لتزايد نشاطهم وتوسيع تجارتهم التي أصبحت في أوج ازدهارها وخاصة لارتباط قيادات ومشرفي المليشيا بهذه التجارة وتسهيلهم للاتجار بها باعتبارها مصدر دخل مادي طائل لهم وأحد مصادر التمويل الرئيسة لحروبها العبثية.

وأحبطت الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب، الموالية للشرعية، من وقت الى آخر، محاولات تهريب كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات، كانت في طريقها للعاصمة صنعاء وتولّت عمليّة إتلافها أمام وسائل الإعلام.

وتحدث ضابط أمني، فضل عدم الافصاح عن اسمه في تصريح لوكالة خبر، أن تعاطي مادتي "المخدرات" و "الحشيش" تنامى في الآونة الأخيرة وبشكل كبير في أوساط الشباب في عدة أحياء شعبية ذات كثافة سكنية بالعاصمة صنعاء.

وأضاف، أن عدة منازل وشقق خاصة في أحياء مثل "سعوان، السنينة، مذبح، حدة، والصافية" تًمارس فيها تجارة المخدرات والحشيش لكثافة سكانها وتمت مداهمتها حيث توفر الفرصة السانحة لإيجاد العيّنات التي تستطيع أن تزاول بها أعمالها.

ولفت، أنه من خلال التحقيقات مع أحد بائعي الحشيش كشف له تزايد طلبات الزبائن من المتعاطين لهذه المادة وانه يقوم ببيعها بشكل علني للمراهقين من الشباب وأن أغلب زبائنه بنحو 80 بالمائة من الفتيات.

وأشار، أنه تم ضبط فتيات بتهم مخلة بالشرف وترويج وممارسة الدعارة كان لهن دور في انتشار وتوسع هذه التجارة داخل العاصمة، حيث قمن بتعاطي وبيع مادة الحشيش مع الزبائن الذين يذهبن لإمتاعهم في الفنادق والشقق الخاصة.

وأرجع أكاديمي اجتماعي في تصريح لوكالة خبر، تزايد المتعاطين لمادة الحشيش والمواد المخدرة لارتفاع مستويات البطالة والشعور المتزايد بالعدمية بين الشباب والفتيات وغلاء المهور واليأس من الوضع الاقتصادي المتدهور وضآلة الأمل للمستقبل المجهول لهم.. كل ذلك دافع وراء زيادة الطلب على هذه المواد الممنوعة.

وأكد، أن السبب الرئيسي للإدمان هو التمزّق الاجتماعي الناتج عن الحرب، والظروف النفسية الصعبة والفقر والعوز التي يعيشها اليمنيون اليوم زادت من حالات الاكتئاب لديهم، ولذا يندفع الكثير من مرضى الاكتئاب إلى تعاطي المخدرات والحشيش.

ولفت أن المتعاطين لمادتي الحشيش والمخدرات يظنون انه هذه المواد هي السبيل الانجع لاهدار الوقت والهروب من الواقع وليس لديهم أمل أو وظائف أو أحلام.

ودعا الخبير الاجتماعي الآباء والامهات للانتباه لابنائهم ومعرفة رفاقهم عن قرب وإبعادهم عن رفاق السوء والعمل على إيجاد ما ينشغلون به بدلا من ضياعهم بادمان هذه المواد المخدرة التي تؤثر على صحة وعقل الإنسان مع الوقت.

الصيدليات واحدة من الأماكن التي تباع فيها الأقراص المهدئة "المخدّرة"، حيث أكد طبيب لوكالة خبر، ان عددا من المدمنين للاقراص المخدرة يتردّدون على الصيدليات، لافتا ان العاملين في هذه الصيدليات يسهلون بيع هذه الأقراص ويقومون ببيعها لهم وذلك بهدف الربح دون روشتة من الطبيب أو أدنى مسؤولية وضمير انساني، في ظل غياب الرقابة من قبل وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.