وول ستريت تتأرجح بعد الصدمة

شهدت سوق الأسهم الأميركية، «وول ستريت»، تعاملات متقلبة أمس، وعادت مؤشراتها الى الانخفاض مجدداً مساء أمس بعد تعافٍ خلال النهار من صدمة الخسائر الأولية.
 
وعلّق البيت الأبيض على موجة الهلع التي سادت جلسة التداولات في «وول ستريت» أول من أمس، بالقول ان الرئيس دونالد ترامب يركز على «الأساسيات الاقتصادية» البعيدة المدى، وإن الاقتصاد الأميركي ما زال «قوياً جداً».
 
وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية سارا ساندرز إن «تركيز الرئيس ينصبّ على أساسياتنا الاقتصادية البعيدة المدى التي لا تزال قوية جداً، مع انتعاش النمو الاقتصادي، وتدني معدل البطالة إلى مستوى تاريخي، وارتفاع رواتب العمال الأميركيين».
 
وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس إلى أدنى مستوياتها منذ آب (أغسطس) 2017»، مع اشتداد موجة البيع العالمية، وزيادة التقلبات بفعل المخاوف المتنامية من التضخم وارتفاع عائدات السندات.
 
وعمّ الأسواق قلقٌ من أن تساهم عودة التضخم، في دفع البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية بخطى أسرع من المتوقع، لتقلص برامج التيسير النقدي.
 
وهبط المؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، وأغلق منخفضاً 4.7 في المئة، مسجلاً أكبر هبوط يومي منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2016. كما خسرت بورصة «هونغ كونغ» نحو 4 في المئة عند افتتاح جلسة التداولات.
 
وكان السبب الرئيس للهبوط، ارتفاعٌ حاد في عائدات السندات الأميركية عقب بيانات صدرت نهاية الأسبوع الماضي وأظهرت نمو الأجور بأسرع وتيرة منذ العام 2009.
 
يذكر أن الأسهم الأميركية هوَت في تعاملات متقلبة ليل الإثنين - الثلثاء، وهبط مؤشر «داو جونز» 1600 نقطة إلى أدنى مستوياته في الجلسة، وهو أكبر هبوط على الإطلاق أثناء التعاملات لجهة عدد النقاط. وسجل المؤشران «داو جونز» و»ستاندرد آند بورز» أكبر هبوط ليوم واحد منذ آب 2011.
 
لكن المؤشرات الثلاثة تماسكت لاحقاً أمس، وقلّصت خسائرها بشكل كبير في التعاملات المبكرة. وبعد تعافيها من خسائرها الأولية، واصلت الصعود خلال النهار، لتعود الى الانخفاض لاحقاً.
 
إلى ذلك، تفاعلت أسواق الأسهم العربية أمس مع التراجعات الكبيرة في معظم الأسواق العالمية والعملات الرقمية، ما أصاب مستثمري المنطقة العربية بحال من الذعر في بداية جلسات التداول، وسط مخاوف من أن تكون تراجعات الأسواق العالمية بداية لأزمة مالية عالمية جديدة كتلك التي شهدها عندما انهار بنك «ليمان براذرز» أواخر عام 2008، وفقاعة التكنولوجيا عام 2002، أو مقدمة لأزمة اقتصادية، أو بداية لموجة تصحيح تستمر طويلاً.
 
وأكد محللون ماليون لـ «الحياة» أن «تراجعات الأسواق العربية لم تكن بالحدة التي شهدتها الأسواق العالمية لأنها لم تشهد الارتفاعات الكبيرة، كما الأسواق العالمية خلال العام الماضي، إضافة إلى أن معظم الشركات حقق أرباحاً قوية العام الماضي».
 
وتكبّد معظم الأسهم القيادية في المنطقة خسائر، أعادت بعضها إلى مستويات بداية العام الماضي، إذ تراجعت البورصة المصرية 2.14 في المئة، والسعودية 1.53 في المئة، والدبيانية 1.53 في المئة، والظبيانية 0.90 في المئة، والبحرينية 0.43 في المئة، والعُمانية 0.77 في المئة، والكويتية 1.31 في المئة، والتونسية 0.34 في المئة.