أطباء بلا حدود: تعز تئن تحت نيران الحرب

في حديثه عن الحياة اليومية التي تعيشها مدينة تعز، قال آرون جيغان، منسق مشاريع في منظمة أطباء بلا حدود، إنه "في اليوم الذي وصلت فيه إلى تعز، في الـ24 من شهر يناير 2018، تصاعدت حدة العنف على طول خطوط جبهات القتال المُحيطة بمدينة تعز، وقد كانت الأيام القليلة الماضية صعبة للغاية. وللأسف هذا هو واقع الحياة اليوميّة التي يعيشها الناس هنا.

يضيف آرون جيغان، في مقال نشره موقع المنظمة، أمس السبت: "أسمع باستمرار أصوات إطلاق النار، وأصوات القصف القادمة من خطوط الجبهات، وهي قريبة جداً من مرافقنا الطبية. وخلال هذا الأسبوع كنا نسمع بمعدل وسطي خمسة انفجارات كل دقيقة".

وأكد: "أدركت خلال أسبوعي الأول هنا مدى تردي الوضع وكمّ التحديات التي يواجهها السكان بشكل يومي".

وقال جيغان، إنه و"على مدى الأيام الثلاثة الماضية عالجنا 117 جريح حرب وتستمر الأعداد في التزايد. ومع تصاعد حدة النزاع، كانت غرف الطوارئ وغرف العمليات تفيض بالجرحى حيث استقبلنا في يوم واحد 70 مصاباً". وأضاف: "نعالج أنواعاً مختلفة من الإصابات: الإصابات الناتجة عن الطلقات النارية أو الشظايا أو الألغام المنفجرة".

وتابع: "شعرت بالصدمة حين وصلت إلى المستشفى. وقد كان طاقم المستشفى يعمل بشكل متواصل خلال الأيام القليلة الماضية، وبعضهم لم يحصل إلا على قسط قليل من النوم، بينما يحاولون معالجة حالات الجرحى. بعض الجرحى نجا وبعضهم لفظ أنفاسه، وقد كانت مشاهد الأسى واليأس من أقسى ما يمكن رؤيته. وأدركت من خلال عدد الطلبات القادمة من المستشفى على تبرعات الدم وأكياس الجثث الواقع الصعب الذي يعيشه أهل تعز منذ سنوات".