تيلرسون يدعو ميليشيات إيران إلى مغادرة سوريا

دعوة وزير الخارجية الأميركي لإيران وميليشياتها إلى مغادرة سوريا تنسجم بشكل واضح مع موقف فرنسي يصرّ على انسحاب كافة الميليشيات من الأراضي السورية.
 
طالب وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إيران بحسب قواتها من سوريا والعراق واليمن ولبنان، مشيرًا أن وجودها بتلك البلدان يشكل عاملا لعدم الاستقرار.
 
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير الأميركي، مساء الثلاثاء، خلال مقابلة أجرتها معها قناة "الحرة" الناطقة بالعربية، تناول خلالها آخر التطورات بالمنطقة.
 
وأضاف تيلرسون أن "وجهة النظر الأميركية تتوافق مع نظرة المجتمع الدولي بشأن وجود إيران في دول مثل سوريا واليمن ولبنان والعراق".
 
ولفت أن وجهة النظر تلك تتمثل في أن الوجود الإيراني "لا يجلب الاستقرار ولا الأمن للمواطنين، طلبنا من طهران مجددا إعادة قواتها إلى إيران، وهذا هو المسار الصحيح الذي نراه للمستقبل".
 
التواجد العسكري الأميركي بسوريا والعراق
 
وفي سياق ليس ببعيد قال تيلرسون إن القوات الأميركية ستبقى في سوريا والعراق حتى هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي وضمان عدم عودته مجددا.
 
وأوضح الوزير أن الولايات المتحدة ستناقش مستقبل وجود قواتها في العراق مع حكومة حيدر العبادي.
 
وتابع قائلا "نعرف ورئيس الوزراء العراقي العبادي يقر أن بعض عناصر داعش لا يزالون يشكلون تهديدا للعراق، وسنبقى هناك(بالعراق) حتى نتأكد من أننا تخلصنا كليا من هذه التهديدات".
 
وذكر أن هدف التواجد العسكري الأميركي في سوريا، هو هزيمة "داعش" بالكامل، وتحقيق الاستقرار في البلاد، على حد زعمه.
 
تهديد حزب الله لإسرائيل
 
في شأن آخر شدد تيلرسون على أن واشنطن تأخذ التهديدات التي تواجهها إسرائيل على محمل الجد، من حزب الله في لبنان، ومن سوريا.
 
وأضاف قوله: "يقلقنا أن سوريا تسبب جوا من التهديد وعدم الاستقرار ليس لإسرائيل فحسب بل للأردن وتركيا وكل جيرانها، لهذا السبب سنبقى في سورية حتى هزيمة داعش كليا".
 
وأضاف: "إيران تؤثر أيضا على حزب الله في لبنان؛ حيث ندعم إقامة دولة حرة ومستقلة تخضع قواتها العسكرية لإدارة الحكومة".
 
ومضى تيلرسون بالقول: "سنذهب إلى بيروت (الخميس)؛ لبحث العملية الديمقراطية مع قادة لبنان، والنظر في مستقبل بلدهم".
 
وتنسجم تصريحات تيلسرون مع الموقف الفرنسي حيث أكد جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، الأربعاء، أن كل الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران بما فيها حزب الله اللبناني يجب أن تغادر سوريا، متهما إيران وتركيا بانتهاك القانون الدولي في الأراضي السورية.
 
وجاءت تعليقات الوزير الفرنسي في ظل ازدياد القلق الدولي من العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، واستفحال خطر الميليشيات المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب النظام السوري.
 
وردا على سؤال في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم) عما إذا كان يريد انسحاب القوات المسلحة التركية من سوريا، قال لودريان إنه يريد "انسحاب كل من لا ينبغي أن يكونوا موجودين في سوريا بما في ذلك الجماعات الإيرانية، بما في ذلك حزب الله".
 
وشدد مسؤول الدبلوماسية الفرنسية على أن تركيا وإيران تنتهكان القانون الدولي بما تتخذانه من إجراءات في سوريا.
 
وأضاف "ضمان أمن حدودها لا يعني قتل المدنيين وهذا أمر يجب إدانته. في وضع خطير في سوريا يجب ألا تضيف (تركيا) حربا لحرب".
 
وتابع أن القانون الدولي "تنتهكه تركيا والنظام في دمشق وإيران ومن يهاجمون الغوطة الشرقية وإدلب".