نيويورك تايمز: ملالي ايران يرفضون الاستماع لهذه الحقائق بشأن اليمن

بقلم: نيكي هيلي، الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة

نشرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، تقريراً يحمل في طياته حقائق مفزعة، لا يريد الكثير من الناس سماعها. وخلصت لجنة من الخبراء المعنيين باليمن إلى أن إيران تنتهك الحظر المفروض على الأسلحة التي تفرضها الأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد، هو أن تلك الصواريخ التي أطلقها المتمردون الحوثيون على السعودية في العام الماضي كانت إيرانية الصُّنع والمنشأ.

كما أن (ملالي) إيران لا يريدون سماع هذه الحقائق، لأنها تثبت أن إيران تنتهك اتفاقها الدولي. وبالفعل، لا يريد المدافعون المتشددون عن الاتفاق النووي الإيراني سماع ذلك، لأنه يثبت مرة أخرى أن النظام الإيراني لا يمكن الوثوق به. كما أن بعض أعضاء الأمم المتحدة لا يريدون سماعها لأنها دليل آخر على أن إيران تتحدى قرارات مجلس الأمن وأن على الأمم المتحدة أن تضغط لفعل شيء حيال ذلك.

واليوم، أضحت اليمن مسرحاً لأسوأ أزمة إنسانية في العالم. وبعد ثلاث سنوات من الحرب الوحشية، يحتاج 75 في المائة من السكان إلى المساعدة الإنسانية. فيما أصبحت الحكومة قريبة ـ تقريباً ـ من اللا وجود. وتستغل جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هذه الفوضى في تنفيذ أجنداتها الهمجية.

ويكشف تقرير الأمم المتحدة أكثر بكثير من مجرد انتهاك العقوبات الايرانية. ويُتهم المتمردون الحوثيون ليس فقط بإطلاق الصواريخ الباليستية إلى السعودية، بل أيضا استخدام شعب اليمن كدروع بشرية واختطاف الأطفال اليمنيين والزج بهم في جبهات القتال.

وفي الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أن القيود السعودية المفروضة على واردات السلع المدنية إلى اليمن أدت إلى تفاقم المعاناة هناك. وتعمل السعودية الآن على معالجة ذلك من خلال خطة جديدة للمساعدة الإنسانية في اليمن. ونرحب بانخراطها مع الأمم المتحدة في محاولة لمعالجة الأزمة الإنسانية، ونحثها على بذل المزيد من الجهود.

لكن التقرير، بكل ما يحمل في طياته من أخبار مفزعة وسيئة، ينبغي أن يرحب به من يرغبون في منع الصراع في اليمن من أن يتحول الى مسرح لمواجهات رئيسية مباشرة في الشرق الأوسط.

ومن خلال التأكيد على أن إيران هي مصدر الصواريخ والأسلحة الأخرى التي أطلقت الى السعودية، أعطت لجنة الأمم المتحدة للعالم فرصة للعمل واتخاذ اجراءات صارمة، قبل أن يضرب صاروخ مدرسة أو مستشفى، يؤدي إلى تصعيد عسكري خطير يثير جيشا سعوديا للرد عليه.

ومن الضروري أن نغتنم هذه الفرصة. وقد اقتربت الصواريخ الايرانية من اصابة اهداف مدنية في السعودية. وفي نوفمبر الماضي، أطلق المتمردون الحوثيون صاروخا على مطار مدني كبير خارج الرياض. ولحسن الحظ، لم يصل الصاروخ إلى هدفه. لكن الحطام الذي خلفه متناثرا حول المطار يحمل بصمات إيرانية في جميع اجزائه.

وفي ديسمبر، اتخذت الولايات المتحدة وشركاؤها خطوة استثنائية تمثلت في رفع السرية عن الأدلة من هذا الهجوم الصاروخي، وكذلك الهجمات الأخرى بالصواريخ والأسلحة التقليدية والقوارب المتفجرة التي من أصل إيراني - وكلها استخدمها المتمردون الحوثيون في اليمن وجميعها انتهاكات لقرارات الأمم المتحدة.

وفي مستودع في واشنطن، عرضنا قطعا من الصاروخ الذي تم إطلاقه على مطار الرياض. وكانت بعض مخلفات القذائف تحمل شعار شركة "شهيد باقري" للصناعات، وهي شركة إيرانية. واستنادا إلى قوة هذا الدليل وغيره من الأدلة، خلص مجتمعنا الاستخباراتي بصورة قاطعة إلى أن نظام طهران قد قدم هذه الأسلحة. وكما قلت في ذلك الوقت، يحمل بصمات إيرانية في جميع اجزائه.

ويتوافق تقرير الامم المتحدة مع معلوماتنا الاستخباراتية، ويجعله استنتاجا حاسما اضافيا. وعندما كشفنا لأول مرة عن أدلتنا في العام الماضي، تساءل بعض المراقبين المتشككين عما إذا كانت الأسلحة الإيرانية قد نقلت إلى اليمن قبل فرض حظر الأمم المتحدة على الأسلحة في أبريل 2015. ويوضح تقرير الأمم المتحدة الجديد أن الأسلحة أدخلت إلى اليمن بعد فرض حظر على الأسلحة، مما جعل إيران تنتهك بلا منازع قرار الأمم المتحدة.

في الحقيقة، لا ينبغي لأحدٍ أن يفاجأ بهذه النتائج. فمنذ توقيع الاتفاق النووي، ازداد دعم النظام الإيراني للميليشيات الخطيرة والجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ. حيث دخلت صواريخها وأسلحتها المتقدمة مناطق الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويواصل المتمردين الحوثيين إطلاقها الى السعودية.

ولم يعد بإمكان العالم أن يدعي الجهل أو التشكك في دور إيران في إثارة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

واليوم، وبتسلحنا بهذه الأدلة القوية، لدينا الفرصة لكبح جماح سلوك إيران المزعزع، والضغط عليها كي ترقى إلى اتفاقاتها الدولية التي تثني عن الصراع. ولكن إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فعندما يقتل مدنيون أبرياء بأسلحة إيرانية - وربما يكون في القريب، حينها ستُفقد فرصة السلام.

المصدر: صحيفة نيويورك تايمز