مقتل أكثر من 100 شخص في غارات جوية مكثفة على الغوطة الشرقية

شنت قوات الحكومة السورية، والقوات المتحالفة معها، المزيد من الغارات الجوية على الغوطة الشرقية، بعد تعرض المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة لأعنف قصف لها منذ سنوات.
 
وقتل في الغارات الجوية والقصف المدفعي الاثنين على المنطقة الواقعة خارج العاصمة دمشق أكثر من 100 شخص - بحسب ما ذكره المرصد السوري المعارض.
 
ويقول المرصد إن تلك الخسائر في الأرواح هي الأكثر منذ ثلاث سنوات.
 
واكتظت مستشفيات الغوطة الشرقية بالمصابين وبينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية جراء الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.
 
وقال سكان بالمنطقة لبى بى سى إن القوات الحكومية استخدمت البراميل المليئة بالمتفجرات وصواريخ أرض - أرض فى هجماتها.
 
لكن الحكومة السورية ردت على ذلك بأنها تستهدف المسلحين فقط.
 
ويخشى مراقبون من أن تكون القوات السورية - التي تدعمها روسيا - تستعد لشن هجوم بري كاسح لاستعادة السيطرة على الغوطة الشرقية.
 
ولم تتوقف أصوات الانفجارات والقصف الصاروخي طوال ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء شرقي العاصمة السورية.
 
وقد استهدف القصف الصاروخي والمدفعي المترافق مع غارات للطيران الحربي والمروحي - بحسب مصدر حكومي سوري - مواقع المعارضة المسلحة ومراكزها ومستودعات ذخيرتها.
 
ويضيف المصدر ذاته أن هذا تمهيد لعملية برية واسعة للقوات الحكومية والقوات الموالية لها على الغوطة الشرقية، تكرارا لما حدث في حلب للسيطرة عليها، بحسب ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
 
وكان القصف والغارات الحكومية قد طالت مناطق حمورية، والشيفونية، ومسرابا، وسقبا، وعربين، وحزة، وهي مواقع سيطرة فيلق الرحمن وجبهة النصرة، وأدى هذا إلى قتل 96 شخصا، بحسب ما قالته المعارضة.
 
وقد تعرضت مناطق باب توما، والعمارة، وضاحية حرستا، قذائف قصفتها المعارضة وأدت إلى إصابة 15 شخصا.
 
ويتوقع أن تبدأ العملية العسكرية على الغوطة الشرقية الأسبوع المقبل. وقد شوهدت تعزيزات عسكرية على طريق حمص - دمشق، تشمل مدافع وراجمات روسية حديثة ودبابات حديثة من نوع تي 90.
 
تحذير أممي
 
وحذرت الأمم المتحدة من خروج الأوضاع الانسانية في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، ويحاصرها الجيش النظامي السوري، عن السيطرة.
 
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، بانوس مومتزيس، في بيان إن "استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق يجب أن يتوقف حالاً في وقت يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة".
 
وتقول لينا سنجاب، مراسلة بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط إن الهجمات على منطقة الغوطة الشرقية المستمرة منذ يوم الأحد لم تسفر فقط عن إصابة المدنيين فحسب، بل أصابت أيضا وسائل بقائهم إذ استهدفت المخابز والمستودعات وأي شيء آخر قد يحتوي على إمدادات غذائية.
 
وأضافت أن اليوم هو الأسوأ الذي شهده سكان المنطقة منذ سنوات. الناس يخشون من أن يصبح سيناريو حلب آخر.
 
ويقول عمال الاغاثة ان الهجمات استهدفت طرقا رئيسية فى المنطقة، الامر الذى سيعرقل اى مساعدات او عمليات انقاذ ويعرقل حركة سيارات الاسعاف.
 
وارتفع عدد القتلى بسبب اصابة المرافق الطبية ايضا. وقد أصيبت أربعة مستشفيات مؤقتة، بما فيها منشأة للولادة الاثنين.
 
وقال مدير المرصد المعارض رامي عبد الرحمن أن "التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام" بعدما استكملت تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة.
 
وتترافق هذه الاستعدادات مع مفاوضات بين قوات النظام والفصائل المعارضة بهدف خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة، وفق عبد الرحمن الذي اعتبر أن بدء الهجوم مرتبط بفشل هذه المفاوضات.
 
ويقتصر وجود هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها. لكن "جيش الإسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات حالياً مع النظام.
 
وقال مدير مكتبه السياسي ياسر دلوان لفرانس برس "إذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية".
 
وكانت الأمم المتحدة دعت في وقت سابق إلى وقف إنساني وفوري لإطلاق النار في سوريا، لمدة لا تقل عن شهر، في ظل تقارير حول تدهور أوضاع المدنيين في المناطق المحاصرة.
 
ورفضت روسيا التي تدعم الحكومة السورية خطة وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، التي كانت تنص على هدنة لمدة شهر كامل، وقالت إنها "غير واقعية".
 
ويفترض أن منطقة الغوطة الشرقية ضمن أربع مناطق لخفض التصعيد أعلنت السنة الماضية للحد من إراقة الدماء في سوريا.
 
ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف شخص، ويخضع السكان منذ عام 2013 لحصار من القوات الحكومية.
 
عفرين
 
وتراجعت احتمالات تنفيذ الاتفاق بين القوات الحكومية ووحدات حماية الشعب الكردية لدخول منطقة عفرين، في ظل نفي قيادات كردية مثل صالح مسلم ونوري محمود وغيرهم بأن لا اتفاق بين الأكراد والقوات الحكومية لدخول قوات شعبية أو حكومية إلى منطقة عفرين شمال حلب، وإنما دعوة لتلك القوات لمواجهة الهجوم التركي على الحدود.
 
وكان من المتوقع دخول قوات شعبية لعفرين وفق إعلان حكومي تحدث عن أن قوات شعبية ستدخل عفرين "لدعم صمود أهلها لمواجهة العدوان التركي"، بحسب الإعلام الرسمي السوري. وكان من المتوقع أن تكون القوات مكونة من فصائل موالية من نبل والزهراء والسفيرة وقوات دفاع وطني وغيرها.
 
وعزت مصادر موالية تأخر تنفيذ الاتفاق إلى أسباب لوجستية أبرزها قصف تركي طال الطريق الذي كانت ستسلكه القوات الشعبية إلى عفرين عبر جبل الأحلام والباسوطة وأن الاتفاق ما زال ساري المفعول.
 
ودخل وفد مدني الاثنين إلى عفرين من سكان الشيخ مقصود والأشرفية في حلب "لدعم سكان عفرين ومؤازرتهم".