جماعة الحوثي والرهان على تآكلها من الداخل.. النهاية الوشيكة

استحدثت جماعة الحوثي المسلحة نقاط تفتيش بجوار العديد من المنشآت المهمة في العاصمة ‏صنعاء وعلى مداخل الشوارع الرئيسية إلى جانب مداخل العاصمة التي تربطها بالعديد من ‏المحافظات المجاورة.‏

وقالت مصادر أمنية ومحلية لوكالة "خبر" و"نيوز يمن"، إن الجماعة قامت بهذا الإجراء ونشرت المئات من مسلحيها عقب إعلانها ‏مصرع القيادي فيها صالح الصماد في ظروف لا تزال غامضة وسط شكوك بتورطها في ‏الحادثة.‏ ونشرت المليشيا نقاطها العسكرية في الحي السياسي وحدة ومنطقتي الحصبة وشعوب وشارع الدائري والستين الجنوبي.

‏وفي الشأن أكد مراقبون أن تلك الخطوات التي لجأت إليها المليشيا المدعومة من إيران، مؤشر ‏على عدم تماسكها واستقرارها وإدراكها أنها لم تعد مقبولة لدى الشعب وعدم احتماله بقائها، ‏الأمر الذي يدفعها إلى خلق حالة من الرعب لدى سكان العاصمة وتقييد تحركاتهم.‏

يعلق الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، رشاد عبدالله سيف، على الصعيد بالقول، إن ‏الجماعة المتمردة باتت تدرك الخطر المحدق بها بعد تحرك الجيش الوطني لاستعادة الدولة ‏وخاصة القوات التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح، الأمر الذي قادها إلى تعزيز ‏الحضور الأمني وإشعار المواطن بأنها ما تزال قادرة على فرض تواجدها.‏

وشكل مصرع صالح الصماد رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" السلطة العليا في التمرد الحوثي في اليمن، ضربة قاسية للمتمردين، ليس فقط لكونه الرجل الثاني في جماعة الحوثيين، ولكن لكونه اضطر إلى التواجد في جبهة الحديدة بهدف رفع معنويات الميليشيات المتمردة بمواجهة التقدم السريع لقوات "حراس الجمهورية" التي يقودها العميد طارق صالح، بحسب تقارير دولية ومحللين وخبراء.

وأكد مراقبون لـ"نيوز يمن"، أن الخلافات بين قيادات المليشيا بدأت تظهر على السطح، وأن حادثة مقتل ‏الصماد أحد تجلياتها ومظاهرها، مضيفين أن القيادي المتصرف في الجماعة محمد علي الحوثي ‏يحاول فرض سيطرته على العاصمة، مستفيدا من عناصر ما تسمى بـ"اللجان الشعبية" التي يشرف ‏عليها.‏

وحتى يحين الوقت الذي يتمزق فيه ثوب الجماعة المزيف، ينتظر اليمنيون بترقب وخاصة في ‏مناطق سيطرة المتمردين، اللحظة التي تعلن المليشيا موتها وأفول شمسها من حياتهم بعد أن ‏ضاقوا بها ذرعا.‏