روسيا تعرض بناء مفاعلين نوويين في السعودية

شملت مباحثات أجراها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية، الأوضاع في سوريا إضافة إلى التعاون بين السعودية وروسيا في مجال الطاقة وتنسيقهما لأجل ضمان استقرار سوق النفط العالمي.
 
وتعتبر مثل هذه المشاورات بين القيادتين السعودية والروسية مظهرا على تنامي العلاقات بين موسكو والرياض، اللتين اتجهتا بشكل واضح نحو المزيد من التقارب بينهما على أساس إثراء شبكة المصالح المشتركة وتجاوز الخلافات وتباعد الرؤى بشأن العديد من القضايا. ويعتبر الملف السوري من القضايا الخلافية بين البلدين.
 
ويرى مراقبون أنّ موسكو تظل بحاجة أكيدة للدول العربية، ومن ضمنها السعودية، في عملية البحث عن مخرج للملف السوري يحفظ لروسيا مصالحها ويجنبها المزيد من الخسائر المادية والمعنوية.
 
وفي مجال الطاقة يخدم التقارب بين السعودية وروسيا، عملاقي صناعة النفط العالميين، استقرار أسعار البترول بعدما شهدته من تذبذب أثّر على موارد الدول المصدّرة له.
 
وتزامنت المكالمة الهاتفية بين الملك سلمان والرئيس بوتين، مع زيارة قام بها وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى الرياض، وأجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي تطرّقت إلى “سبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في مجالات الطاقة وبخاصة في مجال إعادة التوازن لأسواق البترول من خلال قيادة الدول المنتجة لخفض الفائض من مخزونات البترول العالمية”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” بشأن موضوع الباحثات.
 
ومن جهتها نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بيان صدر عن الكرملين القول “جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجرت مواصلة تبادل الآراء حول الوضع في سوريا”.
 
وفي الشأن الاقتصادي قالت الوكالة إن الطرفين أعربا عن استعدادهما لتنمية التنسيق المثمر في أسواق المحروقات العالمية.
 
وأشارت نقلا عن البيان ذاته إلى تطرّقهما إلى مسألة التعاون العسكري التقني بين البلدين.
 
وينهي التقارب السعودي الروسي فترة طويلة من البرود النسبي في العلاقة بين الطرفين، حيث تعتبر الرياض تقليديا ضمن المعسكر المتحالف مع واشنطن فيما ربطت موسكو، خصوصا خلال الحقبة السوفييتية، علاقات متينة مع نظم عربية أخرى لم تكن دائما على وفاق مع المملكة العربية السعودية. ويسير هذا الوضع تدريجيا نحو التغيّر مع توّجه المملكة إلى المزيد من تنويع الشركاء الدوليين.