إنفاق "سخي" لحكام قطر في الغرب يتحول إلى دعاية مضادة لهم

صحيفة 'التايمز' البريطانية تؤكد أن شقيق أمير قطر يتهرب من سداد ديون طائلة لمركز للفروسية يديره في المملكة المتحدة.
 
أطلقت الوضعية المالية الصعبة التي يواجهها مركز للفروسية يديره شقيق أمير قطر في المملكة المتحدة، صفارة إنذار بشأن توسّع قطر في الإنفاق على أنشطة ومنظمات وجمعيات في الغرب، بهدف الدعاية ومجاملة جهات غربية رسمية وغير رسمية بشكل بات يثقل كاهل الدولة، خصوصا وأنّ المبالغ الطائلة التي تصرف تخصم مباشرة من عائدات بيع الغاز ولا تخضع لأي نوع من الرقابة والمحاسبة.
 
ومع تعثّر تلك الأنشطة والعجز عن مواصلة تمويلها، فإنّها تتحوّل إلى عكس المراد منها تماما، وتصبح مصدر دعاية سلبية ضدّ قطر، ووسيلة للفت النظر على حجم الفساد والتلاعب بالمال العام.
 
وكشفت صحيفة التايمز البريطانية عن تفاقم المشكلات التي يعاني منها مركز الشقب للفروسية الذي يرأس مجلس إدارته الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والذي قالت الصحيفة نفسها قبل أسابيع إنه مدين بأموال طائلة لعدد من كبار مدربي الخيول البارزين في المملكة المتحدة وأوروبا.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المركز الذي تفوق ديونه مليون جنيه إسترليني، لم يف بمستحقات المدربين الدائنين له جميعا، وأنه يعمل على تقليص أنشطته في المملكة المتحدة بل وتخفيض بعض رواتب المتعاملين معه.
 
وشدد التقرير على أنه في الوقت الذي حصل فيه بعض مدربي الخيول البريطانيين والأوروبيين على مستحقاتهم من الدوحة، فإن آخرين منهم لم يتلقوا سوى دفعات منها فحسب. ونقل التقرير عن أحد المدربين أنه لم يحصل إلا على ثلث مستحقاته التي يزيد إجماليها على 281 ألف دولار، وهو مبلغ يشكل وحده نحو 20 بالمئة من ديون المركز القطري.
 
وكان كبار مسؤولي الشقب تعهدوا بأن يحصل كل المدربين على مستحقاتهم بالكامل خلال أسابيع لكن تقرير الصحيفة كشف عن بعض الأساليب التي يحاول من خلالها مسؤولو المركز التحايل على الأزمة الخانقة.
 
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المركز المذكور قلّص عدد الخيول التي تتدرّب لحسابه في المملكة المتحدة بنسبة 50 بالمئة. وأبرزت في الوقت نفسه أن رواتب مدربين كبار يعملون لحساب المركز ذاته، تقلصت بنسبة تصل إلى النصف ومن بينهم المدرب والفارس الإيطالي فرانكي ديتوري الذي قالت الصحيفة إنه كان من بين من لم يتلقوا مستحقاتهم من الشقب.
 
وذكرت التايمز في تقريرها أنه كان يُعتقد حينما فجرت فضيحة الديون تلك قبل أسابيع أن ذلك الفارس المخضرم لم يحصل على مستحقاته من القطريين منذ شهر أغسطس من العام الماضي.
 
وفي هذا السياق، قالت التايمز إن ديتوري البالغ من العمر 47 عاما والذي يُوصف بأنه أحد أفضل الفرسان المحترفين في العالم، أحدث ضحايا المشكلات المالية التي تجتاح مركز الشقب للفروسية، التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم والتي أسسها والد الحاكم الحالي لقطر في العام 1995.