هجمات تستهدف السفارة الفرنسية ومقر القوات المسلحة في بوركينا فاسو

شهدت عاصمة بوركينا فاسو الجمعة هجمات استهدفت السفارة الفرنسية لدى واغادوغو والمعهد الفرنسي ومقر القوات المسلحة في البلاد.
 
وهذه العملية المنسقة تظهر مدى هشاشة الوضع في بوركينا فاسو، احدى الدول الافريقية التي تكافح التنظيمات الجهادية في المنطقة.
 
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان عن سماع تبادل اطلاق نار كثيف واندلاع النيران في سيارة، قال شهود انها تعود للمهاجمين. وأضاف ان قوات خاصة تابعة للجيش انتشرت في المكان فيما كانت مروحيات تحلق في اجواء واغادوغو.
 
وذكر شهود عيان أن خمسة مسلحين ترجلوا من سيارة وأطلقوا النار على مارة قبل التوجه الى السفارة الفرنسية في وسط عاصمة بوركينا فاسو. وأفاد مصدر من داخل السفارة الفرنسية أن خمسة مسلحين حاولوا الدخول الى السفارة لكنهم فشلوا. فأطلقوا النار عليها قبل الدخول الى مقر القوات المسلحة.
 
وفي الوقت نفسه أشار شهود آخرون إلى وقوع انفجار بالقرب من مقر القوات المسلحة والمعهد الفرنسي، على بعد نحو كيلومتر واحد من موقع الهجوم الأول، في وسط العاصمة.
 
وفي باريس، أفادت أوساط وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بعد ظهر الجمعة أن الوضع "تحت السيطرة" في السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي في واغادوغو.
 
وذكرت اوساط الاليزيه أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "يتابع بانتباه شديد ما يحصل، وان الرعايا الفرنسيين المتواجدين في واغادوغو يجب ان يتبعوا تعليمات السفارة" عبر البقاء في اماكن تواجدهم.
 
من جهتها، أكدت حكومة بوركينا فاسو أن "اعتداء" استهدف سفارة فرنسا والمقر العام للقوات المسلحة في واغادوغو، معلنة أنه "تم القضاء على أربعة مهاجمين".
 
وأوضح البيان الذي نشر على موقع مكتب الاعلام في حكومة بوركينا فاسو أن "الوحدات الخاصة التابعة لقوات الدفاع والأمن تجري عملية. وليس هناك أي حصيلة متوفرة في الوقت الراهن".
 
وكتبت السفارة الفرنسية في رسالة مقتضبة على صفحتها على موقع "فيسبوك" قبيل الساعة 11 ت غ، "هجوم جار على سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي. ابقوا في أماكنكم".
 
وأعلن السفير الفرنسي لدى واغادوغو غزافييه لابدوكاب في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" ان هناك "هجوما جاريا في واغادوغو. تعليمات لتوخي الحذر المطلق الى كل الرعايا وللبقاء في مكان آمن".
 
وكتب المبعوث الفرنسي الخاص الى منطقة الساحل جان مارك شتانييه في تغريدة "هجوم ارهابي هذا الصباح في واغادوغو (...) كل التضامن مع زملائنا وأصدقائنا في بوركينا فاسو". ودعا الى توخي "الحذر، وتجنب وسط المدينة".
 
وتتمركز قوات فرنسية خاصة في مطار واغادوغو.
 
- انفجار قرب مقر القوات المسلحة -
 
أظهرت الصور التي نشرها سكان العاصمة على تويتر أعمدة دخان أسود متصاعدة من مبان عدة من بينها مقر القوات المسلحة.
 
واستهدفت عاصمة بوركينا فاسو في السنوات الأخيرة اعتداءات على أماكن يقصدها غربيون. ويشهد شمال البلاد اعتداءات تنفذها مجموعات جهادية ضد مقرات رسمية خصوصا مراكز شرطة ومدارس.
 
وبوركينا فاسو هي احدى الدول الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى، التي تكافح التنظيمات الجهادية.
 
وقد تسببت حركة التمرد بمقتل المئات ودفعت عشرات آلاف السكان الى اخلاء منازلهم ووجهت ضربة قاسية الى الاقتصاد الذي يعتبر من بين الأفقر في العالم.
 
وفي 13 آب/أغسطس الماضي، أطلق مسلحان النار على مطعم في الجادة الرئيسية في واغادوغو، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 21 آخرين. ولم تعلن أي جهة تبنيها لهذا الاعتداء.
 
وفي 15 كانون الثاني/يناير 2016، قتل 30 شخصا من بينهم ستة كنديين وخمس أوروبيين في هجوم على فندق ومطعم في وسط المدينة تبناه تنظيم القاعدة.
 
وفي الثالث من شباط/فبراير الماضي، قُتل مسلح خلال كمين نصب لرجال شرطة في بلدة ديو بشمال بوركينا فاسو الواقعة على الحدود مع مالي.
 
ويشهد شمال بوركينا فاسو هجمات جهادية منذ الفصل الأول من عام 2015، أدت الى مقتل 133 شخصا خلال 80 هجوما بحسب حصيلة رسمية.