حصار وقصف وألغام.. آلة صناعة الموت الحوثية توزع المآسي إلى كل بيت في تعز

غابت الابتسامة عن وجوه الكثير من أطفال مدينة تعز بعد إصابة المئات منهم بإعاقات جسدية مختلفة؛ جراء الحرب وقصف مليشيا الحوثي الإرهابية المنازل والأحياء الآهلة بالسكان.

ويعيش أهالي مدينة تعز أوضاعا مأساوية للغاية جراء الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي على المدنيين والذي تسبب بحرمانهم من أبسط متطلبات الحياة، وزاد من معاناتهم في الحصول على الغذاء والماء والدواء.

في تعز.. إن لم تمت بقذيفة عشوائية حوثية داخل منزلك فلن تنجو من لغم زرعته مليشيا الموت الحوثية وإن ظننت أن الحظ حليفك بالحياة فربما يصطادك قناص حوثي برصاصة تحدد مسار حياتك إما الإعاقة الدائمة أو الموت.. أثناء مرورك من أحد شوارع وأزقة المدينة.

لايكاد يمر يوم في مدينة تعز إلا وينضم فيه طفل أو شاب أو امرأة إلى قائمة المعاقين ليعيش ما تبقى من حياته في مأساة دائمة، نتيجة القصف العشوائي والقنص والألغام التي تعد مشكلة حقيقة ومستمرة لما بعد الحرب، حيث توزع المليشيات الموت على السكان بالتساوي لكل بيت في هذه المدينة المنكوبة.

ليس هذا فحسب، بل إن الحصار الحوثي المستمر منذ ثلاث سنوات المفروض على تعز وأهلها فاقم المعاناة جراء تدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الرواتب وخلف آثارا كارثية على المجتمع بالتزامن مع شحة وعدم وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية.

وفي السياق، تحتفل مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء وبمشاركة أممية باليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام رغم زرعها لأكثر من خمسمائة ألف لغم منذ ثلاث سنوات في مختلف مناطق ومحافظات اليمن مخلفة آلاف الضحايا والمعاقين من المدنيين.

ووفقًا لإحصائية الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين نشرها مؤخرًا، فإن الحرب منذ عام ٢٠١٥ خلفت نحو اثنين وتسعين ألف معاق حرب، وتوزعت هذه الإحصائية بين إعاقات متنوعة، من بتر أقدم وبتر الأطراف وشلل كلي ونصفي، وفقدان العيون وبتر الأصابع.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت في وقت سابق، إن هناك نحو ثلاثة ملايين معاق من بين 21.2 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات.

وأوضحت أن المعاقين في اليمن يواجهون تحدّيات متزايدة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، مؤكدة أن العديد من المعاقين لا يستطيعون الحصول على أدوية ضرورية، ويعانون من العزلة في منازلهم.