تسريبات روسية "ملغومة" عن مسعى لحكم ذاتي جنوب سوريا

تثير التسريبات الروسية عن نوايا للفصائل المسلحة في جنوب سوريا، بتوسيع نطاق سيطرتها تمهيدا لإعلان حكم ذاتي بدعم ورعاية أميركية، شكوكا كثيرة، لجهة إمكانية أن تكون تلك ذريعة لعمل عسكري للنظام في تلك المنطقة، خاصة مع اقتراب فرض سيطرته الكاملة على محيط دمشق بعد سيطرته على الغوطة الشرقية، والضغط على المسلحين في جنوب العاصمة، فضلا عن تسارع وتيرة اتفاقات التسوية في بعض المناطق الأخرى المحاصرة على غرار مدينة الضمير (شمال شرق).
 
وكانت وكالة “نوفستي الروسية قد نقلت عمن وصفته بمصدر مسؤول أن مقاتلي جبهة النصرة والجيش السوري الحر يستعدون لتوسيع مناطق سيطرتهم، لإنشاء حكم ذاتي”.
 
ووفق الوكالة فإن المسلحين يخططون لشن هجوم منسق على القوات الحكومية في المحافظات الجنوبية بحجة الانتهاكات المزعومة لنظام وقف تصعيد العنف، واستخدام الكيمياوي.
 
ومعلوم أن منطقة الجنوب تخضع لاتفاق لخفض التصعيد تم التوصل إليه في العام 2017 بين الولايات المتحدة وروسيا، بعيدا عن مسار أستانة، بيد أن موسكو كما دمشق أبدتا نية في القيام بعمل عسكري في المنطقة، بداعي مكافحة تنظيمي النصرة وداعش اللذين لا يملكان حضورا وازنا في تلك المنطقة.
 
وذكرت “نوفستي” أنه “في الأسابيع الأخيرة جرى تصعيد جدي للتوتر في جنوب سوريا. وخلافا للتصريحات الأميركية يقوم بذلك في وادي نهر اليرموك لا الجيش السوري الحر فحسب، بل وجبهة النصرة والجماعات المسلحة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. ويقوم المسلحون بالأعمال النشيطة بهدف توسيع الأراضي الخاضعة لهم”.
 
وحسب ما نقلت الوكالة الروسية عن المصدر، فإن الجانب الروسي أبلغ ممثلي الولايات المتحدة والأردن العاملين في إطار مركز المتابعة بعمان بوقائع هجوم المقاتلين على وحدات القوات السورية في هذه المناطق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الإجراءات الهادفة لاستقرار الوضع والقضاء على الإرهابيين لا تتخذ.
 
وزعم المصدر أن المسلحين يخططون للسيطرة على مدينتي درعا والبعث والمناطق المجاورة لهما، وقال “الهدف النهائي للعملية المخططة هو إنشاء حكم ذاتي مستقل عن دمشق، تحت رعاية الولايات المتحدة، وعاصمته في درعا، وذلك على شاكلة المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا”.
 
وذكر المصدر أن القافلات التي تقل ما يسمى بـ”المساعدات الإنسانية” تصل إلى هذه المنطقة عبر الحدود الأردنية بانتظام، مشددا في الوقت ذاته على أنه لا أحد يعرف ما هي هذه المساعدات، إذ أن نقلها إلى المنطقة يتم تحت رقابة الولايات المتحدة لا غير.
 
ويرى معارضون أن ما ذكرته وكالة نوفستي لا صحة له وأنه ربما يشكل تمهيدا لعمل عسكري في تلك المنطقة، خاصة بعد ما تحقق في محيط العاصمة دمشق.
 
وسبق وأن قال المحلل الفرنسي جوليان تيرون إن “تأمين العاصمة سيكون بمثابة رصيد جديد يبنى عليه للاستفادة من بناء القدرات على جبهات أخرى” بينها درعا.
 
وتسيطر فصائل معارضة على نحو 70 في المئة من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
 
ويرى مراقبون أن أي عمل عسكري في الجنوب من قبل النظام وداعميه ينطوي على الكثير من المخاطر لجهة الوجود الأميركي هناك، فضلا عن أن المنطقة قريبة من إسرائيل التي بدت واضحة من أنها لن تسمح بأي تمركز لإيران أو ميليشياتها بالقرب منها.