الاكراد يحملون تركيا مسؤولية التنكيل بجثة مقاتلة كردية في عفرين

حمل مسؤولون أكراد الجمعة السلطات التركية مسؤولية التنكيل الذي تعرضت له جثة مقاتلة كردية لقت مصرعها في المعارك الدائرة في بلدة عفرين السورية. وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مسلحين يمثلون بجثة بارين كوباني (23 عاما)، بعد تجريد الجزء الأعلى من جسدها من الملابس، ما أثار غضبا وتنديدا واسعين.
 
أثار شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي غضبا، لا سيما بين الأكراد، إذ يظهر مسلحين يمثلون بجثة امرأة قال مسؤولون أكراد إنها المقاتلة الكردية بارين كوباني.
 
واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون أكراد، مقاتلي الفصائل السورية المشاركة في الهجوم التركي على عفرين في محافظة حلب بالتمثيل بجثة المقاتلة، وتصوير الفيلم الذي نشره المرصد الخميس.
 
وفي مقر تابع لـ"وحدات حماية المرأة" الكردية في عفرين، تحدثت القيادية أمد كندال بعد عودتها من خطوط الجبهة الأمامية عن شجاعة بارين. وقالت كندال "لم تقبل الشهيدة بارين الاستسلام وحاربت حتى الطلقة الأخيرة".
 
فيديو وثق التنكيل بالجثة!
 
ويظهر في المقطع الأول من الفيديو نحو عشرة مقاتلين بعضهم مسلح حول جثة مقاتلة ممددة أرضا، مرتدية بنطالا أزرق وجعبة عسكرية. وفي المقطع الثاني، تظهر المقاتلة بعد تجريدها في الجزء الأعلى من جسدها من ملابسها بالكامل وتشويه جثتها، إلى جانب غصن زيتون. ويهم أحدهم بوضع قدمه على صدرها المشوه، وسمع في الخلفية صوت يدعوه إلى التوقف عن ذلك.
 
وتشدد كندال على أن "تصرفات مماثلة ستزيدنا إصرارا على المقاومة والانتصار وسوف ننتقم لها ولن نستسلم". وتضيف "هذا موروث داعش ويعيدون ما فعله في كوباني"، في إشارة إلى المنطقة التي مني فيها تنظيم "داعش" آواخر 2014 بأولى هزائمه في مواجهة المقاتلين الأكراد.
 
وقاتلت بارين (23 عاما) والمنحدرة من ريف حلب الشمالي في صفوف الوحدات الكردية وشاركت في معارك عدة في ريف كوباني في شمال سوريا.
 
واتهم مسؤولون أكراد "الإرهابيين المتحالفين مع الدولة التركية العضوة في حلف الناتو بالتمثيل بجثة المقاتلة. وحملت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة (الحسكة) في بيان "الحكومة التركية مسؤولية العمل الشنيع" الذي "لا يمكن لبشر تصور بشاعته".
 
ظروف غامضة!
 
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه حصل على الشريط من "مقاتل من الفصائل السورية المشاركة مع القوات التركية في عملية غصن الزيتون". ونقل مديره رامي عبد الرحمن عن المقاتل أنه تم "تصوير الجثة والتمثيل بها الثلاثاء بعد العثور عليها في قرية قرنة في ناحية بلبلة في منطقة عفرين" حيث تدور منذ مطلع الأسبوع معارك عنيفة بين قوات عملية "غصن الزيتون "والوحدات الكردية.
 
ولم يتضح تماما بعد كيف قتلت الشابة. ووصف عبد الرحمن ما جرى بأنه "وحشية لا مثيل لها".
 
ولاحقا أفادت "وحدات حماية المرأة" في بيان بمقتل بارين وثلاث مقاتلات أخريات من وحدات حماية المرأة "بعد أن أبدين مقاومة بطولية" خلال المعارك قرب الحدود في شمال عفرين. وأضاف البيان أن النساء الأربع "وقعت جثامينهن في يد الغزاة الذين مثلوا بجثثهن، في تعبير صارخ أمام الإنسانية جمعاء يعبر عن هوية هؤلاء الغزاة وحجم الوحشية".
 
وكتب صحافي كردي على حسابه في "فيسبوك" الجمعة "نقول صباح الخير بارين كوباني، ولا تقلقي أبدا سوف نثأر لروحك حتما". وتداول ناشطون صورا للمقاتلة تظهر فيها بزيها العسكري مبتسمة إلى جانب صورة تظهر التمثيل بجثتها.
 
وفي عفرين، قال محمد معمو (40 عاما) "لا نصدق ما تراه أعيننا .العبث بجسد الشهيدة بارين دليل على أنهم لا يعرفون الإنسانية". وشدد حسين شيخو (65 عاما) قائلا "لن نضعف أبدا لا بقتل فتاة أو شاب ..وفي كل يوم نزداد قوة"، إلا أن ذلك لم يمنعه من إبداء حزن عميق. وقال "عندما رأيت صورتها احترق قلبي".
 
وأعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض "إدانته لكل من ساهم في هذه الأعمال الإجرامية"، مطالبا بـ"فتح تحقيق فوري في ما نشر واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومنع حدوث ذلك".