قصص مروّعة يرويها أطفال زجت بهم مليشيا الحوثي بحربها القذرة

يوماً بعد يوم تتكشف الفظائع التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال في اليمن، ومن بينها تجنيدهم والدفع بهم إلى جبهات القتال.

بعض هؤلاء الأطفال روى لشبكة "سي إن إن" الأمريكية ما تعرضوا له من إجبار على حمل السلاح وجمع جثث القتلى، وهو شبح لا يزال يطاردهم حتى بعد إنقاذهم من براثن الميليشيا الإرهابية وإيداعهم مراكز إعادة التأهيل في مأرب.

وأجبرت ميليشيا الحوثي الطفل يونس البالغ 13 عاماً على حمل السلاح على جبهة القتال لمدة عام تقريباً، ويقول عن تلك التجربة للشبكة الأمريكية "وجدت أشخاصاً إلى جواري يقتلون"، كما أنه تعرض إلى جرح بالغ في ساقه.

وأضاف يونس أن "البعض كان يتعرض لرصاصة في الرأس أو في الصدر. شعرت بخوف شديد، وحينما أصابني المقذوف اعتقدت أنني سأموت. انتابني الخوف والقلق، وحتى الآن لا أزال أحمل الشعور ذاته".

أما الطفل ناجي وعمره 13 عاماً، أيضاً، فيروي أنه خلال تجنيده كان مكلفًا بسحب الجثث من أرض المعركة.

ويتذكر: "في أحد الأيام، وبينما أنظر إلى جثة وإذا بها لعمي. بكيت، ولم أكن أعرف ما ينبغي علي فعله، ولم أستطع سحب جثته".

وتقول الأمم المتحدة إنها وثقت منذ مارس 2015، 2369 حالة تجنيد أطفال واستخدامهم في القتال باليمن، مشيرة إلى أنها تواجه العديد من التحديات لمراقبة ذلك وتعتقد أن العدد أكبر بكثير.

وأكد مصدر يمني منشق عن ميليشيات الحوثي، استحداث الميليشيات لـ30 مركزا جديدا لتجنيد الأطفال والنساء في محافظات صنعاء وعمران وصعدة وحجة والمحويت.

واوضح المصدر لوكالة "خبر" أن عدد من زُج بهم في معسكر صنعاء للتجنيد 300 طفل وامرأة، حيث تم اختطافهم من المدارس والأسواق والمساجد، وقال المصدر إن من يرفض يتعرض للضرب والتعذيب حتى الموت، مشددا على أن النساء أُرغمن على السمع والطاعة لأوامر أبو علي الحاكم عندما تم تهديدهم بالتعذيب الجسدي.

وأكد المصدر أن الميليشيات بدأت في إرسال هؤلاء الأطفال والنساء إلى جبهات القتال في مشهد مؤلم للأهالي، حيث إن هدفهم تحويلهم إلى جثث هامدة واستخدامهم في إعلامهم المأجور.

ويعتقد مسؤولون يمنيون أن هناك نحو 6 آلاف طفل تم تجنيدهم في أنحاء البلاد، وتشتبه بأن 20 ألفا يحتاجون لإعادة التأهيل، فيما تواجه البلاد أسوأ تفش لوباء الكوليرا في التاريخ الحديث.

وتلقي الأمم المتحدة باللوم على ميليشيا الحوثي في تجنيد الأطفال، بحسب تقرير صادر العام الماضي، وأنهم وراء 359 حالة تجنيد أطفال تم توثيقها، وأن عمر الأطفال المجندين يصل إلى 11 عاما.

وتشير الأمم المتحدة أنه بخلاف القتال، يتم استخدام الأطفال في حراسة نقاط التفتيش والمنشآت وتمشط المناطق والعمل كحمالين.

وفي مركز إعادة تأهيل الأطفال في صحراء مأرب، تحدث أطفال كانوا مجندين لدى ميليشيا الحوثي عن دورهم في المعارك.

ويرسم الطفل صالح (13 عاما) صورة لشاحنة بيك أب تحمل صاروخ كاتيوشا، ويشير نحو السائق في الرسم قائلا "هذا أنا"، فقد كان ينقل منصات إطلاق الصواريخ لميليشيا الحوثي إلى الجبهة.

أحد المواقف المعبرة عن أزمة تجنيد الأطفال وما تتركه لديهم من مآسٍ، كان تجمع الأطفال حول الحامل الثلاثي للكاميرا، مشيرين أنه يشبه منصة إطلاق الصاروخ، بحسب أحدهم. كما وصفوا كيف كانوا يطلقون صواريخ الكاتيوشا لصالح ميليشيا الحوثي.

يروي الطفل بشير لـ"سي إن إن" أنه كان يعمّر منصة الإطلاق بالذخيرة ويطلقها زميله عبد الله، بينما كان يخبرهما الحوثيون أن "الكفار" على الجانب الآخر من الجبهة. وفي أحد الأيام، ارتد الصاروخ نحوهم وحرق القدم اليمنى لعبد الله، واستغل أسرتاهما الفرصة لسحبهما من ساحة القتال.

والتعافي من الصدمة ليس سهلا بالنسبة للأطفال، فلا تزال الكوابيس تطاردهم وأحيانا ما تتحول لحقيقة. ويقول الطفل يونس "ذات يوم في المدرسة كنت أرى وجها على الجدار ينظر إلي، واعتقد حينها أن أحدهم كان سيقتل أصدقاءه في غرفة قريبة ثم سيأتي لقتله. ومن ثم فقد حبس نفسه في غرفته".

وكشفت مصادر سياسية وثيقة الاطلاع أن عصابة الحوثي الإرهابية تسعى لإعادة التجنيد الإلزامي لخريجي الثانوية العامة. وقالت المصادر لوكالة "خبر"، إن المليشيا الحوثية، في صدد الإعلان عن إعادة التجنيد الإلزامي، لخريجي الثانوية العامة.