تقدم متسارع لقوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي أثار هلع الحوثيين

يسلط التراجع الميداني الكبير للحوثيين على مختلف الجبهات، بالتزامن مع إطلاق العملية العسكرية التي بدأتها قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، واستئناف الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها مارتن غريفيث لتحركاتها على محور الحل السياسي في اليمن، ضغطا مضاعفا على الميليشيا الخاضعة لإيران والمجبرة على الاستجابة لمتطلباتها وتنفيذ مخططها الذي يقوم بشكل أساسي على استدامة الصراع والتوتر والإبقاء على اليمن بؤرة ملتهبة على حدود السعودية وعلى الممرات البحرية الدولية.

ويتزامن التصعيد الحوثي باستهداف ناقلات النفط التجارية وإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه السعودية وتهديد الملاحة الدولية، مع مؤشرات على اعتزام التحالف والحكومة اليمنية انتزاع ميناء الحديدة من قبضة المليشيات الحوثية.

وأثارت العملية العسكرية التي بدأتها قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، بدعم القوات الإماراتية في التحالف العربي في جبهة الساحل الغربي وما تخللها من تقدم سريع، هلع الحوثيين، الذين يسابقون الزمن للدفع بتعزيزات إلى مدينة الحديدة.

وأكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى، أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدا في العمليات العسكرية ضد المليشيا الحوثية عبر تعزيز الجبهات المشتعلة وفتح جبهات جديدة، في ظل إصرار غير مسبوق على تحرير ثلاث محافظات يمنية، هي: الحديدة وتعز والبيضاء.

وكشفت مصادر صحفية أمريكية في البنتاغون لوكالة "خبر" أن إيران تخشى أن يكون حسم الملف اليمني، حربا أو سلما، بوابة البدء بالتنفيذ الفعلي لاستراتيجيتها الخبيثة، ما يفسر لجوءها إلى دفع ميليشيا الحوثي إلى التصعيد وخلط الأوراق وتهديد الملاحة البحرية الدولية.

ويلحظ أن المجتمع الدولي يسعى جاهدا لإغلاق الملف اليمني، لكنهم يرون أن وقف الدعم الإيراني للحوثيين بات مدخلا لأي تسوية تنهي الحرب في اليمن.

وكثفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، من تحركاتها، على مستويات عليا في الأيام القليلة الأخيرة سعيا لقطع الأذرع الإيرانية عن الحوثيين في اليمن.

وتقول مصادر دبلوماسية غربية لوكالة "خبر"، إن واشنطن باتت متخوفة بشكل غير مسبوق من التهديدات الحوثية بدعم إيران في الممرات الملاحية الدولية وباب المندب.

والثابت بل والمؤكد، أن الصراع في اليمن، تجاوز صيغته المحلية، إلى صيغ إقليمية ودولية، بحيث دخلت فيه حسابات الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية لأكثر من دولة فاعلة حول العالم بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وعند هذه النقطة تحديدا، لم تخف الولايات المتحدة وبريطانيا قلقها العميق من استغلال إيران لليمن لتنفيذ أجندتها الخبيثة، وتحول المشروع الإيراني الذي يمثله الحوثيون، إلى نسخة أخرى من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، على غرار ما حدث في أفغانستان.

وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء 17 أبريل 2018، إن إيران تستغل الوضع بدعمها المتمردين الحوثيين وتستخدم اليمن "ساحة اختبار" لأنشطتها الخبيثة.

وقال روبرت كاريم، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، في شهادته أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، إن "اليمن أصبح ساحة لاختبار الأنشطة الإيرانية الخبيثة، مضيفًا أن الحل السياسي للصراع سيقلل من الفوضى التي استغلتها إيران لتنفيذ أجندتها الخبيثة".

وأكد أن الصراع الذى بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات يهدد الأمن الإقليمي ومصالح الأمن القومي الأمريكي بما في ذلك ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هيلي، الثلاثاء، إن الفوضى في اليمن يشكل ملاذا آمنا للتطرف.

من جانبها قالت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن، إن الصواريخ الحوثية على السعودية تعطي الصراع بعدا عسكريا آخر، مشددة أن إيران لم تلتزم بمنع توريد السلاح إلى اليمن.

وقام الحوثيون بنشر عدد غير معروف من الألغام البحرية العائمة في ممر باب المندب المائي بين اليمن وشبه الجزيرة العربية.

وتشكل هذه الألغام تهديدا للسفن التي تمر عبر أحد الممرات البحرية الأكثر ازدحاما في العالم، والتي تمر منها ما يقرب من 5٪ من إمدادات النفط في العالم.

وقال كوماندر جيرمي فوغان، وهو ضابط في البحرية الأمريكية، وزميل الجهاز التنفيذي الاتحادي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن لدى الولايات المتحدة مصلحة كبيرة في صد المحاولات الإيرانية للسيطرة على السواحل اليمنية، ومضيق باب المندب تحديدا.

وتقول صحيفة "ذا ديفينس ون" الأمريكية المختصة بالتحليلات العسكرية، في أحدث تقرير لها، إن التحالف تردد في الهجوم على الحديدة لعدة أشهر بسبب المخاوف الإنسانية، لكن مع تزايد الهجمات الحوثية، أضحت السعودية والإمارات عازمتين الآن أكثر من أي وقت مضى على انتزاع الميناء الاستراتيجي من قبضة الحوثيين.

وأشارت "ذا ديفينس ون" الأمريكية، أن السيطرة على الحديدة يمكن أن تخفف من المخاطر على حركة الملاحة البحرية في المنطقة.

ومع تراجع القدرة على السيطرة على الأرض، يصبح التصعيد عن طريق القصف عن بعد باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المهربة من إيران خيارا مثاليا للحوثيين.

وأعلنت وكالة أنباء الإمارات، الأربعاء، أن الوحدة الخاصة بالدفاع ضد الطائرات المسيرة للقوات المسلحة الإماراتية في اليمن، تمكنت من اكتشاف والسيطرة على طائرة مسيرة من نوع "قاصف 1 الإيرانية" محملة بالمتفجرات، الثلاثاء.

وكانت الطائرة الإيرانية تحاول التسلل إلى مواقع قريبة من القوات الحكومية، المدعومة من قبل قوات التحالف في الساحل الغربي من اليمن.

وبعد العملية العسكرية التي بدأتها قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، دفعت ميليشيات الحوثي بالقيادي المليشياوي البارز صالح الصماد إلى محافظة الحديدة للحشد، خشية سقوط مدينة الحديدة وميناء الحديدة الاستراتيجي.

وفي محاولة يائسة، دعا الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع للمليشيات الحوثية، أبناء الحديدة للوقوف إلى جانب مليشياتهم ومساندتها في مواجهة التقدم المتسارع لقوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.