أكثر من 500 قتيل مدني حصيلة قصف الغوطة الشرقية

مع تواصل الغارات على الغوطة الشرقية، ارتفعت حصيلة القتلى هناك إلى 500 بينهم عشرات الأطفال بحسب المرصد السوري. وتأتي هذه الغارات مع إرجاء مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار هدنة إلى مساء اليوم، وذلك بعد ممانعة روسية.

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات التي تشنها قوات النظام السوري منذ مساء الأحد الماضي على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق إلى 500 مدني على الاقل بينهم 121 طفلاً، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (24 شباط/ فبراير)

ووثق المرصد (المعارض) ظهر السبت مقتل 492 مدنياً، إلا أن الحصيلة ارتفعت بعد مقتل ثلاثة مدنيين جدد وانتشال جثث خمسة أشخاص من تحت الأنقاض، هم أم واطفالها الأربعة قتلوا قبل أربعة أيام في بلدة عين ترما، حسب المرصد. وتجدد قصف قوات النظام السوري لليوم السابع على التوالي للغوطة الشرقية المحاصرة ما تسبب بمقتل أكثر من عشرين مدنيا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "21 مدنياً على الأقل قتلوا السبت جراء الغارات، أكثر من نصفهم في مدينة دوما" التي تعد معقل ما يعرف بـ"جيش الإسلام"، الفصيل المعارض الأكثر نفوذاً في المنطقة. وبحسب المرصد، تشارك طائرات روسية إلى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف، الأمر الذي نفته موسكو.

وتأتي الغارات السبت بعدما شنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية، وفق المرصد، "غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية".

على صعيد الجهود الدولية يعتزم مجلس الأمن الدولي التصويت مساء اليوم على مشروع قرار بشأن هدنة في سوريا، بعد تأجيل التصويت لمرات عدة الجمعة، نظرا لتعذر التوصل إلى اتفاق على صيغة مع روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري.

ولا تزال المفاوضات مستمرة مع موسكو حول صيغة المشروع برغم تعديله سابقاً ليتضمن لهجة مخففة، في محاولة لتجنب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو)، بعدما لجأت اليه 11 مرة لتعطيل مشاريع قرار بشأن سوريا. وتعثرت المفاوضات بسبب مطالبة روسيا بأن تلتزم الفصائل المسلحة التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد بالهدنة.

ويُذّكر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب في العام 2016، التي انتهت بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين. وخلال اجتماع مجلس الأمن الخميس، وفي مداخلة استمرت عشرين دقيقة، قال المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري "نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلباً اخرى". ويتفق محللون على أن النظام السوري يتجه نحو الحسم في المنطقة التي تُعد إحدى بوابات دمشق.