نيمار أقوى من باريس سان جرمان؟

باريس (أ ف ب) - نيمار أقوى من باريس سان جرمان؟ يحضر هذا الانطباع لدى متابعين لنادي كرة القدم ورمز العاصمة الفرنسية، بعد قرار إجراء عملية جراحية لنجمه البرازيلي نيمار بعد أيام من الجدل.

بخيبة، يعلق لاعب سابق في النادي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية بالقول، "بالفعل، كان (السويدي) زلاتان ابراهيموفيتش يشعر بأنه اكبر من النادي، لكن مع نيمار، المستوى أعلى من ذلك حتى".

هل باتت الهالة الرياضية والاعلامية لأغلى لاعب في العالم أقوى من ناديه؟ الانطباع هو ان المقربين من اللاعب البرازيلي (26 عاما) الذي انضم الى سان جرمان في صيف 2017 من برشلونة الاسباني لقاء 222 مليون يورو، هم من فرضوا إيقاعهم منذ إصابته بالتواء في الكاحل وشق في مشط القدم اليمنى الأحد أمام مرسيليا في الدوري الفرنسي.

لم يعلن النادي بداية مدة متوقعة لغياب لاعبه. الا ان والد نيمار، أقرب المقربين إليه، هو من أعلن فجر الثلاثاء غيابه "ستة أسابيع على الاقل"، في خطوة بدت انها تجعل من تركيز اللاعب منصبا على مونديال 2018 مع المنتخب، بدلا من مسيرة ناديه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

انتظر سان جرمان حتى مساء الأربعاء، وبعد حضور طبيب المنتخب البرازيلي رودريغو الأسمر الى باريس، ليعلن ان اللاعب سيخضع لعملية جراحية في البرازيل هذا الأسبوع. والخميس، وصل نيمار الى بلاده، وأعلن الأسمر الذي سيجري العملية برفقة متخصص من سان جرمان، ان الجراحة ستجرى السبت، وان مدة التعافي قد تصل الى ثلاثة أشهر، أي قبل فترة وجيزة من انطلاق كأس العالم في 14 حزيران/يونيو في روسيا.

خاض سان جرمان الأربعاء أول مباراة له منذ إصابة نيمار، وكانت ضد مرسيليا في ربع نهائي كأس فرنسا، وفاز بها 3-صفر، وهي النتيجة نفسها للمباراة ضد الفريق نفسه في الدوري الأحد، والتي أصيب خلالها اللاعب. بعد المباراة، سعى الرئيس القطري للنادي، ناصر الخليفي، الى التأكيد ان العلاقة بين النادي، واللاعب ومحيطه، هي على أفضل ما يرام.

وقال "أنتم وسائل الاعلام تحبون فعلا البحث عن الأمور المثيرة للجدل، لكنها غير موجودة"، مضيفا "أريد ان أشكر والد نيمار (...) ابنه يغادر (الى البرازيل) لكن هو سيبقى هنا من أجل متابعة المباراة ضد ريال مدريد ودعم باريس سان جرمان، بينما كان في امكانه ان يكون مع عائلته".

- قرار مشترك -

وشدد الخليفي على ان قرار إجراء العملية كان مشتركا. وقال "اتخذنا جميعا القرار، النادي واللاعب وطبيب المنتخب البرازيلي. انه قرار صعب، ولكنه الخيار الوحيد امامنا".

تقام المباراة ضد ريال مدريد حامل اللقب الأوروبي في الموسمين الماضيين، في السادس من آذار/مارس على ملعب بارك دي برانس في باريس، وكان يعول خلالها سان جرمان على لاعبه لقلب تأخره في مباراة الذهاب 1-3.

ويشكل غياب نيمار عن دوري الأبطال نكسة لسان جرمان الذي أنفق 222 مليون يورو لضمه الصيف الماضي، في خطوة رأى محللون ان أحد دوافعها الرئيسية هو السعي لإحراز اللقب القاري للمرة الأولى.

أما اللاعب، فسعى بانتقاله من برشلونة، الى الخروج من ظل الأرجنتيني ليونيل ميسي، وتعزيز حظوظه بنيل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، على رغم ان الدوري الفرنسي ليس بأهمية الدوري الاسباني أو الانكليزي.

وسبق للنجم السابق للمنتخب البرازيلي رونالدو الفائز بالكرة الذهبية في 2002، ان اعرب عن دهشته من خيار مواطنه، باعتباره في كانون الثاني/يناير ان تفضيله سان جرمان على برشلونة هو "خطوة الى الوراء".

"فارق النفوذ" بين نيمار وسان جرمان يعيد الى الأذهان تجربة العملاق إبراهيموفيتش الذي دافع عن ألوان الفريق بين 2012 و2016.

وقال اللاعب في تصريحات سابقة لمجلة "ليكيب" الفرنسية "الدوري الفرنسي ليس بمستوى موهبتي وبمستوى الاندية التي سبق ان لعبت فيها"، مضيفا "ساعدت الدوري الفرنسي ليصبح مرموقا اكثر".

في آذار/مارس 2013، قال السويدي أيضا انه قبل قدومه، لم يكن لدى مشجعي النادي الباريسي "شيء"، ملمحا بذلك الى ان تاريخ النادي الذي تأسس في 1970، بدأ مع وصوله في 2012.

وكتب اوليفييه ليتانغ، مساعد المدير الرياضي السابق في سان جرمان الذي أصبح رئيسا لنادي رين، في مقالة صحافية منتصف كانون الاول/ديسمبر "احب زلاتان، كانت علاقتنا جيدة جدا، ولكن عندما وصلت كان أهم من النادي. كانت الفكرة بإعادة النادي الى مستوى أعلى من زلاتان".

وعلى رغم ان نيمار الذي يتمتع بشخصية أكثر انطوائية من إبراهيموفيتش، لم يدل بأي تصريحات مشابهة، الا ان تصرف المحيطين به يوحي بأن فكرة هذا التفوق حاضرة لديه أيضا.

- وضع خاص -

على مواقع التواصل الاجتماعي، تبدو الكفة راجحة لصالح اللاعب بشكل لا لبس فيه: 188 مليون شخص هو عدد متابعي صفحاته الخاصة، بينما تحظى كل صفحات سان جرمان بـ 51 مليونا.

في صيف 2017، وصل نيمار الى باريس باحتفالية كبرى واستقطاب إعلامي هائل، وظهر من البداية ان النادي سيعامله بطريقة "ملكية".

لدى تقديمه رسميا، قال عنه الخليفي انه "أفضل لاعب في العالم"، وهو امتياز لم يخصصه مسؤولو النادي لإبراهيموفيتش مطلقا.

كما ان التفوق يظهر جليا في الراتب السنوي الذي يناله، والذي تقدره التقارير الصحافية بأكثر من 30 مليون يورو. لديه أيضا معالج فيزيائي خاص به، ومدرب لياقة، ولهما الحق بالدخول الى مركز تدريبات الفريق.

حتى على أرض الملعب، لم يسع نيمار الى كبت رغبته بفرض سطوته، لاسيما حيال المهاجم الأوروغواياني إدينسون كافاني الذي يدافع عن ألوان الفريق منذ العام 2013. ولا يزال "جدل" اللاعبين حول من يحظى بأولوية تسديد ركلات الجزاء ماثلا في الأذهان، وهي خطوة بدا نيمار من خلالها ساعيا الى تعزيز أرقامه الشخصية، أملا في إحراز الكرة الذهبية.