الأسلحة المستخدمة والمواقع المستهدفة في الضربة الموجهة لسوريا

أطلقت سفن وطائرات حربية أمريكية وبريطانية وفرنسية صواريخ على منشآت سورية، قائلة إن لها علاقة بانتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية، التي يُتّهم النظام السوري باستخدامها في هجوم بدوما. فما الأسلحة التي استخدامها في الضربة؟
 
شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت (14 نيسان/ أبريل 2018) ضربات عسكرية على أهداف للنظام السوري رداً على هجوم كيماوي محتمل، اتِّهِمت دمشق بتنفيذه في دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع، وقتل فيه أكثر من أربعين شخصا وأصيب 500 آخرون.
 
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب توجه به إلى الأمة من البيت الابيض "تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا"، مضيفاً "أمرت القوات الأمريكية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيماوية".
 
وبعد أكثر من ساعة على خطاب ترامب، أعلن رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جو (جوزيف) دانفورد انتهاء الضربات، وقال من مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وهو بجانب وزير الدفاع جيمس ماتيس، إنه ليس هناك في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية أخرى.
 
وتابع دانفورد إن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا. وقال ماتيس من جهته إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وجهت "رسالة واضحة" إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
 
أماكن استهدفتها الضربة الثلاثية
 
وذكر دانفورد أن القوات الأمركية والفرنسية والبريطانية قصفت ثلاثة أهداف محددة: مركزا للأبحاث الخاصة بالأسلحة الكيماوية في دمشق، ومخزنا وموقع قيادة لهذا النوع من الأسلحة يقعان في حمص بوسط سوريا. وأوضح واتفورد أن مركز الأبحاث الكيماوية في دمشق يعتقد أنه تمت فيه أبحاث لتجارب وانتاج أسلحة بيولوجية وكيماوية.
 
أما الهدف الثاني فكان منشأة لتخزين أسلحة كيماوية بالقرب من مدينة حمص. تقول الولايات المتحدة توجد فيه أجهزة لإنتاج غاز السارين. ويبدو أن هذا الموقع كان في السابق قاعدة للصواريخ تابعة للجيش السوري، حسبما كتبت مجلة فوكوس الألمانية.
 
كما جرى استهداف موقع ثالث قريب من حمص أيضا يضم منشأة لتخزين أسلحة كيماوية ومركزا للقيادة، بحسب دانفورد.
وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي صباح السبت أن الضربات على سوريا، "رسالة واضحة" ضد استخدام الأسلحة الكيماوية. وصرّحت ماي في مؤتمر صحافي أن "هذا العمل الجماعي يوجّه رسالة واضحة: المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي ولن يسمح باستخدام الأسلحة الكيميائية". وأضافت أن هذه الضربات هي "في الوقت نفسه عادلة وقانونية".
ورداً على سؤال عما إذا كانت ستأمر بتوجيه مزيد من الضربات لسوريا قالت ماي: يجب ألا يساور النظام السوري أي شك إزاء "عزمنا"
 
الأسلحة المستخدمة في الهجوم
 
وقال وزير الدفاع الأمريكي ماتيس ورئيس رئيس أركان الجيوش الأمريكية دانفورد إن أكثر من 100 صاروخ أطلقت من سفن وطائرات استهدفت تلك منشآت الأسلحة الكيماوية الرئيسية الثلاث في سوريا. ونقلت مجلة فوكوس عن تقارير غير رسمية أن الهجوم استمر لنحو 70 دقيقة.
 
وأعلن رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، أن الدول الغربية استخدمت في ضرب سوريا 103 صواريخ كروز بما في ذلك "توماهوك، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء. وقال رودسكوي "وفقاً للمعلومات، تم استخدام 103 صواريخ بما في ذلك صواريخ توماهوك، وكذلك قنابل مسيرة من نوع "جي بي يو38-، وطائرات من نوع بي1-بي، وأف16، وأف15، وصواريخ جو-أرض، وطائرات "تورنادو" التابعة لسلاح الجو البريطاني وثمانية صواريخ "سكالب إي جي".
 
واستخدمت القوات الأمريكية في هجومها وفقا لقناة "سي ان ان " الإخبارية سفينة حربية على الأقل وقاذفة قنابل من طراز بـي 1. وبالنسبة للبريطانيين فقد استخدموا أربعة طائرات "تورنادو" مقاتلة، تابعة لسلاح الجو الملكي أطلقت صواريخ على منشأة عسكرية تبعد نحو 24 كيلومترا غربي حمص، يفترض أنه كان مستخدما في السابق كقاعدة صواريخ للجيش السوري، حسب فوكوس.
 
أما الجيش الفرنسي فاستخدم طائرات رافال وأطلق صواريخ من بارجات تابعة للبحرية الفرنسية. وأوضحت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورينس بارلي أن الهجمات الفرنسية استهدفت مركز الأبحاث في دمشق واثنتين من منشآت الإنتاج".
 
وبثت الرئاسة الفرنسية اليوم السبت شريطا مصورا على تويتر عرض ما وصفه بطائرات حربية من طراز رافال تقلع للمشاركة في العملية. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه الطائرات أقلعت من حاملة للطائرات أو من قاعدة عسكرية على الأرض. ولم يحدد قصر الاليزيه المكان الذي أقلعت منه الطائرات ولم يذكر تفاصيل أخرى.
بينما استخدمت الدفاعات الجوية السورية لصد الهجمات الصاروخية منظومات أس125- وأس200 وبوك وكفادرات وأوسا، حسب سيرغي رودسكوي، الذي أضاف "تم اعتراض 71 صاروخا من طراز كروز".