العدوان الحوثي يطال الحضارة والتاريخ.. صنعاء القديمة أنموذجاً

سطت مليشيا الحوثي على السوق الإعلاني واللوحات الإعلانية في شوارع وطرق العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، كما تسببت ملصقاتها والصور التي تعلقها في تشويه مدينة صنعاء التاريخية أقدم وأعرق المدن الأثرية في العالم.

شوارع العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي تحولت إلى معارض صور لقتلاها ومكان لترويج أفكارها وشعاراتها خاصة في أعمدة الإنارة وجدران وأبواب وسور صنعاء القديمة التاريخية وسائلتها، المسجلة لدى منظمة اليونسكو كواحدة من اقدم مدن التراث العالمي.

وعبر مواطنون وخبراء اثار يمنيون في اتصالات مع محرر وكالة "خبر"، عن استيائهم لإقدام مليشيا الحوثي على تشويه جمال المباني وجدران وابواب وسور صنعاء القديمة بشعارتها وصور قتلاها مما ينذر بكارثة طمسها واخراجها من قائمة الثراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

ولفتوا، أن هذا التصرف ينم عن حقد دفين تجاه كل ما هو جميل في اليمن وخدمة للمشاريع والاجندة الخارجية والمشبوهة والتي تنفذها مليشيا الحوثي الايرانية على قدم وساق منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء.

ونشرت مليشيا الحوثي شعار الموت "الصرخة" عبر مادة الطلاء وعلقت صور قتلاها من المميزين والمحسوبين سلاليا ومذهبيا على فئة معينة في اللوحات الاعلانية والدعائية التابعة للدولة والخاصة بالشركات التجارية في شوارع العاصمة صنعاء وقامت بتوظيف تلك الشعارات سياسياً بهدف الترويج لأفكارها ومشروعاتها، ما تسبب في خسائر فادحة للتجار ورجال الاعمال وتوقف شبه تام للشركات الإعلانية وتسريح المئات من موظفيها.

واكد خبير اعلان يمني لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي سطت على كل مساحات الاعلان التابعة للدولة والخاصة بشركات تجارية في الطرقات بشوارع العاصمة والمحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من عامين ونصف ما أدى إلى انهيار القطاع الاعلاني المحلي وإغلاق الكثير من الشركات والوكالات الإعلانية الخاصة وتسريح المئات من موظفيها.

وأضاف، أن الخسائر المباشرة للقطاع تبلغ ما يقارب 40 مليون دولار خلال العام الفائت، بالإضافة إلى فقدان الدولة رسوما رسمية سنوية تقدر بـعشرات الملايين من الدولارات كانت ترفد خزينة الدولة مقابل تأجير هذه المساحات الإعلانية في العاصمة صنعاء والمحافظات.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
لا يتوفر نص بديل تلقائي.

وتكشف صور قتلى مليشيا الحوثي الارهابية المعلقة على يافطات اللوحات الاعلانية الكبيرة والصغيرة على اعمدة الانارة حجم الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها في جبهات القتال جراء الغارات والمعارك التي خاضتها ضد القوات الحكومية منذ بدء الحرب في اليمن.

ولقي عرض صور قتلى مليشيا الحوثي في كل جدران مدينة صنعاء التاريخية وسورها وابوابها العتيدة استياء شعبيا واسعا نظرا للتشويه الذي طالها مما سيقلل من قيمتها والارث العالمي التي حازته وتمتاز به، فيما تعتبر المليشيا نشر الصور جزءا من أدبياتها ومعتقداتها في محاولة لايهام الرأي العام والمواطنين وشرائح المجتمع بدعوى اهتمامها وتخليد أسماء قتلاها تكريما لتضحياتهم، في محاولة لبعث رسالة لأهالي وذوي القتلى أن أبناءهم يحظون بالتقدير والاجلال لتخفيف صدمة فقدانهم وزجها بهم في معارك عبثية ادت الى هلاكهم في سبيل تحقيق اهداف قيادات مليشيا الحوثي عدوة الحياة والحضارة والتاريخ.