مذكرة سرية تنذر بصراع بين البيت الأبيض و"الاف بي آي"

ترامب يتجه للسماح بنشر وثيقة تتعلق بالتنصت على فريق حملته خلال الانتخابات وسط معارضة كبيرة من الديمقراطيين ومكتب التحقيقات الفدرالي.
 
يعطي دونالد ترامب الجمعة الضوء الأخضر الجمعة لنشر مذكرة سرية تنتقد إجراءات مكتب التحقيقات الفدرالي في ما يتعلق بالتنصت على فريق حملة الرئيس الأميركي خلال انتخابات 2016 رغم معارضة مدير "الاف بي آي" الحالي الذي عينه ترامب.
 
تثير المعركة حول هذه المذكرة بلبلة في الأوساط السياسية منذ عدة أيام إذ يشعر الديمقراطيون بالقلق من سعي الحكومة إلى تسييس المعلومات الاستخباراتية ومن انعكاسات ذلك على شرعية التحقيق الذي يقوده المدعي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
 
أعد المذكرة المؤلفة من أربع صفحات تستند إلى معلومات، النائب الجمهوري ديفين نونيس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب رغم معارضة الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة، بهدف انتقاد تنصت الجهاز الفدرالي على عضو في الفريق الانتخابي لترامب في 2016 في إطار التحقيق حول التدخل الروسي.
 
وخلاصة المذكرة التي طلب نونيس من ترامب أن يجيز نشرها هي أن "الأف بي آي" استخدم معلومات منحازة لطلب التنصت في خضم الحملة الرئاسة في ما يشكل استغلالا للسلطة بحسب الجمهوريين.
 
وأكد مسؤول كبير في الحكومة الخميس أن الرئيس سيعطي موافقته الجمعة "على الأرجح". وقال إن "الرئيس موافق ولا اعتقد انه سيتم حذف أي معلومات منها. بعدها سيصبح الأمر بيد الكونغرس".
 
ومنذ فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي، يتعين على مكتب التحقيقات الفدرالي استصدار مذكرة من محكمة خاصة قبل الحصول على إذن بالتنصت.
 
ويريد الجمهوريون من خلال المذكرة التشكيك في حياد الشرطة الفدرالية. إلا أن ذلك أدى إلى خلاف كبير بين مدير المكتب كريستوفر راي الذي عارض علنا نشر المذكرة، وترامب الذي ثبته في منصبه في آب/أغسطس.
 
الوصول إلى مولر
 
بالنسبة إلى الديمقراطيين، اللعبة مكشوفة. فالأمر لا يتعلق إلا بتقويض التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات من خلال مذكرة تم إعدادها برأيهم بشكل جزئي ومنحاز.
 
وكان مولر تولى التحقيق في القضية العام الماضي. وهي تزعزع رئاسة قطب الأعمال الذي أُخضع العشرات من المقربين منه ومعاونيه للاستجواب من قبل المحققين الفدراليين ويمكن أن تتم دعوته أيضا للإدلاء بشهادته حول الموضوع.
 
وعلق السناتور الديمقراطي كريس كونز "انه جزء من محاولاتهم المنظمة لتقويض تحقيق روبرت مولر".
 
في الكونغرس، يدعو أعضاء جمهوريون إلى وقف التحقيق بالاستناد إلى مضمون مذكرة نونيس.
 
وصرح السناتور مات غيتز الأربعاء على شبكة "فوكس نيوز" أن "كل تحقيق مولر عمل من الخيال ما كان يجب أن يبدأ أصلا".
 
في المقابل، يبرر رئيس مجلس النواب بول راين نشر المذكرة برقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية قائلا "المذكرة ليست اتهاما للأف بي آي أو وزارة العدل ولا تشكل إعادة نظر في تحقيق مولر".
 
رغم إصرار الجمهوريين، أطلق الديمقراطيون محاولة أخيرة لمنع نشر المذكرة إذ تبين أن الصيغة التي نقلها نونيس إلى البيت الأبيض تتضمن تعديلات عن الصيغة التي تبنتها اللجنة الاثنين. إلا أن نونيس أصر على أن التعديلات "طفيفة".
 
وطالب الديمقراطيون باستقالة نونيس من رئاسة اللجنة لكن المسؤولين الجمهوريين في الكونغرس استبعدوا ذلك على الفور.